تأويل المصدر ( و ) أن ( المفتوحة فرع عن ) ان ( المكسورة فصح أن أنما تفيد الحصر كانما ) وفى التهذيب أصل انما ما منعت ان عن العمل ومعنى انما اثبات لما يذكر بعدها ونفى لما سواه وفى الصحاح إذا زدت على ان ما صار للتعيين كقوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين لانه يوجب اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه اه ( واجتمعا في قوله تعالى قل انما يوحى الى أنما الهكم اله واحد فالاولى لقصر الصفة على الموصوف والثانية لعكسه ) أي لقصر الموصوف على الصفة ( وقول من قال ) من النحويين ( ان الحصر خاص بالمكسورة ) واليه أيضا يشير نص الجوهرى ( مردود و ) أن ( المفتوحة ) قد ( تكون لغة في لعل كقولك ائت السوق أنك تشترى ) لنا ( لحما ) أو سويقا حكاه سيبويه ( قل ومنه قراءة من قرأ وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) قال الفارسى سالت عنها أبا بكر أوان القراءة فقال هو كقول الانسان ان فلانا يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وفى قراءة أبى لعلها إذا جاءت لا يؤمنون وأنشد ابن برى لحطائط بن يعفر وقيل هو لدريد أريني جواد امات هز لا لانثى * أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا قال الجوهرى وأنشده أبو زيد لحاتم قال ابن برى وهو الصحيح قال وقد وجدته في شعر معن بن أوس المزني قلت هو في الاغانى لحطائط وساق قصته وقال عدى بن زيد أعاذك ما يدريك أن منبتى * الى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد أي لعل منيتى قال ابن برى ويدل على ما ذكرناه قوله تعالى وما يدريك لعله يزكى وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ( ان المكسورة الخفيفة ) لها استعمالات خمسة الاول أنها ( تكون شرطية ) كقوله تعالى ( ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) وقوله تعالى ( وان تعود وانعد ) وفى الصحاح هو حرف للجزاء يوقع الثاني من أجل وقوع الاول كقولك ان تاتنى آتك وان جئتني أكرمتك انتهى وسئل ثعلب إذا قال الرجل لامرأته ان دخلت الداران كلمت أخاك فانت طالق متى تطلق فقال إذا فعلتهما جميعا قيل له لم قال لانه قد جاء بشرطين قيل له فان قال لها أنت طالق ان احمر البسر فقال هذه مسألة محال لان البسر لابد أن يحمر قيل له فان قال لها أنت طالق إذا احمر البسر فقال هذا شرط صحيح تطلق إذا احمر البسر قال الازهرى وقال الشافعي رضى الله تعالى عنه فيما أثبت لنا عنه ان قال الرجل لامرأته أنت طالق ان لم أطلقك لم يحنث حتى يعلم انه لا يطلقها بموته أو بموتها قال وهو قول الكوفيين ولو قال إذا لم أطلقك ومتى ما لم أطلقك فانت طالق فسكت مدة يمكنه فيها الطلاق طلقت ( وقد تقترن ) ان ( بلا فيظن الغرأنها الا الاستثنائية ) وليس كذلك ( نحو ) قوله تعالى ( الا تنصروه فقد نصره الله ) وقوله تعالى ( الا تنفروا يعذبكم و ) الثاني أن ( تكون نافية ) بمعنى ما ( وتدخل على الجملة الاسمية ) والفعلية فالاسمية نحو قوله تعالى ( ان الكافرون الافى غرور ) نقله الجوهرى ( والفعلية ) نحو ( ان أردنا الا الحسنى ) قال الجوهرى وربما جمع بين ان وما النافيتين للتأكيد كما قال الاغلب العجلى ما ان رأينا ملكا أغارا * أكثر منه قرة وقارا قال ابن برى ان هنا زائدة وليست نفيا كما ذكر ( وقول من قال لا تأتى نافية الا وبعدها الا أو لما كان كل نفس لما عليها حافظ مردود بقوله D ان عندكم من سلطان بهذا ) وقوله تعالى ( قل ان أدرى أقريب ما توعدون و ) الثالث أنها ( تكون مخففة من الثقيلة فتدخل على الجملتين ففى الاسمية تعمل وتهمل وفى الفعلية يجب اهمالها ) وقد تقدم عن الليث أن من خفف يرفع بها وأن ناسا من الحجاز يخففون وينصبون على توهم الثقيلة ومثال الاهمال ان هذان لساحران وهى قراءة عاصم والخليل ( وحيث وجدت ان وبعدها لام مفتوحة فاحكم بان أصلها التشديد ) قال الجوهرى وقد تكون مخففة من الشديدة فهذه لابد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا عما حذف من التشديد كقوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ وان زيد لاخوك لئلا تلتبس بان .
التى بمعنى ما للنفي قال ابن برى اللام هنا دخلت فرقا بين النفى والايجاب وان هذه لا يكون لها اسم ولا خبر فقوله دخلت اللام في خبرها لا معنى له وقد تدخل هذه اللام مع المفعول نحو ان ضربت لزيد أو مع الفاعل نحو قولك ان قام لزيد ( و ) الرابع أن ( تكون زائدة ) مع ما ( كقوله * ما ان أتيت بشئ أنت تكرهه * ) ومنه أيضا قول الاغلب العجلى الذى تقدم وفى المحكم ان بمعنى ما في النفى وتوصل بها ما زائدة قال زهير ما ان يكاد يحليهم لوجهتهم * تخالج الامر ان الامر مشترك ( و ) قد ( تكون بمعنى قد ) وهو الخامس من استعمالاتها ( قيل ومنه ) قوله تعالى فذكر ( ان نفعت الذكرى ) أي قد نفعت عن ابن الاعرابي وقال أبو العباس العرب تقول ان قام زيد بمعنى قد قام زيد قال وقال الكسائي وسمعتهم يقولونه فظننته شرطا فسألتهم فقالوا زيد قد قام نريد ولا نريد ما قام زيد وروى المنذرى عن ابن اليزيدى عن أبى زيد انه تجئ ان في موضع لقد مثل قوله تعالى ان كان وعد ربنا لمفعولا المعنى لقد كان من غير شك من القوم ومثله وان كاد واليفتنونك وان كاد واليستفزونك وقوله تعالى ( واتقوا الله ) وذروا ما بقى من الربا ( ان كنتم مؤمنين ) ظاهر سياقه ان ان هنا بمعنى قد والذى رواه ابن اليزيدى عن أبى زيد انه بمعين إذ كنتم ومثل ذلك قوله تعالى فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله وقوله تعالى ( لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين ) أي قد شاء ( و ) كذلك ( قوله ) أي الشاعر ( * اتغضب ان أذنا قتيبة حزتا * ) أي قد حزتا ويصح أن تكون بمعنى إذ ( وغير ذلك مما الفعل فيه محقق أو كل ذلك مؤول ) * قلت وقد تكون بمعنى إذا نحو قوله تعالى لا تتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء ان استحبوا وكذلك قوله