وحمل على هذا قوله تعالى الله الذى خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن ( و ) سمى ( السحاب ) سماء لعلوها عن الزجاج ( و ) سمى ( المطر ) سماء لخروجه من السماء مذكر قال بعضهم انما يسمى سماء ما لم يقع على الارض اعتبار بما تقدم قاله الراغب وفى المصباح مؤنثة لانها في معنى السحابة وفى الصحاح يقال مازلنا نطأ السماء حتى أتيناكم قال الفرزدق إذا سقط السماء بارض قوم * رعيناه وان كانوا غضابا ( أو ) هو اسم ( المطرة الجيدة ) وفى التهذيب الجديدة يقال أصابتهم سماء ( ج أسمية ) هو جمع سماء بمعنى المطر ( وسموات ) هو جمع السماء المقابلة للارض ( وسمى ) على فعول هو جمع سماء بمعنى المطر ( وسما ) بالقصر كذا في النسخ والذى في نسخ المحكم بالمد واستدل له بقوله تعالى ثم استوى الى السماء فسواهن قال أبو اسحق لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجمع بدليل فسواهن سبع سموات فيجب ان تكون السماء جمعا كالسموات كأن الواحد سماءة أو سماوة وزعم الاخفش انه جائز أن يكون واحد ايردا به الجمع كما تقول كثر الدينار والدرهم بأيدى الناس وأنشد الجوهرى شاهدا على السمى جمع سماء بمعنى المطر قول العجاج * تلفه الرياح والسمى * ( واستمى الصائد لبس المسماة ) بالكسر اسم ( للجورب ) ليقيه حر الرمضاء ( أو ) هو إذا ( استعارها لصيد الظباء في الحر ) في نصف النهار ( و ) استمى الصائد ( الظباء ) إذا ( طلبها في غير انها عند مطلع سهيل ) عن ابن الاعرابي يعنى بالغير ان الكنس ( وماء السماء أم بنى ماء السماء لا اسم لها غير ذلك ) قاله ابن الاعرابي وقال غيره وكانت أم النعمان تسمى ماء السماوة فسمتها الشعراء ماء السماء كذا في التهذيب قال شيخنا وقيل ان اسمها ماوية بنت عوف واما أم المنذر بن امرئ القيس فسميت ماء السماء لحسنها ويقال لولدها بنوماء السماء وهم ملوك العراق ( واسم الشئ بالكسر ) هي اللغة المشهورة ( والضم ) لغة بنى عمرو ابن تميم وقضاعة حكاه ابن الاعرابي ( وسمه وسماه مثلثتين ) أما سمه بالكسر فعلى لغة من قال بالكسر فطرح الالف وألقى حركتها على السين أيضا وأما الضم فيه فلغة قضاعة وأنشد الكسائي لبعض بنى قضاعة * باسم الذى في كل سورة سمه * بالضم وعن غير قضاعة سمه بالكسر وفى الصحاح فيه أربع لغات اسم واسم بالضم وسم وسم وأنشد وعامنا أعجبنا مقدمه يدعى أبا السمح وقرضاب سمه بالضم والكسر وأنشد شاهدا على سما والله أسماك سما مباركا * آثرك الله به ايثاركا وقرئ في الشواذ بسما الله الرحمن الرحيم ( علامته ) وهو مشتق من سموت لانه تنويه ورفعة وتقديره افع والذاهب منه الواو لان جمعه أسماء وتصغيره سمى واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم فعل وقال بعضهم فعل كما في الصحاح وفى المصباح الاسم همزته وصل وأصله سمو كحمل أو قفل وهو من السمو بدليل سمى وأسماء وعلى هذا فالناقص منه اللام ووزنه افع والهمزة عوض عنها وهو .
القياس أيضا لانهم لو عوضوا موضع المحذوف لكان المحذوف أولى بالاثبات وذهب بعض الكوفيين الى ان أصله وسم لانه من الوسم وهو العلامة فحذفت الواو وهى فاء الكلمة وعوض عنها الهمزة وعلى هذا فوزنه اعل قالوا وهذا ضعيف لانه لو كان كذلك لقيل في التصغير وسيم وفى الجمع أوسام ولانك تقول سميته ولو كان من السمة لقلت وسمته انتهى وأورد الازهرى هذا الكلام بعينه وقال روى عن أبى العباس قال الاسم وسم سمة توضع على الشئ يعرف به وقال الراغب الاسم ما يعرف به ذات الشئ وأصله سمو بدلالة قولهم أسماء وسمى وأصله من السمو وهو الذى به رفع ذكر المسمى فيعرف به وقال المناوى في التوقيف الاسم مادل على معنى في نفسه غير مقترن باحد الازمنة الثلاثة ثم ان دل على معنى يقوم بذاته فاسم عين والافاسم معنى سواء كان معناه وجود يا كالعلم أو عدميا كالجهل ( و ) قال ابن سيده الاسم هو ( اللفظ الموضوع على الجوهر أو العرض للتميز ) أي ليفصل به بعضه عن بعض وقال أبو اسحق انما جعل الاسم تنويها بالدلالة على المعنى لان المعنى تحت الاسم ( ج أسماء ) كجذع وأجذاع وقفل وأقفال ومنه قوله تعالى وعلم آدم الاسماء كلها قيل معناه علمه أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات فكان A وولده يتكلمون بها ثم تفرق ولده في الدنيا فعلق كل منهم بلغة منها فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها كذا في المحكم وقال الراغب في تفسير هذه الاية أي الالفاظ والمعاني ومفرداتها ومركباتها وبيان ذلك ان الاسم يستعمل على ضر بين أحدهما بحسب الوضع الاصطلاحي وذلك هو المخبر عنه نحو رجل وفرس والثانى بحسب الوضع الاولى ويقال ذلك للانواع الثلاثة المخبر عنه والخبر والرابطة بينهما المسمى بالحرف وهذا هو المراد بالاية لان آدم كما علم الاسماء علم الفعل والحرف ولا يعرف الانسان الاسم فيكون عارفا مسماه إذا عرض عليه المسمى الا إذا عرف ذاته ألا ترى انا لو علمنا أسامي أشياء بالهندية والرومية ولم نعرف صورة ماله تلك الاسماء لم نعرف المسميات إذا شاهدناها بمعرفتنا الاسماء المجردة بل كنا عارفين بأصوات مجردة فثبت ان معرفة الاسماء لا تحصل الا بمعرفة المسمى وحصول صورته في الضمير فاذن المراد بقوله تعالى وعلم آدم الاسماء كلها الانواع الثلاثة من الكلام وصورة المسميات في ذواتها انتهى وهو كلام نفيس ( وأسماوات ) حكاه اللحيانى في جمع اسم وحكى الفراء واللحيانى أعيذك بأسماوات الله ونقله الازهرى في باب الواوات فقال هي من واوات الابنية وكذا ابناوات سعد وقال ابن سيده أشبه ذلك ان يكون جمع أسماء والا فلا وجه له ( جج ) أي جمع الجمع ( أسامي واسام ) هما جمع الاسماء قال الشاعر