{ عرف } ... قد تكرر ذكر [ المعروف ] في الحديث وهو اسم جامعٌ لكُلِّ ما عُرف من طاعة اللّه والتقرّب إليه والإحْسَان إلى النَّاس وكُلّ ما ندَب إليه الشَّرع ونَهى عنه من المُحَسِّنات والمُقَبِّحات وهو من الصِّفات الغَالبة : أي أمْرٌ معْرُوفٌ بينَ النَّاس إذَا رَأوْه لا يُنكرُونه . والمعروف : النَّصَفَة وحُسْن الصُّحبة مع الأهْل وغيرهم من الناس . والمُنكَر : ضدّ ذلك جَمِيعه .
[ ه ] ومنه الحديث [ أهْل المَعْرُوف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ] أي من بَذَل مَعْروفه للناس في الدنيا آتاه الله جَزَاء معروفه في الآخرة .
وقيل : أراد من بَذَل جَاهَه لأصحاب الجَرَائم التي لا تَبْلغ الحُدود فيَشْفَع فيهم شَفَّعه اللّه في أهْل التَّوْحيد في الآخرة .
وروي عن ابن عباس في معناه قال : يأتي أصحابُ المَعْرُوف في الدنيا يومَ القيامة فيُغْفر لهم بمعْرُوفهم وتَبْقَى حَسَناتهُم جامّةً فيُعْطُونها لمَن زَادَت سيّآتُهُ على حَسَناته فيُغْفَر له ويدخل الجنة فيجتَمع لهم الإحْسان إلى الناس في الدنيا والآخرة .
- وفيه أنه قَرَأ في الصلاة [ والمُرْسَلاتِ عُرْفاً ] يعني الملائكةَ أُرْسِلوا للمعْرُوف والإحْسَان . والعُرْف : ضدُّ النُّكْر . وقيل : أرَادَ أنَّها أرْسِلَتْ مُتَتَابعةً كعُرْف الفَرَس .
( س ) وفيه [ من فَعَل كذا وكذا لم يَجِدْ عَرْفَ الجنة ] أي رِيحَها الطَّيِّبة . والعَرْف : الرِّيحُ .
- ومنه حديث علي [ حَبَّذا أرضُ الكُوفةِ أرْض سَوَاءٌ سَهْلةٌ معروفةٌ ] أي طيِّبة العَرْف . وقد تكرر في الحديث .
( ه ) وفيه [ تَعرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْك في الشِّدة ] أي اجْعَله يَعْرِفْك بطاعَتِه والعَمل فيما أوْلاكَ من نِعْمَته فإنه يُجَازِيك عند الشِّدة والحاجةِ إليه في الدُّنيا والآخرة .
( ه ) ومنه حديث ابن مسعود [ فيقال لهم : هل تَعْرِفُون ربَّكم ؟ فيقولون : إذا اعْتَرف لنا عَرَفْناه ] أي إذا وصَفَ نَفْسَه بِصَفَةٍ نُحَقِّقهُ بها عَرفْناه .
- ومنه الحديث في تعريف الضالَّة [ فإن جاءَ مَن يَعْتَرِفُها ] يقال : عَرَّف فلانٌ الضالَّة : أي ذكَرَها وطلب من يَعْرِفُها فجاء رَجُل يَعْتَرِفها : أي يَصِفُها بصِفَة يُعْلِم أنه صَاحِبها .
( ه ) وفي حديث عمر : [ أطْرَدْنا المُعْتَرِفين ] هم الذين يُقِرُّون على أنْفُسهم بما يَجب عليهم فيه الحَدّ أو التَّعزير . يقال : أطرَدَه السُّلطان وطّرَّده إذا أخرجه عن بلده وطَرَدَه إذا أبْعَدَه .
ويُرْوى [ اطرُدُوا المعْتَرِفين ] كأنه كره لهم ذلك وأحَبَّ أن يَسْتُرُوه على أنفسِهم .
( س ) وفي حديث عَوْف بن مالك [ لتَرُدَّنه أوْ لَأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ] أي لأجَازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعك . وهي كَلمةٌ تقالُ عند التهديد والوعيد .
( س ) وفيه [ العِرَافَةُ حقٌّ والعُرَفاءُ في النار ] العُرَفاءُ : جمع عَرِيف وهو القَيّم بأمور القبيلة أو الجَمَاعَةِ من النَّاسِ يَلِي أُمُورَهُم ويَتعرَّف الأميرُ منه أحوالَهم فعيل بمعنى فاعل . والعِرَافة : عملُه .
وقوله [ العِرَافة حَقٌّ ] أي فيها مصلحة للناس ورِفقٌ في أمورهم وأحوالِهم .
وقوله [ العُرَفاء في النار ] تَحْذِير من التَّعرُّض للرياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنَة وأنه إذا لم يَقُمْ بِحقّه أثِم واسْتحق العُقُوبة .
( ه ) ومنه حديث طاوس [ أنه سأل ابن عبَّاس : ما معنى قَوْل الناس : أهل القرآن عُرَفاءُ أهل الجنة ؟ فقال : رُؤسَاءُ أهل الجنة ] وقد تكرر في الحديث مُفردا ومجموعا ومصدرا .
- وفي حديث ابن عباس [ ثُم مَحِلُّها إلى البَيْتِ العَتيق ] وذلك بعد المُعَرَّف ] يُريد به بعد الوُقُوفِ بعَرَفة وهو التَّعْريف أيضا . والمُعَرَّف في الأصْل : موضعُ التعريف ويكونُ بمعنى المفعول .
( ه ) وفيه [ مَن أتَى عَرَّافا أو كَاهِناً ] أراد بالعَرّاف : المُنَجِّم أو الحازِيَ الذي يدَّعي عِلْمَ الغَيب وقد اسْتأثر اللّه تعالى به .
( س ) وفي حديث ابن جُبَير [ ما أَكَلْتُ لحماً أَطْيبَ من مَعْرَفَةِ البِرْذَونِ ] أي مَنْبِت عُرْفه من رَقَبَته .
( س ) وفي حديث كعب بن عُجَرَةَ [ جاءوا كأنهم عُرْفٌ ] أي يتبع بعضُهم بعضا