وهو العَظْمُ النّاتِىء وراء َ الأُذُنِ قَال : والأَصلُ فيهما تحريكُ العينِ خُشَشَاءُ وقُوَباءُ . قال الجوهريُّ . والمُزَّاءُ عندي مثلُهُما فمن قال : قُوَبَاءُ بالتَّحْرِيك قال في تصغيره : قُوَيْبَاءُ ؛ ومن سَكَّن قال : قُوَيْبِىّ : قال شيخُنا بعدَ هذا الكلام : قلتُ تصرَّفَ في المُزَّاءِ في بابه تَصَرُّفاً آخَرَ فقال : والمُزّاءُ بالضَّمّ ضَرْبُ من الأَشْرِبَةَ وهو فُعلاءَ بفتح العين فأَدْغَمَ لأَنّ فُعلاءَ ليس من أَبْنيتِهم ويقال : هو فُعَّالٌ من المهموز وليس بالوَجْه ؛ لأَنّ الاشتقاقَ ليس يدُلُّ على الهْمز كما دَلّ على القُرّاءِ والسُّلاَّءِ ؛ قال الأَخْطَلُ يَعِيبُ قَوماً : .
بِئسَ الصُّحَاةُ وبِئسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ ... إِذا جَرَى فِيهِمُ المُزّاءُ والسَّكَرُ هو اسْمٌ للخمْر . ولو كان نعتاً لها كان مَزّاءَ بالفَتح . وأَمّا الخُشّاءُ بالخاءِ والشّين المعجمتَينِ فأَبقاها على ما ذَكَرَ وأَلحقها بقُوَبَاءَ كما يأْتي في الشِّينِ المُعْجَمَةِ . انتهى . والقُوبِيُّ بالضَّمِّ : المُولَعُ أَي : الَحِريصُ بِأَكْلِ الأَقْوَابِ وهي الفِرَاخُ . وأَمُّ قُوبٍ بالضّمّ : من أَسماءِ الدّاهِيَةِ . عن ابْنِ هانِئٍ : القُوَبُ أَي : كَصُرَدٍ : قُشُورُ البَيْضِ ؛ قال الكُمَيْتُ يَصِفُ بيضَ النَّعَام : .
على تَوَائِمَ أَصْغَي من أَجِنَّتِها ... إِلى وَساوِسَ عَنْهَا قابَتِ القُوَبُ قابَتْ : أَي تفَلّقتْ . رَجَلُ مَلِئٌ قُوَبَةً كَهُمَزَةٍ : المُقِيمُ الثّابِتُ الدّارِ يقال ذلك للّذي لاَ يَبْرَحُ من المَنْزِلِ . والقَابُ : ما بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ المَقْبِضُ كَمَجْلِسٍ والسِّيَةُ بالكسر : ما عُطِفَ من جانِبَيِ القَوْس ولِكُلِّ قَوْسٍ قابَانِ وهما ما بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ . وقال بعضُهم في قولِهِ عَزَّ وجَلَّ " فكانَ قَابَ قَوْسَيْنِ " : أَرادَ قَابَيْ قَوْسٍ فَقَلَبَهُ وإِليه أَشارَ الجَوْهَرِيُّ . القَابُ : المِقْدارُ كالقِيبِ بالكَسر . تقول : بَيْنَهُمَا قابُ قَوْسٍ وقِيبُ قَوْسٍ وقادُ قوْسٍ وقِيدُ قَوْسٍ أَيْ قَدْرُ قَوْسٍ . وقيلَ : قابَ قَوْسَيْنِ : طُولَ قَوسينِ . وقال الفَرّاءُ : قابَ قَوْسَينِ . أَي : قَدْرَ قَوْسَينِ عَرَبِيّتَيْنِ . وفي الحديث : " لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُم خَيْرُ من الدُّنْيا وما فيها " . قال ابْنُ الأثَيرِ : القابُ والقِيبُ بمعنى القَدْرِ وعَيْنُها واوٌ من قولهم : قَوَّبُوا في الأَرْضِ أَيْ : أَثَّرُوا فيها كما سيأْتي . وفي العِنَاية للخَفاجَيّ : قَابُ القَوْسِ وقِيبُه : ما بَيْنَ الوَتَرِ ومَقْبِضِهِ . وَبَسَطَهُ المفسِّرُونَ في " النَّجْمِ " . وقَابَ الرَّجُلُ يَقُوبُ قَوْباً : إِذا هَرَبَ وقابَ أَيضاً إِذا قَرُبَ نقلَهما الصّاغانيّ فَهُما ضِدُّ . واقْتابَهُ : اخْتَارَهُ . يقال قَوَّبْتُ الأَرْضَ أَي : أَثَّرْتُ فِيها بالوطْءِ وَجَعَلْتُ في مَساقيها عَلاَماتٍ وقد تقدّمتِ الإِشارةُ : إِليه من كلامِ ابْنِ الأَثيرِ ؛ وأَنشدَ : .
به عَرَصَاتُ الحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ ... وجَرَّدَ أَثْبَاجَ الجَرَاثِيمِ حاطِبُهْ قَوبن متْنه : أَي أَثَّرْنَ فيه بمَوْطِئهِم ومَحَلهم . قال العَجّاجُ : .
" من عَرَصَاتِ الحَيِّ أَمْسَتْ قُوَّبَا أَي : أَمْسَتْ مُقَوَّبَةً وَتَقَوَّبَتِ البَيْضَةُ أَي : انْقابَت وهُما بمعنًى وذلك إِذا تَفَلَّقتْ عن فَرْخِها . وممّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ : ويُقَال : انْقابَ المَكَانُ وتقَوَّبَ إذا جُرِّدَ فيه مواضِعُ من الشَّجَرِ والكَلإِ . وقَوِبَ من الغُبَارِ أَي اغْبَرَّ وهذا عن ثعلب . والمُقَوَّبَةُ من الأَرَضِينَ : الّتي يُصيبُهَا المَطَرُ فيَبْقَي في أَماكنَ منها شَجَرٌ كان بها قَديماً . حكاه أَبو حنيفةَ . وفي الأَساس : وقَوَّبتِ النّازِلُونَ الأَرْضَ : أَثَّرَتْ . وفي رأْسه وجِلْدِه قُوَبٌ أَي : حُفَرٌ . من المَجَاز انْقابت بَيْضةُ بَني فلانٍ عن أَمْرِهم : بَيَّنُوهُ : كأَفرَخَتْ بَيضتُهم . انتهى .
ق ه ب