وقد لُبِبْتَ بالكَسر وبالضّم أَي : من باب : فَرِحَ وقَرُبَ تَلَبّ بالفتح لُبّاً بالضَّمِّ ولَبّاً ولَبّاَ ولَبابَةً بالفتح فيهما : صرْتَ ذا لُبٍّ . وفي التّهذيب : حُكِيَ : لَبُبْتَ بالضَّمّ وهو نادِرٌ لا نظيرَ له في المضاعف . وقيل لِصَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب وضَرَبَتِ الزُّبَيْرَ : لِمَ تَضْرِبِينَه ؟ فقالت : لِيَلَبَّ ويَقُوَدَ الجَيْشَ ذَا الجَلَبْ . أَي يصيرَ ذا لُبٍّ ورواه بعضهُم أَضْرِبه لكَي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيْشَ ذا اللَّجَب . قال ابْنُ الأَثيرِ : هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز وأهلُ نَجْدٍ يقولُونَ : لَبَّ يَلبُّ بوزن فَرَّ َيَفِرّ . وليس فَعُلَ بالضَّمّ يَفْعَلُ بالفتح سِوَى لَبُبْت بالضَّمّ تَلَبُّ بالفتح ؛ فإِنَّ القاعدة أَنّ المضموم من الماضيات لا يكونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً وشذّ هذا الحَرْفُ وحدَهُ لا نظيرَ له وهو الّذي صّرح به شُرّاحُ اللاّمَيَّة والتَّسْهِيل وغَيْرُهم وحكاه الزَّجّاجُ عن العرب واليَزِيدِيُّ ونقله ابْنُ القَطّاع في صَرْفه زادَ : وحكى اليَزِيدِيُّ أَيضاً : لَبِبْتَ تَلُبّ بكسر عين الماضي وضَمِّها في المستقبل . قال : وحكاه يُونُسُ بضَمِّهما جميعاً . والأَعَمُّ : لَبِبَ كفَرِحَ . وفي المِصْباح ما يقضي أَنّ الضَّمَّ وإِن كان فيهما معاً قليلٌ شاذٌّ في المضاعف واقتصر في : لَبَّ على هذا الفعل وزاد عليه في دَمم حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ قال : دَمَّ الرَّجُلُ يَدَمُّ دَمَامَةً من بابَيْ : ضَرَبَ وتَعِبَ ومن بابِ قَرُبَ لغةٌ فيُقَال : دَمُمْتَ تَدُمُّ ومثلُهُ : لَبُبْتَ تَلُبُّ وشَرُرْتَ تِشُرُّ من الشَّرّ ولا يكادُ يُوجَدُ لها رابعٌ في المضاعَفِ . وصرّح غيره بأَنّ الثّلاثةَ وَرَدَتْ بالضَّمّ في الماضي والفتحِ في المُضَارع على خلاف الأَصلِ ولا رابعَ لها . وذكرها في الأَشباه والنظائر غيرُ واحد . والأَكثرونَ اقتصرُوا على لَبُبَ وبعضُهم عليه مع دَمُمَ وقالُوا : لا ثالثَ لهما . انتهى . قال شيخُنا : دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عن الخليل وشَرَّ : نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ في شرح الفصيح عن قُطْرُبٍ واقتصر القَزّاز في الجامع على : لَبَّ ودَمَّ ؛ وقال : لا نظيرَ لهما . وزاد ابْنُ خالَوَيْهِ : عَزُزَتِ الشّاة : قلّ لَبَنُهَا . فتكون أَربعة . وقيّدَ الفَيُّومِيُّ بالمُضَاعَف لأَنّه ورَدَ في غير المُضَاعَف نظائرُه وإِن كانت شاذَّة . قال ابْنُ القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَة له : وأَمّا ما كان ماضيه على فَعُلَ بالضَّمّ فمضارعه يأْتي على يَفْعُلُ بالضَّمّ ككَرُمَ وشَرُفَ ما خلا حرْفاً واحداً حكاه سِيبَوَيْه وهو : كُدْتَ تَكادُ بضمّ الكاف في الماضي وفتحها في المضارع وهو شاذٌّ والجَيِّدُ كِدْتَ تَكَادُ . وحكى غيرُه : دُمْتَ تَدام ومُتَّ تَماتُ وجُدْتَ تَجاد . ثُمَّ نقل لَبَّ عن الزجّاج واليَزِيديّ كما مَرَّ ودَمَّ عن الخليل وعَزَّ عن ابْنِ خالَوَيْهِ . ولم يتعرّض لِشَرَّ الّذي في المصباح . انتهى .
ويأْتي في ف ك ك : ولقد فَكُكِتْ كعَلِمت وكَرُمت فيستدرك على هذه الأَلفاظ . واللَّبَبُ : مَوْضِعُ المَنْحَرِ من كُلّ شَيْءٍ قيل : وبه سُمِّيَ لَبَبُ الفَرَس . واللَّبَبُ : كاللَّبَّة وهو مَوْضِعُ القِلادَةِ من الصَّدْرِ من كُل شّيْءٍ أَو النُّقْرَة فوقَه والجمع الأَلْبابُ . وفي لسان العرب اللَّبَّةُ وَسَطُ الصَّدْرِ والمَنْحَرِ والجمع لَباّتٌ ولِبابٌ عن ثعلب . وحكى اللَّحْيَانيُّ : إِنَّها لَحَسَنَةُ اللَّبَّاتِ كأَنّهم جعلوا كلَّ جزءٍ منهما لَبَّةً ثُمَّ جمعوا على هذا . وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ : هي العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بين التَّرْقُوَتَيْنِ وفيها تُنْحَرُ الإِبِلُ . ومن قال : إِنها النُّقْرَةُ في الحَلْقِ فقد غَلِطَ . انتهى .
من المجاز : أَخَذَ في لَبَبِ الرَّمْل هو : ما اسْتَرََّق مِنَ الرَّمْل وانْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغَلْظِ الأَرْض . وقيل : لَبَبُ الكَثِيبُ : مَقَدَّمُهُ قال ذُو الرُّمَّةِ : .
بَرَّاقَةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضِحَةٌ ... كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِها لَبَبُ