* قلت ووجدت في هامش الصحاح ما نصه قال الاصمعي يصرف الاين وأبو زيد لا يصرفه قال أبو محمد لم يصرف الاين الافى بيت واحد وهو قد قلت للصباح والهواجر * انا ورب القلص الضوامر الصباح التى يقال لها ارتحل فقد أصبحنا والهواجر التى يقال له سر فقد اشتدت الهاجرة وانا من الاين ( و ) الاين ( الحية ) مثل الايم نونه بدل من اللام وقال ابن السكيت الاين والايم الذكر من الحيات وقال أبو خيرة الايون والايوم جماعة ( و ) الاين ( الرجل والحمل ) عن اللحيانى ( و ) الاين ( الحين و ) الاين ( مصدر آن بئين أي حان ) يقال آن لك أن تفعل كذا يئين أينا عن أبى زيد أي حان مثل أنى لك وهو مقلوب منه وأنشد ابن السكيت ألمايئن لى أن تجلى عمايتى ( وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا فجمع بين اللغتين كذا في الصحاح ( و ) آن ( أينك ويكسر ) وعلى الفتح اقتصر الجوهرى ونقله ابن سيده ( و ) آن ( آنك ) أي ( حان حينك ) وفى المحكم أن آن أينا لغة في أنى وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر * قلت وقد عقد له ابن جنى C تعالى بابا في الخصائص قال باب في الاصلين يتقاربان في التركيب بالتقديم والتاخير وان قصر أحدهما عن تصرف صاحبه كان أوسعهما تصرفا أصلا لصاحبه وذلك كقولهم أنى الشئ يانى وآن يئين فآن مقلوب عن أنى لوجود مصدر أتى يانى وهو الاناء ولا تجد لان مصدرا كذا قاله الاصمعي فاما الاين فليس من هذا في شئ انما الاين الاعياء والتعب فلما تقدم آن المصدر الذى هو أصل للفعل علم انه مقلوب عن أنى يانى اناء غير ان أبا زيد C حكى لان مصدر أو هو الاين فان كان الامر كذلك فهما إذا متساويان وليس أحدهما أصلا لصاحبه اه وجزم السهيلي في الروض بان آن مقلوب من أنى مستدلا بقولهم آناء الليل واحده أنى وأنى وانى فالنون قيل في كل هذا وفيما صرف منه وقال البكري C تعالى في شرح أمالى القالى آن أنى حان وآن أصله الواو ولكنه من باب يفعل كولى يلى وجاء المصدر بالياء ليطرد على فعله قال شيخنا C تعالى قوله كولى يلى ودعوى كونه واو يافيه نظر ظاهر ومخالفة للقياس ( وأين سؤال عن مكان ) إذا قلت أين زيد فانما تسال عن مكانه كما في الصحاح وهى مغنية عن الكلام الكثير والتطويل وذلك أنك .
إذا قلت أين بيتك أغناك ذلك عن ذكر الاما كن كلها وهو اسم لانك تقول من أين قال اللحيانى هي مؤنثة ران شئت ذكرت وقال الليث الاين وقت من الامكنة تقول أين فلان فيكون منتصبا في الحالات كلها ما لم تدخله الالف واللام وقال الزجاج أين وكيف حرفان يستفهم بهما وكان حقهما أن يكونا موقوفين فحركا لاجتماع الساكنين ونصبا ولم يخفضا من أجل الياء لان الكسرة على الياء تثقل والفتحة أخف وقال الاخفش في قوله تعالى ولا يفلح الساحر حيث أنى في حرف ابن مسعود أين اتى ( وأيان ويكسر معناه أي حين ) وهو سؤال عن زمان مثل متى قال الله تعالى أيان مر ساها والكسر لغة لبنى سليم حكاها الفراء وبه قرأ السلمى ايان يبعثون كذا في الصحاح وقد حكاها الزجاج أيضا وفى المحتسب لابن جنى ينبغى أن يكون أيان من لفظ أي لا من لفظ أي لامرين أحدهما ان أين مكان وأيان زمان والآخر قلة فعال في الاسماء مع كثر فعلان فلو سميت رجلا بايان لم تصرفه لانه كحمدان ولسنا ندعى أن أيا يحسن اشتقاقها أو الاشتقاق منها لانها مبنية كالحرف أوانها مع هذا اسم وهى أخت أيان وقد جازت فيها الامالة التى لاحظ للحروف فيها وانما الامالة للافعال وفى الاسماء إذا كانت ضربا من التصرف فالحرف لا تصرف فيه أصلا ومعنى أي انها بعض من كل فهى تصلح للازمنة صلاحها لغيرها إذ كان التبعيض شاملا لذلك كله قال أمية والناس راث عليهم أمر يومهم * فكلهم قائل للدين أيانا فان سميت بايان سقط الكلام في حسن تصريفها للحاقها بالتسمية ببقية الاسماء المتصرفة ( وأبو بكر أحمد بن محمد بن ) أبى القاسم ابن ( أيان الدشتى محدث متاخر ) حدث عن أبى القاسم بن رواحة وسمع الكثير بافادة خاله محمود الدشتى قاله الحافظ ( والآن ) اسم ( الوقت الذى أنت فيه ) فهما عنده مترادفان وقال الاندلسي في شرح المفصل الزمان ماله مقدار و يقبل التجزئة والآن لا مقدار له وهو اسم الوقت الا حاضر المتوسط بين الماضي والمستقبل قاله الجوهرى وهو ( ظرف غير متمكن وقع معرفة ولم تدخل عليه ال للتعريف لانه ليس له ما يشركه ) قال ابن جنى في قوله تعالى قالوا الآن جئت بالحق الذى يدل على أن اللام في الآن زائدة أنها لا تخلوا ما أن تكون للتعريف كما يظن مخالفنا أو أن تكون لغير التعريف كما تقول فالذي يدل على انها لغير التعريف أنا اعتبرنا جميع ما لامه للتعريف فإذا اسقاط لامه جائز فيه وذلك نحو رجل والرجل وغلام والغلام ولم يقولوا افعله آن كما قالوا افعله الآن فدل هذا على ان اللام ليست فيه للتعريف بل هي زائدة كما يزاد غيرها من الحروف وقد أطال الاحتجاج على زيادة اللام وأنها ليست للتعريف بما هو مذكور في الخصائص والمحتسب وقال في آخره وهذا رأى أبى على C تعالى وعنه أخذته وهو الصواب قال الجوهرى ( وربما فتحوا اللام وحذفوا الهمزتين ) قال ابن برى يعنى الهمزة التى بعد اللام لنقل حركتها على اللام وحذفها ولما تحركت اللام سقطت همزة الوصل الداخلة على اللام ( كقوله ) أنشده الاخفش وقد كنت تخفى حب سمراء حقبة * ( فجح لان منها بالذى أنت بائح ) قال ابن برى ومثله قول الآخر ألا يا هند هند بنى عمير * أرث لان وصلك أم جديد