{ سبت } ( ه ) فيه [ يا صاحبَ السِّبْتَيْن اخْلعَ نَعْلَيك ] السِّبْت بالكَسْر : جُلود البقر المَدْبوغة بالقَرَظِ يُتَّخذ منها النِّعال سُمِّيت بذلك لأن شَعَرها قد سُبتَ عنها : أي حُلِقَ وأُزِيل . وقيل لأنَّها انْسَبتَت بالدِّباغ : أي لانَت يُريد : يا صاحبَ النَّعلين . وفي تَسْمِيتِهم للنَّعْل المتَّخَذة من السِبت سِبْتاً اتساعٌ مِثل قَوْلهم : فُلان يَلْبَس الصوفَ والقُطْنَ والإبْرَيْسَمَ : أي الثياب المتخَذة منها . ويُروى السِبْتيَّيْن على النَّسب إلى السِّبت . وإنما أمَرَه بالخَلع احتراماً للمقابر لأنه كان يَمشى بينها . وقيل لأنها كان بها قَذَرٌ أو لاخْتِيالِه في مَشْيه ( قال الهروي : ويدل على أن السبت ما لا شعر له حديث ابن عمر [ قيل له : إنك تلبس النعال السبتية فقال : رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يلبس النعال التي ليس عليها شعر وأنا أحب أن ألبسها ] ) .
( ه ) ومنه حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما [ قيل له : إنك تلبَسُ النعال السِّبْتيَّة ] إنما اعتُرض عليه لأنها نِعالُ أهل النّعْمة والسَّعَة . وقد تكرر ذكرُها في الحديث .
- وفي حديث عمرو بن مسعود [ قال لمعاوية : ما تسألُ عن شَيخ نومه سُباتٌ ولَيلُه هُباتٌ ] السُّباتُ : نومُ المريض والشيخ المُسِنِّ وهو النَّوْمة الخفيفة . وأصلُه من السَّبْتِ : الراحةِ والسكونِ أو من القَطْع وتِرْك الأعمالِ .
[ ه ] وفيه ذكْر [ يوم السَّبت ] وسَبَت اليهود وسًبًتت اليهودُ تَسْبُت إذا أقاموا عَمَل يوم السَّبْت . والإسْباتُ : الدخول في السَّبت . وقيل سُمّى يومَ السبت لأن اللّه تعالى خَلَق العَالَم في سِتَّة أيَّام آخرُها الجمعة وانقطع العَمَل فسُمِّى اليوم السَّابعُ يوم السَّبت .
- ومنه الحديث [ فما رأَينَا الشَّمس سَبْتاً ] قيل أرادَ أسْبُوعا من السَّبت إلى السَّبت فأُطْلق عليه اسمُ اليوم كما يقال عشْرون خريفاً ويرادُ عشْرون سَنَة . وقيل أراد بالسَّبت مُدَّةً من الزَّمان قليلةً كانت أو كثيرةً