كَأَنَّ راكِبَها يَهْوِي بمُنْخَرَقٍ ... من الجَنُوب إِذا ما رَكْبُهَا نَصَبُوا وقال النَّضْرُ : النَّصْبُ : أَوّل السَّيْرِ ثُمَّ الدَّبِيبُ ثُمَّ العَنَقُ ثُمَّ التَّزَيُّدُ ثُمَّ العَسْجُ ثُمَّ الرَّتَك ثُمَّ الوَخْذُ ثُمَّ الهَمْلَجَةُ . من المَجَاز نَصَبَ لفُلانٍ نَصْباً : إِذا قَصَدَ له وعادَاهُ وتَجَرَّدَ له . والنَّصْبُ ضرْبٌ من أَغَانِي الأَعرابِ وقد نَصَبَ الرّاكِبُ نَصْباً إِذا غَنّى وعن ابْنِ سيدَهْ : نَصْبُ العَربِ : ضَرْبٌ من أَغانِيهَا . وفي الحديث : " لو نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرَبِ " ؟ أَي : لو تَغَنَّيْتَ . وفي الصَّحِاح : أَي لو غَنَّيْتَ لنا غِناءَ العَرَبِ . يقالُ نَصَبَ الحادِيَ : حَدَا ضَرْباً من الحُدَاءِ . وقال أَبو عَمْروٍ النَّصْبُ : حُداءٌ يُشْبِهُ الغِنَاءَ . وقالَ شمِرٌ : غِناءُ النَّصْبِ : ضرْبٌ من الأَلْحان . وقيل : هو الَّذِي أَحْكِمَ من النَّشِيد و أَقِيم لَحْنُهُ ووَزْنُهُ كذا في النّهَاية وزاد في الفائق : وسُمِّىَ ذلك لأَنّ الصَّوْتَ يُنْصَبُ فيه أَي : يُرْفَع ويُعْلَى . نَصَبَ لَهُ الحَرْبَ نَصْباً : وضَعَهَا كناصَبَهُ الشَّرَّ على ما يأَتي . عن ابْنِ سيدَهْ : كُلُّ ما أَي : شَيءٍ رُفِعَ واسْتُقْبِلَ بِهِ شَيءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هُوَ . كذا في المحكم . والنَّصْبُ بالفتح : العَلَمُ المَنْصُوبُ يُنْصَبُ للقَوم قد يُحَرَّكُ . وفي التَّنْزِيل العَزِيزِ " كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوِفُضون " قُرِئ بهِما جَمِيعاً . وقال أَبو إِسحَاق . من قَرَأَ إِلى نَصْبٍ فمعناه إِلى عَلَم منصوب يَسْتَبِقُون إِليه ومَنْ قرأَ إِلى نُصُبٍ فمعناه إِلى الأَصنام . كما سيأْتي . قيلَ : النَّصْبُ : الغَايَةُ والأَوّلُ أَصحُّ عن أَبي الحَسَن الأَخْفَشِ : النَّصْبُ فِي القَوَافِي هو أَنْ تَسْلَمَ القافِيةُ من الفَسَادِ وتكونَ تامَّةَ البِنَاءِ فإِذا جاء ذلك في الشِّعْر المَجْزُوء لم يُسَمَّ نَصْباً وإِن كانت قافيتُه قد تَمَّتْ . قال : سَمِعْنَا ذلك من العربِ وقال : ليس هذا مِمَّا سَمَّى الخلَيِلُ وإِنَّما تُؤخَذ الأَسماءُ العرب انتهى كلامُ الأَخفش كما حَكاه ابْن سِيده ولمّا ظنَّ شيخُنَا أَن هذا مِمّا سمّاه الخَلِيلُ عاب المُصنِّف وسدَّد إِليه سهم أَعتراضِه وذا غيرُ مناسبٍ . وقال ابْنُ سِيدَهْ عن ابْنِ جِنِّي : لمّا كان معنى النَّصْبِ من الانتصاب وهو المثُولُ والإِشرافُ والتَّطَاوُلُ لم يُوقَعْ على ما كان من الشّعر مَجْزُوءًا ؛ لأَنَّ جَزْأَهُ عِلَّةٌ وعيب لَحِقَهُ وذلك ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُلِ . كذا في لسان العرب . وهُو أَي النَّصْبُ في الإِعْرَابِ كالفتْحِ في البِنَاءِ . وهو اصطِلاَحٌ نَحْوِيّ تقولُ منه نَصَبْتُ الحَرْفَ فانْتصَبَ . وغُبَارٌ مٌنْتَصِب : مُرتفِعٌ . وقال اللَّيْثُ : النَّصْبُ : رفْعُك شيئاً تَنْصِبُه قائماً مُنْتَصِباً . والكَلمة المنصوبةُ ترفَعُ صوْتَها إِلى الغَار الأَعلَى . وكلُّ شَيءٍ انتصب بشَيءٍ فقد نَصبهُ . وفي الصَّحِاح : النَّصْبُ : مصدرُ نَصَبْتُ الشَّيءَ : إِذا أَقَمْتَه . وصفِيح مُنَصَّبٌ : أَي نُصِب بعضُهُ على بعض . عن ابْن قُتيْبَةَ : نَصْبُ العربِ : ضَرْب من مَغانِيها أَرَقُّ من الحُدَاءِ ومثلُهُ في الفائق وقد تقدّمَ بيانهُ