شبَّ أَسنانها بفؤوس قد حُدِّدَتْ وحِداءٌ بالكسر ككتاب ورواه أبو عُبَيد عن الأَصمَعِيّ وأبي عُبيدة وأَنشد بيت الشَّمَّاخ بالكسر . قلت : وهذا على قول من لم يُفرِّق بينهما بل جعلهما واحداً وزعم الشرقيُّ بنُ القطاميّ أنَّ حِدَاء وبُنْدُقَة قبيلَتان وهما حِداءُ بنُ نَمِرَةَ بن سَعْدِ العشيرة وبُنْدُقَةُ بن مَظَّة واسمه سُفيان بن سلهَم بن الحكم بن سَعْدِ العشيرة الأولى بالكوفة والثانية باليمن أَغارت حِداء على بندُقة فنالت منهم ثمَّ أَغارت بندُقة عليهم فأَبادَتْهم فكانت تُفَزّع بها ومنه قولهم : حِدَأَ حِدَأَ وراءَكَ بُنْدُقَة أَورده الميداني مي مجمع الأَمثال والحَريري والزَّمخشري وغيرهم أَو هي ترخيمُ حِدَأَةٍ قاله ابن السكيت والعامة تقول : حَدَا حَدَا بالفتح غير مهموز قال ابن الكلبيّ : يُضْرَبُ لمن يتباصر بالشيء فيقع عليه من هو أَبصر منه . وفي الأَساس أنَّه يضرب لمن يُخَوَّف بشرٍّ قد أَظلَّه وقال أَبو عبيدة : يراد بذلك هذا الحِدَأَ الذي يطير والبُنْدُقة ما يُرْمَى به يضرب في التحذير . وحَدِئَ إليه وعليه كفَرِحَ إذا حَدِبَ عليه ونَصَرَه ومَنَعه من الظُّلْمِ . وفي العُباب : وممَّا شذَّ من هذا التركيب حَدِئَ بالمكان : لَزِقَ به عن أَبِي زيد فاًنَّ هذا التركيب يدُلُّ على طائرٍ أو مُشَبَّهٍ بذلك . وعن أَبِي زيد أيضاً حَدِئَ إليه حَدَأً : لَجَأَ . ويقال : حَدِئَ عليه إذا غَضِبَ وحَدِئَت المرأةُ على ولَدِها : عَطَفَت عليه فهو من الأَضداد . مُستدرك على المصنف . وقال الفرَّاء في كتاب المقصور والممدود : حَدِئَت الشَّاةُ إذا انقطَع سَلاها في بَطْنها فاشْتَكَتْ عنه . وروى أَبو عُبَيد عن أَبِي زيد في كتاب الغنم حَذِئت الشاة بالذال المعجمة إذا انقطع سَلاها في بطنها . قال الأَزهريّ : وهذا تصحيف والصواب بالدال والهمز كذا في اللسان . وعن أَبِي عُبَيد : حَدَأَ الشيءَ كجَعَلَ : صَرَفَ . والحِنْدَأْوُ هو الحِنْتَأْوُ وزناً ومعنًى . وممَّا يستدرك عليه : الحُدَيْئة كحُطَيْئة : اسم جبلٍ باليمن وقد تُقلب الهمزة ياء وتشدَّد .
ح ر ب أ .
احْرَنْبَأَ الرجُل إذا تهيَّأَ للغضبِ والشَّرِّ أَو أَضمر الداهية في نفسه قاله المَيْداني يُهمز ولا يُهمز وقيل : همزته للإلحاق باقْعَنْسَسَ فوزنه حينئذٍ افْعَنْلأَ .
ح ز أ .
حَزَأَه أَي الشخصَ السَّرَابُ يَحْزَؤُه حَزْأً كمَنَعَه : رَفَعه لغة في حَزاه يَحْزوه بلا همز قاله ابن السكيت . وعن أَبِي زيد حَزَأَ الإبلَ يَحْزَؤُها حَزْأً إذا جمَعَها وساقَها ومن ذلك حَزَأَ المرأةَ : جامَعَها . واحْزَوْزَأَ : اجتمَعَ يقال : احْزَوْزَأَت الإبلُ إذا اجتمعت قاله أَبو زيد واحْزَوْزَأَ الطائرُ : ضمَّ جَناحَيْه وتَجَافَى عن بَيْضِه . قال : .
" مُحْزَوْزِأَيْنِ الزِّفَّ عن مَكْوَيْهِما وترك همزَةُ رؤبة فقال : .
" يركبني تيما وما تَيْمَاؤُهُ .
" يهماءُ يَدْعو جِنَّها يَهْماؤُهُ .
" والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزيزَاؤُهُ .
" ناجٍ وقد زَوْزَى بِنا زِيزاؤُهُ والتركيب يدل على الارتفاع .
ح ش أ .
حَشَأَه بسَوْطٍ وعصاً كجَمَعَه : ضربَ به جَنْبَهُ وفي بعض النُّسخ جَنْبَيْه بالتثنية وبَطْنَه . وحَشَأَهُ بسهمٍ : رماه وأَصاب به جَوْفَه ونقل الأَزهري عن الفرَّاء : حَشَأْتُهُ إذا أَدخلته جَوْفَه وإذا أَصبتَ حَشاهُ قلتَ : حَشَيْتُهُ وفي العباب قال أَسماءُ بن خارِجَة يصف ذئباً طَمِعَ في ناقته وكانت تسمَّى هَبالَةَ : .
لي كلَّ يَوْمٍ من ذُؤَالَهْ ... ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَالَهْ .
لي كلَّ يَوْمٍ صِيقَةٌ ... فَوْقي تَأَجَّلَ كالظُّلالَهْ .
فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أَوْساً أُوَيْسُ مِنَ الهَبالَهْ