{ رضع } [ ه ] فيه [ فإنَّما الرَّضَاعة من المَجَاعة ] الرَّضَاعة بالفتح والكسر : الاسمُ من الإِرضاع فأما من اللؤم فالفتح لا غير . يعني أن الإرْضَاع الذي يُحَرِّم النِّكاح إنما هو في الصِّغر عند جُوع الطِّفْل فأمَّا في حال الكِبَر فلا . يُريد أنّ رِضَاع الكَبير لا يحرّم .
( س ) وفي حديث سُويد بن غَفلة [ فإذا في عهْد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنْ لا يأخذ من راضع لَبن ] أراد بالرَّاضع ذَاتَ الدَّرِّ واللَّبن . وفي الكلام مضاف محذوف تقديره : ذات رَاضع . فأما من غير حذف فالرَّاضع الصَّغِير الذي هو بَعدُ يَرْضَع . ونَهيُه عن أخْذِها لأنَّها خِيارُ المالِ ومن زائدةٌ كما تقول : لا تأكلْ من الحَرَام : أي لا تأكُل الحَرَام . وقيل هو أن يكون عندَ الرَّجُل الشَّاة الواحدة أوِ اللِّقْحة قد اتَّخَذها للدَّرِّ فلا يُؤْخَذ منها شيء .
( س ) وفي حديث ثَقيف [ أسْلَمها الرُّضَّاعَ وتركُوا المِصَاع ] الرُّضَّاع جمعُ راضِع وهو اللَّئِيم سُمِّي به لأنه للُؤْمه يرضَع إبِلَه أو غَنمه [ ليلاً ] ( زياد من ا ) لئلاّ يُسْمع صوتُ حَلبه . وقيل لأنه لا يَرْضَعُ الناسَ : أي يسألهم . وفي المَثل : لَئِيم راضِع . والمِصَاعُ : المُضَاربةُ بالسَّيف .
[ ه ] ومنه حديث سلمة .
خُذْها وأنا ابنُ الأكْوَعِ ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ .
جمع راضِع كشَاهِد وشُهَّد : أي خُذ الرَّمْية مِنِّي واليومُ يومُ هَلاَك اللِّئَامِ .
- ومنه رَجَز يُروى لفاطمة عليها السلام : .
- ما بِيَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعة .
والفعل منه رَضُع بالضم .
- ومنه حديث أبي مَيْسَرة [ لو رأيتُ رجلا يَرضَعُ فسَخِرْتُ منه خَشِيتُ أن أكونَ مثله ] أي يرضَع الغنم ضُروعِها ولا يَحْلُب اللَّبن في الإناءِ للُؤْمه أي لو عَيَّرتُه بهذا لَخَشِيتُ أن أُبْتَلَى به .
( ه ) وفي حديث الإمارة [ قال نِعْمَتِ المُرْضِعةُ وبِئْستِ الفاطِمة ] ضَرب المُرْضِعة مثلا للإمارة وما تُوَصِّله إلى صاحبها من المَنافع وضَرَب الفاطمةَ مثلا للموت الذي يَهْدِم عليه لَذَّاته ويقطَع منافعها دونه .
( س ) وفي حديث قُسّ [ رَضِيعُ أيْهُقان ] رَضِيع : فَعِيل بمعنى مفعول يعني أن النَّعام في هذا المكان تَرْتَع هذا النّبْت وتَمُصُّه بمنزلة اللَّبن لشِدّة نُعُومته وكثر مائة . ويروى بالصاد . وقد تقدم