{ دوا } ( ه ) في حديث أُمِّ زَرْع [ كلُّ داءٍ له داءٌ ] أي كلُّ عَيْب يكونُ في الرجالِ ( في الأصل : الرجل . والمثبت من ا واللسان والهروي ) فهو فيه . فجعَلَت العَيبَ داءً . وقولها له داءٌ خبرٌ لكلّ . ويحتمل أن يكون صفةً لداء وداءٌ الثانية خبرٌ لكل : أي كلُّ داءٍ فيه بليغٌ مُتَناهٍ كما يقال إنّ هذا الفَرَسَ فَرَسٌ .
( ه س ) ومنه الحديث [ وأيُّ داءٍ أدْوَى من البُخْلِ ] أي أيُّ عَيب أقبحُ منه : والصواب أدْوَأُ بالهمز وموضعه أوّلُ الباب ولكن هكذا يُرْوَى إلا أن يُجْعل من باب دَوِىَ يَدْوَى دَوّى فهو دَوٍ إذا هَلَك بمرض باطن .
( ه ) ومنه حديث العَلاءِ بنِ الحَضْرمي [ لا داءَ ولا خِبْثةَ ] هو العيبُ الباطن في السِّلعةِ الذي لم يطَّلِعْ عليه المشترِي .
( س ) وفيه [ إنّ الخَمْر داءٌ وليس بدواءٍ ] استعمل لفظَ الداءِ في الإثم كما اسْتَعْمَله في العَيب .
( ه ) ومنه قوله [ دَبَّ إليكم داءُ الأمم قبلَكم البَغْضاءُ والحَسَدُ ] فَنَقل الداءَ من الأجْسام إلى المعَاني ومن أمر الدنيا إلى أمر الآخرة . وقال : وليس بدواء وإن كان فيه دواء من بعض الأمراض على التَّغْليب والمُبالَغةِ في الذَّم . وهذا كما نُقِلَ الرَّقُوبُ والمُفْلسُ والصُّرَعةُ وغيرها لضَرْبٍ من التَّمثِيل والتَّخييل .
- وفي حديث علي [ إلى مَرْعىً وبِىٍّ ومَشْرَبٍ دَوِىٍّ ] أي فيه داء وهو منسوب إلى دَوٍ من دَوِيَ بالكسر يَدْوَى .
( س ) وفي حديث جُهَيش [ وكأَيِّنْ قَطَعْنا إليك من دَوِّيَّة سَرْبَخٍ ] الدَّوُّ : الصحراءُ التي لا نَباتَ بها والدَّوِّيَّةُ مَنْسوبة إليها وقد تُبدَلُ من إحدَى الواوين ألف فيقالُ داوِيَّة على غير قياسٍ نحو طائيّ في النَّسَب إلى طَيّ .
- وفي حديث الإيمان [ نسمعُ دَوِىّ صَوْتِه ولا نَفْقه ما يقولُ ] الدَّوِيُّ : صَوت ليس بالعالي كصوتِ النَّحلِ ونحوه .
ومنه خطبة الحجاج : .
قد لَفَّاها الليلُ بُعَصْلَبِيِّ ... أرْوَعَ خَرَّاجٍ من الداوِيِّ ( بعده : .
- مُهاجرٍ ليس بأعرابِيِّ ... ) .
يعني الفَلَوَات جمع دَاوِيَّةٍ أراد أنه صاحبُ أسْفارٍ ورِحَل فهو لا يَزَال يَخرُجُ من الفَلَوات ويَحتَملُ أن يكونَ أراد به أنه بصيرٌ بالفلَوات فلا يَشْتَبهُ عليه شيءٌ منها