أي : عليكم بي وبهجائي إذا كنتم في سفر واقطعو بذكري الأرض وأنشدوا القوم هجائي يا قردان موظب . وقال ابن الأثير في النهاية والزمخشري في الفائق : في الحديث " الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة فمن احتجم فيوم الأحد والخميس كذباك أو يوم الاثنين والثلاثاء " معنى كذباك : أي عليك : بهما . قال الزمخشري : هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم فلذلك لم تتصرف ولزمت طريقة واحدة في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب وحده وهي في معنى الأمر . ثم قال : فمعنى قوله : كذباك أي ليكذباك ولينشطاك ويبعثاك على الفعل . قلت : وقد تقدمت الإشارة إليه . نقل شيخنا عن كتاب حلى العلاء في الأدب لعبد الدائم بن مرزوق القيرواني : أنه يروي " العتيق " بالرفع والنصب ومعناه : ليك العتيق وماء شن . وأصله : كذب ذاك عليك العتيق ؛ ثم حذف عليك وناب كذب منابه فصارت العرب تغري به . وقال الأعلم في شرح مختار الشعراء الستة عند كلامه على هذا البيت : قوله كذب التيق : أي عليك بالتمر ؛ والعرب تقول : كذبك التمر واللبن أي : عليك بهما . وأصل الكذب والإمكان . وقول الرجل : كذبت أي : أمكنت من نفسك وضعفت فلهذا اتسع فيه فأغري به ؛ لأنه متى أغري بشيء فقد جعل المغري به ممكنامستطاعا إن رامه المغري . وقال الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل بعد نقل هذا الكلام : وإذا نصبت بقي كذب بلا فاعل على ظاهر اللفظ . والذي تقتضيه القواعد أن هذا يكون من باب الإعمال فكذب يطلب الاسم على أنه فاعل وعليك يطلبه على أنه مفعول فإذا رفعنا الاسم بكذب كان مفعول عليك محذوفا لفهم المعنى والتقدير : كذب عليكم الحج وإنما التزم حذف المفعول لأنه مكان اختصار ومحرف عن أصل وضعه فجري لذلك مجرى الأمثال في كونها تلتزم فيها حالة واحدة لا يتصرف فيها . وإذا نصبت الاسم كان الفاعل مضمرا في كذب يفسره ما بعده على رأي سيبويه ومحذوفا على رأي الكسائي انتهى . من المجاز : حمل عليه فما كذب تكذيبا أي : ما انثنى وما جبن وما رجع . وكذلك حمل فما هلل وحمل ثم كذب أي : لم يصدق الحملة قال زهير : .
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما الليث كذب عن أقرانه صدقا وفي الأساس : معناه كذب الظن به أو جعل حملته كاذبة . من المجاز أيضا : قولهم : ما كذب أن فعل كذا تكذيبا أي ما كع ولا لبث ولا أبطأ وفي حديث الزبير : أنه حمل يوم اليرموك على الروم وقال للمسلمين : " إن شددت عليهم فلا تكذبوا أي لا تجنبوا وتولوا . قال شمر يقال للرجل إذا حمل ثم ولى ولم يمض : قد كذب عن قرنه تكذيبا ؛ وأنشد بيت زهير . والتكذيب في القتال ضد الصدق فيه يقال : صدق القتال إذا بذل فيه الجد وكذب : إذا جبن ؛ وحملة كاذبة : كما قالوا في ضدها : صادقة وهي المصدوقة والمكذوبة في الحملة . وفي الصحاح : تكذب فلان : تكلف الكذب . تكذب فلانا وتكذب عليه : زعم أنه كاذب قال أبو بكر الصديق Bه : .
رسول أتاهم صادقا فتكذبوا ... عليه وقالوا لست فينا بماكث