{ سوق } ... في حديث القيامة [ يكْشفُ عن سَاقه ] الساقُ في اللغة الأمرُ الشديدُ . وكشْفُ الساق مثَلٌ في شدَّة الأمْر كما يقال للأقْطَع الشَّحيح : يَدُه مغْلولة ولا يَدَثَمَّ ولا غُلَّ وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البُخْل . وكذلك هذا لاَ سَاق هُناكَ ولا كَشْف . وأصلُه أنَّ الإنسان إذا وقَع في أمْرٍ شديد يقال شمَّر عن ساعِده وكشَف عن ساَقِه للاهْتمام بذلك الأمْر العظيم . وقد تكرر ذكرها في الحديث .
( ه ) ومنه حديث عليّ رضي اللّه عنه [ قال في حَرْب الشُّراة : لا بُدَّ لي من قِتالهم ولو تَلِفَتْ ساقي ] قال ثعلب : السَّاق ها هنا النَّفْس .
( س ) وفيه [ لا يَسْتَخْرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذُو السُّوَيْقَتين من الحبشة ] السُّويقَةُ تصْغيرُ الساق وهي مُؤَنثة فلذلك ظَهَرت التاءُ في تصْغيرها . وإنما صَغَّر الساق لأنّ الغالبَ على سُوق الحبَشة الدّقة والحُموشَة .
( ه ) وفي حديث معاوية [ قال رجل : خاصمتُ إليه ابنَ أخي فجعلت أحُجُّه فقال أنتَ كما قال : .
إنّي أتيحُ له حِرْباَءَ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلا ممْسكاً ساقا .
أرادَ بالسَّاق ها هنا الغُصْن من أغْصان الشَّجَرة المعنى لا تنقْضِي له حُجَّةٌ حتى يتعَلَّق بأخرى تشبيها بالحِرْباء وانتقالها من غُصْن إلى غصن تَدُورُ مع الشَّمس .
- وفي حديث الزِّبْرِقان [ الأسْوَقُ الأعْنَقُ ] هو الطويلُ الساق والعُنُق .
- وفي صفة مَشْيه صلى اللّه عليه وسلم [ كان يَسُوق أصحابه ] أي يُقَدّمهم أماَمَه ويمْشي خَلْفَهم تَواضُعا ولا يدَع أحداً يمْشي خَلْفَه .
- ومنه الحديث [ لا تقومُ الساعةُ حتى يخرج رجل من قَحْطاَن يَسُوق الناس بعَصَاه ] هو كناية عن اسْتِقامة النَّاس وانْقيادِهم إليه واتّفاَقِهم عليه ولم يُرِدْ نفْسَ العَصا وإنما ضَرَبها مَثَلا لاسْتيلائه عليهم وطاعتهم له إلا أن في ذكرها دليلاً على عَسْفِه بهم وخُشونَتِه عليهم .
( س ) وفي حديث أمّ معْبَد [ فجاء زوجُها يَسُوق أعْنُزاً مْا تَسَاوَقُ ] أي ما تَتَابَعُ . والمُساَوَقة : المُتاَبَعة كأنَّ بعضَها يَسُوق بعضا . والأصلُ في تَساوقُ تَتساوَق كأنها لضَعِفها وفَرْط هُزَالَها تتَخَاذَّل ويتَخلَّف بعضها عن بعض .
- وفيه [ وسَوَّاق يَسُوق بهنَّ ] أي حادٍ يَحدُو بالإبل فهو يسوقُهنّ بحُدائِه وسَوَّاق الإبل يَقْدُمُها .
- ومنه [ رُوَيْدَك سَوقَك بالقَوَارِير ] .
- وفي حديث الجُمُعة [ إذا جاءت سُوَيْقَةٌ ] أي تِجاَرة وهي تَصغير السُّوق سُمِّيت بها لأن التّجارة تُجلَب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها .
( س ) وفيه [ دخل سعيد علي عثمان وهو في السَّوْق ] أي في النَّزع كأنّ روحه تُسلق لتَخرج من بدَنه . ويقال له السِّياقُ أيضا وأصلهُ سِوَاق فقُلبت الواو ياء لكسرة السّين وهما مَصْدَران من ساَق يَسُوق .
- ومنه الحديث [ حضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو في سِياق الموت ] .
( س ) وفيه في صِفة الأولياء [ إن كانت السَّاقةُ كان فيها وإن كان في الحرَس كان فيه ] ( رواية اللسان : [ وإن كان في الجيش كان فيه ] . والحديث أخرجه البخاري في باب [ الحراسة في الغزو في سبيل اللّه ] من كتاب [ الجهاد والسير ] بلفظ [ إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة ] ) السَّاقةُ جمعُ سائق وهم الذين يَسُوقون جَيش الغُزَاة ويكونثون من ورَائه يحفظُونه .
- ومنه ساقَةُ الحاجِّ .
( س ) وفي حديث المرأة الجَوْنيَّة التي أراد النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يدْخُل بها فقال لها [ هَبِي لي نَفْسك فقالت : وهل تَهَبُ المَلِكةُ نفْسها للسُّوقَة ] السٌّوقةُ من الناس : الرَّعيَّة ومَنْ دون المَلِك . وكثير من الناس يَظُنُّون أن السُّوقة أهل الأسواق .
( ه ) وفيه [ أنه رأى بعبد الرَّحمن وَضَراً من صُفْرة فقال : مَهْيَمْ ؟ فقال : تزوَّجْتُ امرأة من الأنصار فقال : ما سُقْتَ منها ؟ ] ( الرواية في اللسان [ ما سقت إليها ] وذكر رواية ابن الأثير ) أي ما أمْهَرْتَهَا بَدل بُضْعها . قيل للمَهْر سَوْق لأن العرب كانوا إذا تزوَّجُوا سَاقُوا الإبلَ والغنمَ مهْراً لأنَّها كانت الغالبَ على أمْوَالِهم ثم وضع السَّوق موضِعَ المَهْر وإن لم يكن إبلاً وغنماً . وقوله منها بمعنى البَدَل كقوله تعالى [ ولو نَشاءُ لجعَلْنا منكم ملائكةً في الأرض يَخْلُفُون ] أي بدَلَكم ( أنشد الهروي : .
أخذتُ ابنَ هند من عليٍّ وبئسما ... أخذتُ وفيها منك ذاكيةُ اللَّهَبْ .
يقول : أخذته بدلا من عليّ )