التنكير أي بعدا ومن لم ينون ذهب الى التعريف أراد البعد البعد ومن فتح وقف بالهاء لانها كهاء أرطاة وسعلاة ومن كسر كتبها بالتاء لانها جماعة والكسرة في الجماعة بمنزلة الفتحة في الواحد ومن قال هيهاة هيهاة فانه يكتبها بالهاء لان أكثر القراءة هيهات بالفتح والفتح يدل على الافراد غير أن من رفع فقال هيهاة قانه يحتمل أمرين أحدهما أن يكون أخلصها اسما معربا فيه معنى البعد ولم يجعله اسما للفعل فيبنيه كما بنى الناس غيره وقوله لما توعدون خبر عنه فكأنه قال البعد لوعدكم والآخر أن تكون مبنية على الضم كما بنيت نحن عليه ثم اعتقد فيه التنكير فلحقه التنوين وأما هيهات هيهات ساكنة التاء فينبغي أن تكون جماعة وتكتب بالتاء وذلك أنها لو كانت هاء كهاء علقاة وسماناة للزم في الوقوف عليها أن يلفظ بالهاء كما يوقف مع الفتح فيقال هيهاه هيهاه فبقاء التاء في الوقف مع السكون دليل على انها تاء وإذا كانت تاء فهى للجماعة قال شيخنا ذكرها المصنف هنا بناء على أنها من باب سلس عنده .
على ان الالف والفوقية زائدتان وأما على ما اختاره الرضى وغيره فموضعها فصل الهاء من باب الفوقية ولم يتعرض له المصنف بل لم يعرفه فيما أظن * قلت اتفق أهل اللغة ان التاء من هيهات ليست بأصلية أصلها هاء كما ذكره الجوهرى وابن الاثير وقال ابن جنى أصل هيهات عند نار باعية مكررة فأوها ولامها الاولى هاء وعينها ولامها الثانية ياء فهى لذلك من باب صيصيه فتأمل ( ويقال لشئ يطرد ) ولا يطعم ( هيه هيه بالكسر ) عن أبى على ( وهى كلمة استزادة أيضا ) بالكسر والفتح بمنزلة ايه وأيه تقول للرجل ايه وهيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما فان نونت استزدته من حديث ما غير معهود ( فصل الياء ) مع الهاء * مما يستدرك عليه يبه قرية بين مكة وتبالة وأنشد ياقوت لكثير يرثى خندف الاسدي بوجه أخى بنى أسد قنونا * الى يبه الى برك الغماد * ومما يستدرك عليه اليده الطاعة والانقياد واستيدهت الابل اجتمعت وانساقت واستيده الخصم غلب وانقادو استيده الامر وايتده اتلأب والكلمة يائية واوية وقد أشار له المصنف في وده فكان ينبغى أن يذكر هنا أيضا * ومما يستدرك عليه اليقه الطاعة أيقه الرجل واستيقه أطاع وذل وكذلك الخليل إذا انقادت وهى يائية واوية وقد أشار له المصنف أيضا وأيقه فهم يقال أيقه لهذا أي افهمه واتقه له وائتقه هاب له وأطاع كذا في نوادر الأعراب ( يهيه بالابل ) يهيهة ويهياها والاقيس يهياها بالكسر ( قال لها ياه ياه وقد تكسرها وهما وقد تنون ) يقول الراعى لصاحبه من بعيده ياه ياه أي أقبل وفى التهذيب يقول الرجل لصاحبه ولم يخص الراعى وأنشد الجوهرى لذى الرمة ينادى بيهياه وياه كانه * صويت الرويعى ضل بالليل صاحبه يقول انه يناديه ياهياه ثم يسكت منتظرا الجواب عن دعوته فإذا أبطأ عنه قال ياه وياه ياه ندا آن وبعض العرب يقول ياهياه فينصب الهاء الاولى وبعض يكره ذلك ويقول هياه من أسماء الشياطين وقال الاصمعي إذا حكوا صوت الداعي قالوا يهياه وإذا حكوا صوت المجيب قالوا ياه والفعل منهما جميعا يهيهت وقال في تفسير قول ذى الرمة ان الراعى سمع صوتا يا هياه فأجاب بياه رجاء ان يأتيه الصوت ثانيه فهو متلوم بقول ياه صوتا بيا هياه وقال ابن برى الذى أنشده أبو على لذى الرمة تلوم يهياه إليها وقد مضى * من الليل جوزوا اسبطرت كواكبه وقال حكاية أبى بكر اليهياه صوت الراعى وفى تلوم ضمير الراعى ويهياه محمول على اضمار القول قال ابن برى والذى في شعره في رواية أبى العباس الاحول تلوم يهياه بياه وقد بدا * من الليل جوزوا اسبطرت كواكبه وكذا أنشده أبو الحسن الصقلى النحوي وقال اليهياه صوت المجيب إذا قيل له ياه وهواسم لا ستجب والتنوين تنوين التنكير وكأن يهياه مقلوب هيهاه قال ابن برى وأما عجز البيت الذى أنشده الجوهرى فهو لصدر بيت قبل البيت الذى يلى هذا وهو إذا ازدحمت رعياد عافوقه الصدى * دعاء الرويعى ضل بالليل صاحبه وقال الازهرى قال أبو الهيثم في قول ذى الرمة تلوم يهياه بياه قالو هو حكاية الثوباء ( و ) قال ابن بزرج ناس بن بنى أسد يقولون ( يا هياه للواحد والجميع والمذكر والمؤنث استقبال ) يقولون ياهياه أقبل وياهياه أقبلا وياهياه أقبلوا وللمرأة يا هياه أقبلي وللنساء كذلك قال أبو حاتم وكان أبو عمرو بن العلاء يقول ياهياه أقبل ولا يقول لغير الواحد قال ابن بزرج ( و ) في لغة أخرى ( قد يثنى ويجمع ) يقولون للاثنين ( ياهياهان ) أقبلا ( وياهياهون ) أقبلوا ( و ) للمرأة ( يا هياه بفتح الا آخر أقبلي ) كأنهم خالفوا بذلك بينها وبين الرجل لانهم أراوا الهاء فلم يدخلوها ( و ) للاثنين ( ياهياهتان ) أقبلا ( و ) للجميع ( ياهياهات ) أقبلن وقال ابن الاعرابي ياهياه وياهياه وياهيات وياهيات كل ذلك بفتح الهاء وقال الاصمعي العامة تقول يا هيا وهو مولد والصواب ياهياه بفتح الهاء قال أبو حاتم أظن أصله ياهيا شراهيا وقال ابن بزرج قالوا ياهيا وياهيا إذا كلمته من قريب * به تم حرف الهاء من كتاب القاموس والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كان الفراغ منه على يد مسوده الفقير محمد مرتضى الحسينى عفا الله عنه في ضحوة نهار الاربعاء لست مضين من جمادى سنة 1187 ( تم الجزء التاسع ويليه الجزء العاشر أوله باب الواو والياء من كتاب القاموس أعان الله على اكماله )