{ رضى } ... في حديث الدعاء [ اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطك وبمُعافاتِك من عُقوبتِك وأعوذ بك منك لا أُحْصي ثَناءً عليك أنت كما على نفسك ] وفي رواية بدأ بالمُعفاة ثم بالرِّضا إنما ابْتَدأ بالمُعفاة من العقوبة لأنها من صفات الأفعال كالإماتة والإحياء . والرِّضا والسَّخَطُ من صفاتِ الذات . وصفاتُ الأفعال أدنَى رُتْبة من صفات الذات فبَدأ بالأدْنى مُتَرقِّيا إلى الأعلى . ثم لمَّا ازْداد يقِينا وارتِقاء تَرَك الصِفات وقَصر نَظره على الذات فقال : أعوذ بك منك ثم لما ازْداد قُربا استَحْيا معه من الاسْتعاذة على بِساط القُرب فالتَجأ إلى الثَّناء فقال : لا أُحصي ثَناءً عليك ثم عَلِمَ أن ذلك قُصور فقال : أنت أثْنَيْت على نفسِك وأما على الرواية الأُولى فإنما قَدّم الاستعاذة بالرضا على السَّخَط لأن المعافاة من العقوبة تَحْصل بحصول الرِضا وإنما ذَكَرها لأنّ دَلالة الأُولى عليها دَلالة تَضمين فأراد عليها دَلالة مُطابقة فكَنى عنها أوّلاً ثم صرَّح بها ثانيا ولأنّ الراضي قد يُعاقِب للمصْلحة أو لاسْتيفاء حق الغير