وقال الفَرَّاء : المُتَغَيِّبُ مَرْفوعٌ والشِّعْرُ مُكْفَأٌ ولا يجُوز أَن يَرِدَ على المَقِيل كما لاَ يَجُوزُ : مررتُ برَجُل أَبوه قائِمٍ . وَغَائِبُكَ : مَا غَابَ عنْكَ اسمٌ كالْكَاهِل والجَامِلِ أَي لَيْسَ بمُشْتَقٍّ من الغَيْبُوبَة . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : .
" ويُخْبِرُنِي عنْ غَائِبِ المَرْسِ هَدْيُهكَفَى الهَدْيُ عمَّا غَيَّب المرءُ مُخْبِرَا قال : شَيْخُنَا : ولكنْ قولُه في تَفْسِيره : ما غاب عَنْك أي الَّذِي غَابَ صَرِيح في أَنَّه صِيعَةُ اسْمِ فَاعِل من غَابَ وإِن كَانَ يُمْكن دَعْوَى أَنَّه الأَصْل وتُنوسِيَت الوصْفِيَّةُ وصارَ اسْماً للغَائِب مُطْلَقاً كالصَّاحِب فَتَأَمَّل انتهى . ومِمَّا بقِي على المؤلف : قولُهم : غَيَّبَه غَيَابُهُ أَي دُفِن في قَبْرِه ومِنْه قَوْلُ الشَّاعِر : .
" إِذَا أَنَا غَيَّبَتْنِي غَيابتي أَرَادَ بِهَا القبرَ لأَنَّه يُغَيِّبه عن أَعْيُن النَّاظِرِين ومِثْله في مَجْمع الأَمْثَال للميْدَانِي . وقيل الغَيابة في الأَصل قَعْرُ البِئرُ ثم نَقِلَت لِكُلِّ غَامِضٍ خَفِيّ والمُغَايبَة خلاَفُ المُخَاطَبَة . وفِي الأَساسِ تَقُولُ : أَنَا مَعَكُم لا أُغايِبُكم وتَكلَّمَ به عن ظَهْرِ غَيْبٍ وشَرِبَتِ الدَّابَّةُ حَتَّى وَارَت غُيوبَ كُلاَها وهي هُزُومها جَمْع غَيْب وهي الخَمْصة التي في موضع الكُلْيَة انتهى . وفي لسان العرب : في حَدِيثِ عُهْدَةِ الرَّقِيقِ لا دَاءَ ولا خُبْثَةَ ولا تَغْيِيب التَّغْيِيبُ : أَن لا يبيعه ضَالَّة ولا لُقَطَة .
فصل الفاء .
فبب .
فُبٌّ كَجُبٍّ هو بالضَّمِّ كما هو في نُسْخَتِنا وَهُوَ الصَّوَابُ : ع بالكُوفةِ رُوِي ذلك عن النَّسَابَة الإِخْبَارِيّ أَبِي عَبْدِ اللهِ يَاقُوت بْنِ عبدِ اللهِ الرُّوميِّ الأَصْل الحَمَوِيِّ المَوْلِد في كِتابه مُعْجَم البُلْدَان عِنْدِي منه الجُزْءَ الأَوّلُ والثَّانِي والعاشِر من تَجْزِئَةِ عشرَةِ أَجْزَاء وهي نُسْخَة خَلِيل بْنِ أَيبَك الصَّفَدِيّ وعليها خَطُّه وخَطُّ العَلاَّمة أَحْمَد بْنِ مُبَارَكْشَاه الصِّدِّيقيّ الحنَفيّ الذي اخْتَصَرَه عَلَى نَحْوِ العُشِر في سَنَة أَرْبعين وثَمَانِمَائةِ . أَو هو بَطْنٌ من هَمْدَان منه سَعْدَانُ بن نَصْر الفُبِّيُّ مُحَدِّث مشهورٌ ذَكَره السَّمْعَانِيّ أَو هُوَ سَعِيدٌ وسَعْدَانُ لقب أَو هُوَ بالقَافِ بَدَل الفَاءِ وهو ضِعِيفٌ . قال شيخُنا : الظّاهِرُ أَنَّهما يَرْجِعَان إِلى قَوْل وَاحِدٍ وهو أَنَّ المَكَانَ سُمِّيَ بهَذَا البَطْن ويَدُلّ لِذلِك قولُ صَاحِب المرَاصِد : فُبّ بالضّم ثم التَّشْديد : موْضِع بالكُوفَة وهم بطْنٌ من همْدَان .
فرب .
فَرَّبَت المَرْأَةُ تَفْرِيباً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ . وقال الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ : أَي ضَيَّقَت فَلُهَمَها أَي فَرْجَهَا بالأَدْوِيَة وهي عَجَمُ الزَّبِيبِ وَمَا أَشْبَه ذلِكَ كفَرَّمت بالميم . وفَرَابُ كَسَحَابٍ : ة في سَفْح جَبَلٍ قُرْبَ سَمَرْقَنْدَ على ثَمَانِيَة فَرَاسخَ . منْهَا أَبُو الفَتْح أَحمدَ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن الشَّاشيّ سَكَن فَرَابَ وحَدَّث بِهَا سَمع منه عبدُ الرّحيم ابْنُ السَّمْعَانِيّ فُرَّابٌ كَزُنَّارٍ : ة بِأَصْفَهَان نقَلَه الصَّاغَانِيّ في الحدِيثِ ذكر فِرْيَاب كجِرْيَال : د مَشْهُورَةٌ بخُراسَان من أَعمال جُوزْجَان بِبلْخٍ بينَها وبين بَلْخ سِتَّةُ مَرَاحِل كذا في المَرَاصِد منها جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد الفِرْيَابِيّ الحافِظُ صاحِبُ التَّصانِيف وآخَرُون أَو هو فِيريَاب كَكِيمِيَاءَ أَي بِزِيَادة يَاءٍ بعدَ الفَاء ولم يُنْسَب إِلَيْهَا بالحَذْفِ والإِثْبَات : أَوْ هو فَارِيَاب كقَاصِعاءَ . و فَارَاب كَسَابَاط : نَاحية وراءَ نَهْرِ سَيْحُون في تُخُوم بلادِ التُّرْكِ وإِلَيْهَا نُسِب خال الجَوْهَرِيّ مُصَنِّف ديوَانِ الأَدَب أَو هِيَ بَلَدُ أُتْرَارَ بالضَّمِّ وهي قاعِدَةُ بِلاَدِ التُّرْك وهو الصَّحِيحُ المَشْهُور .
فرفب