والفَرَسُ يَكُبُّ الحِمارَ إِذَا أَلقاه على وجْهه وهو مَجازٌ . والفارِسُ يَكُبُّ الوُحُوشِ : إِذا طعَنَهَا . فأَلْقاهَا على وجْهها . ورَجُلٌ أَكَبُّ : لا يزَالُ يَعْثُرُ . وكَبْكَبَهُ : إِذا قَلَبَ بعضَهُ على بعضٍ أَو رَمَى به من رأْسِ جَبَلٍ أَو حائطٍ . وكَبَّه فَأَكبَّ هو على وجْهه وهُوَ كما في نسخة وفي بعضها بإِسقاط الرّباعيّ منه لازِمٌ والثُّلاثِيُّ منه مُتَعَدٍّ وهذا في النَّوَادِرِ أَن يُقَال : أَفعَلْتُ أَنا وفَعَلْتُ غيري يقال : كَبَّ اللهُ عَدُوَّ المُسْلِمينَ ولا يُقَال : أَكَبَّ كذا في الصَّحِاح . قال شيخُنا . وصَرَّح بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وغيرُ واحدٍ من أَئمَّة اللُّغَة والصَّرْف . وقال الزَّوزَنِيُّ : ولا نَظِيرَ له إِلاّ قولُهُم : عَرَضْتُه فأَعرَضَ ولا ثالِثَ لهما واسْتدرك عليهم الشِّهابُ الفَيُّومِيّ في خاتمة المصباح أَلفاظاً غيرَ هذَيْنِ لا يجري بعضُها على القاعدة كما يظهَرُ بالتَّأَمُّل . قلت : وسيأْتي البحث فيه في قَشَع وفي شَنَقَ وفي حَفَلَ وفي عَرَض . وفي تفسير القاضي أَثناءَ سُورة المُلْك أَنّ الهمزة في أَكَبَّ ونَحْوِه للصَّيْرُورَة وقد بسطَهُ الخَفَاجِيُّ في العناية . وأَكَبَّ الرَّجُل عَلَيْه أَيْ على الشَّيْءِ : أَقْبَلَ يَعْمَلُهُ . من المَجَاز : أَكَبّ الرَّجُلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه : إِذا لَزِمَ وهو مُكِبٌّ عليه لازِمٌ له . وأَكَبَّ عليه كَانْكَبَّ بمعنىً . أَكَبَّ لَهُ أَي : للشَّيْءِ إِذا تَحَانَى كذا في النُّسْخَة وفي بعضها : تَجانَأَ بالجيمِ والهمز ولعلَّهُ الصَّوابُ . وكَبَّ : إِذا ثَقُلَ يُقَالُ : أَلقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَهُ . عن أَبي عَمْروٍ : كَبَّ الرَّجُلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ بالضَّمِّ للحَمْضِ وهو شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُودِ يَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيلِ يُحَسِّنُها ويُطَوَّلُها وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرْض وسَهُلَ واحدتُه كُبَّةٌ . وقيلَ : هو من نَجِيلِ العَلاَة . وقال ابْنُ الأَعْرَابيِّ : من الحَمْضِ : النَّجِيلُ والكُبُّ . كَبَّ الغَزْلَ : جَعَلَه كُبَباً وعن ابْنِ سِيدَهْ : كَبَّ الغَزْلَ : جعَلَه كُبَّةً . والكَبَّةُ بالفتح ويُضَمُّ : الدَّفْعَةُ في القِتَالِ والجَرْىُ وشِدَّتُه وأَنشدَ : .
" ثارَ غُبَارُ الكَبَّةِ المائرُ الكبَّةُ : الحَمْلَةُ في الحَرْبِ يقالُ : كانت لهم كَبَّةٌ في الحرب أَي صَرْخةٌ ورأَيتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عظيمةً وهو مجاز . الكَبَّةُ : الزِّحامُ يُقَالُ : لَقيتُه على الكَبَّةِ أَيْ : الزَّحْمَةِ وهو مَجازٌ أَيضاً . وفي حديثُ أَبِي قَتَادَةَ : فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ تَكَابُّوا عليها " أَيْ ازْدَحَمُوا وهي تَفاعَلوا من الكَبَّةِ . قال أَبو رِيَاشٍ : الكُبَّةُ : إِفْلاَتُ الخَيْلِ وهي على المِقْوَسِ للجَرْىِ أَو للحَمْلة . الكَبَّةُ : الصدْمَةُ بَيْنَ الخَيْلَيْنِ نقله الصّاغانيُّ . ومن المجاز : جاءَتْ كَبَّةُ الشِّتَاءِ أَي : شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه . الكَبَّة : الرَّمْىُ في الهُوَّةِ مِن الأَرْض كالكَبْكَبَةِ بالفَتْح ويُضَمُّ . والكِبْكِبَةُ بكسْرِ الكَافَيْنِ ؛ والكَبْكَبُ كجَعْفَرٍ وفي التَّنْزِيلِ العزيز : " فكُبِكُبوا فيها هُمْ والغَاوُونَ " قال اللَّيْثُ : أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا ثمَّ رُمِيَ بهم في هُوَّةِ النَّارِ . وقال الزَّجَّاجُ : طُرِحَ بعضُهُم على بعض وقال أَهل اللُّغَة : معناه دُهْوِرُوا . وحقيقة ذلك في اللُّغَة تكريرُ الانكباب كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ يَنْكَبُّ مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ حتّى يَسْتَقِرَّ فيها . نستجيرُ باللهِ منها . الكُبَّةُ بالضَّمِّ : الجماعةُ من النّاس ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ : .
وصاحَ من صاحَ في الأَجْلابِ وانْبَعَثَت ... وعَاثَ في كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ