نهاراً وإِدْلاجَ الظَّلامِ كأَنَّه ... أَبو مُدْلِجٍ حتَّى تَحُلُّوا المنَاقِبَا وقال أَبو جُنْدَب الهُذَليّ أَخو أَبي خِرَاش : .
وحيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها ... لَدَى قُرَّانَ حتَّى بَطْنِ ضِيمِ فإِذا عَرَفْتَ ذلك ظَهر أَنَّ قولَ المُصَنِّف فيما بعدُ : المناقِبُ : اسْم طَرِيقِ الطّائفِ من مكَّةَ المشَّرفة حَرَسها الله تعالَى تَكرارٌ معَ ما قبلَهُ . وأَنْقَبَ الرجلُ : صارَ حاجِباً أَو أَنْقبَ إِذا صار نَقِيباً كذا في اللسان وغيرِهِ . أَنْقَبَ فُلانٌ إِذا نَقِبَ بَعِيرُهُ . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه قال لامرأةٍ حاجَّة : " أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ " أَي : نَقِب بَعِيرُكَ ودَبِرَ . وقد تقدَّمَ ما يتعلَّقُ به . ومَمَّا يُستدركُ عليه : نَقْبُ العيْنِ : هو القَدْحُ بلسانِ الأَطِبّاءِ وهو مُعَالَجَةُ الماءِ الأَسودِ الّذِي يَحْدُثُ في العينِ . وأَصلُهُ من نَقْبِ البيْطَارِ حافر الدّابَّةِ لِيَخْرُجَ منه ما دَخَل فيه . قاله ابْنُ الأَثيرِ في تفسيرِ حديث أَبي بكر رَضِيَ الله عنه : " أَنَّه اشْتَكَى عيْنَهُ فكَرِه أَنْ يَنْقُبَها " . وفي التَّهْذِيب : إِنَّ عليه نُقْبَةً أَي أَثراً . ونُقْبَةُ كُلِّ شَيءٍ : أَثَرُهُ وهَيْئَتُهُ . وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ : فُلانٌ ميمونُ النَّقِيبَةِ والنَّقِيمةِ : أَي اللَّونِ . ومنه سُمِّيَ نِقَابُ المَرْأَةِ ؛ لأَنَّهُ يَسْتُرُ لَونَها بلَونِ النِّقابِ . ونَقْبُ ضاحِك : طَريقٌ يُصْعِدُ في عارضِ اليَمَامَةِ ؛ وإِيّاهُ فيما أَرى عَنَى الرّاعِي : يُسَوِّقُهَا تِرْعِيَّةٌ ذو عباءَةٍ بما بَيْنَ نَقْبٍ فالحَبِيسِ فأَفْرَعا ونَقْبُ عازِبٍ : موضعٌ بينَه وبين بيتِ المَقْدسِ مسِيرَةُ يوم للفارِس من جِهةِ البَرِّيَّةِ بينَهَا وبينَ التِّيهِ . وجاءَ في الحديث : " أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم لَمّا أَتَى النَّقْبَ " قال الأَزْرٌقيُّ : هو الشِّعْبُ الكبيرُ الّذي بينَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ عن يَسَارِ المُقْبِلِ من عَرَفَةَ يُرِيد المُزْدَلِفَةَ ممّا يَلِي نَمِرَةَ . وقال ابْنُ إِسحاقَ : وخرج النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم في سنة اثنتينِ للهجرة فسلَكَ على نَقْبِ بَني دِينارٍ من بني النَّجّار ثُمَّ على فَيْفَاءِ الخَبَارِ . ونَقْب المُنَقَّى بَيْن مَكَّةَ والطّائفِ في شعر محمّد بْنِ عبدِ الله النُّميْريّ : .
أَهاجَتْكَ الظَّعائِنُ يَوْمَ بانُوا ... بِذِي الزِيِّ الجَمِيلِ من الأَثاثِ .
ظَعائِنُ أُسْلِكَتْ نَقْبَ المُنَقَّى ... تُحَثُّ إِذا ونَتْ أَيَّ احتِثاث ونَقْبُونُ : قريةٌ من قُرَى بُخَارَى كذا في المُعْجَم . ونيقب : موضعٌ عن العِمرانيّ ن ك ب .
نَكَب عَنْهُ أَي عن الشَّيْءِ وعن الطَّرِيقِ كَنَصَرَ وفَرِحَ يَنْكُبُ ويَنْكَبُ نَكْباً بفتح فسكون . نَكِبَ نَكَباً مُحَرَّكَةً ونُكُوباً بالضَّمّ مصدرُ يَنْكُبُ كيُنْصُرُ . ففي كلامه لَفٌّ ونَشْرٌ هكذا أَورده ابْنُ سِيدَه وابْنُ منظور . فقولُ شيخِنا : النَّكَبُ مُحرَّكَةً غريبٌ ولعلّه مصدرُ : نَكِبَ كفرِحَ على غرابتِهِ وفَقْده من أَكثرِ الدَّواوِينِ مَمّا يُقْضَى منه العَجَبُ كما لا يخْفَى على متأَمل : عَدَلَ كنَكَّبَ تَنكيباً وتَنَكَّبَ . ومنه قولُ الأَعْرَابيّ في وصْف سحابةٍ : قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرتْ ؛ أَي : عَدَلَتْ ؛ وأَنشد الفارسيُّ : .
هُما إِبِلانِ فِيهِما ما عَلِمْتُمُ ... فَعَنْ أَيِّها ما شِئتُمُ فَتَنَكَّبُوا