{ ديم } ... في أسماء اللّه تعالى [ الدَّيَّان ] قيل هو القهَّارُ . وقيل هو الحاكمُ والقاضي وهو فعَّالٌ من دانَ الناسَ : أي قَهَرَهم على الطاعةِ يقال دِنْتُهم فدانوا : أي قَهَرتُهم فأطاعُوا .
- ومنه شِعْر الأعشى الحِرْمازي يُخاطبُ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم .
- يا سَيَّدَّ الناسِ ودَيَّانَ العَرَبْ ... ( الرجز بتمامه في اللسان ( ذرب ) ونسبه إلى أعشى بني مازن ثم قال : وذكر ثعلب عن ابن الأعرابي أن هذا الرجز للأعور بن قراد بن سفيان من بني الحرماز وهو أبو شيبان الحرمازي أعشى بني حرماز ) .
- ومنه الحديث [ كان عليُّ دَيَّان هذه الأمةِ ] .
- ومنه حديث علي بن أبي طالب قال له صلى اللّه عليه وسلم : [ أريدُ من قُرَيْشٍ كَلمةً تَدينُ لهم بها العربُ ] أي تُطِيُعهم وتَخْضَع لهم .
( ه ) ومنه الحديث [ الكَيِّسُ من دانَ نَفْسَه وعَمِل لِمَا بعد المَوتِ ] أي أذَلَهَّا واستعْبَدَها وقيل حاسَبَها .
( ه ) وفيه [ إنه E كان على دينِ قَومِهْ ] ليس المراد به الشَّرْك الذي كانوا عليه وإنما أراد أنه كان على ما بَقِي فيهم من أرث إبراهيم عليه السلامُ من الحجّ والنِّكاح والميرَاثِ وغير ذلك من أحْكَام الإيمان . وقيل هو من الدِّين : العَادَة يُريد به أخْلاقَهم في الكَرَم والشَّجَاعة وغَيرهما .
- وفي حديث الحج [ كانت قُرَيش ومن دِانِ بدينهم ] أي اتَّبَعُهم في دينهم ووَاقَفَهم عليه واتَّخَذَ دِينَهم له دِيناً وعِبَادةً .
- وفي دُعاء السفر [ أسْتَودعُ اللّهَ دَينَك وأمانَتَك ] جَعَل دِينَه وأمانَته من الودَائِع لأن السَّفَر تُصِيبُ الإنسان فيه المشقَّةُ والخوفُ فيكون ذلك سَبباً لإهْمَال بَعْض أُمور الدِّين فَدعَا لَه بالمَعُونة والتَّوفِيق . وأما الأمانَةُ هاهُنا فيُريدُ بها أهلَ الرَّجل ومالَه ومن يُخْلِفُه عند سَفَره .
- وفي حديث الخوارج [ يَمْرُقُون من الدِّين مُروقَ السَّهم من الرَّمِيَّة ] يُريدُ أن دُخُولهم في الإسْلاَم ثم خُرُوجَهم منه لم يَتَمَسَّكوا منه بشيء كالسَّهم الذي دخَل في الرَّميَّةِ ثم نَفَذ فيها وخَرَج منها ولم يَعْلَقْ به منها شيءٌ . قال الخَطَّابي : قد أجْمَعُ عُلماءُ المسلمين على أن الخَوارِجَ على ضَلالَتهِم فرقةٌ من فِرق المُسلمين وأجازُوا مُنَاكَحَتهم وأكْلَ ذَبَائحهم وقَبولَ شَهادَتهم . وسُئل عَنهُم علي بن أبي طالب فقيل : أكُفَّارٌ هُم ؟ قال : منَ الكُفْر فَرُّوا قيل : أفَمُنَافِقُونُ هُمْ ؟ قال : إنَّ المُنَافِقينَ لا يذكُرُونَ اللّه إلا قليلاً وهؤُلاء يذكُرُون اللّه بُكْرَةً وأصِيلاً . فقيل : ما هُمْ ؟ قال : قومٌ أصابَتْهُم فِتنَةٌ فَعُموا وصَمُّوا . قال الخطَّابي : فمعْنى قوله صلى اللّه عليه وسلم يَمرُقُون من الدِّينِ أرادَ بالدِّين الطَّاعَة : أي أنهم يَخْرجون من طَاعَةِ الإمَام المُفْتَرَضِ الطَّاعَة ويَنْسَلِخُون منها . واللّه أعلم .
( س ) وفي حديث سَلمانَ [ إن اللّه ليَدينُ للجَمَّاء من ذَاتِ القَرْنِ ] أي يَقْتَصُّ ويَجْزي . والدِّينُ : الجَزَاءُ .
( س ) ومنه حديث ابن عمرو [ لا تَسُبُّوا السُّلطَانَ فإنْ كان لا بُدَّ فقولُوا : اللّهم دِنْهُم كما يَدينُونَنَا ] أي اجْزِهم بما يُعَامِلُوننا به .
( ه ) وفي حديث عمر [ إن فُلان يَدين ولا مال لهُ ] يقال دَانَ واسْتَدَان وادَّان مُشَدَّداً : إذا أخَذَ الدَّين واقْتَرض فإذا أعْطى الدَّين قيل أدَانَ مُخَفَّفاً .
( ه ) ومنه حديثه الآخر عن أسَيْفِعِ جُهَينة [ فادّان مُعْرِضاً ] أي اسْتَدان مُعْرِضاً عن الوَفَاءِ .
- وفيه [ ثلاثةٌ حقٌّ على اللّه عَوْنُهُم منهم المِدْيانُ الذي يُريدُ الأَدَاءَ ] المِدْيانُ : الكَثيرُ الدَّين الذي عَلَته الديون وهو مِفعال من الدَّين للمبَالغة .
( س ) وفي حديث مكحول [ الدَّين بين يَدَي الذَّهب والفِضَّة والعُشْرُ بين يَدَي الدَّين في الزَّرْع والإبِلِ والبَقَر والغَنَم ] يعني أن الزَّكاةَ تُقَدَّم على الدَّينِ والدَّين يُقَدَّم على المِيرَاثِ