المنهي عن شربه وأنه يغير عقل شاربه ويورث شربه العداوة والبغضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة وقال أبو بكر سمي الكرم كرما لان الخمر المتخذة منه تحث على السنحاء والكرم وتأمر بمكارم الاخلاق فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه فكره A أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن وأنشد * والخمر مشتقة المعنى من الكرم * ولذلك يسمى الخمر راحا لان شاربها يرتاح للعطاء أي يخف * ومما يستدرك عليه الكريم من صفات الله تعالى وأسمائه وهو الكثير الخير وقيل الجواد وقيل المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وقيل هو الجامع لانواع الخير والفضائل والشرف وقيل حميد الفعل وقيل العظيم وقيل المنزه بما لا يليق وقيل الفضول وقيل العزيز وقيل الصفوح وقد ذكره المصنف فهذا ما قيل في تفسير اسمه تعالى قال بعضهم الكرم إذا وصف تعالى به فهو اسم لاحسانه وإنعامه وإذا وصف به الانسان فهو اسم للاخلاق والافعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر منه ذلك والكريم أيضا الحر والنجيب والسخي والطيب الرائحة والطيب الاصل والذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه وأيضا الرقيق الطبع والحسن الاخلاق والواسع الصدر والحسيب والمختار والمزين المحسن العزيز عندك والحج وأيضا الجهاد وفرس يغزى عليه والبعير يستقى به وهذه الاربعة ذكرها المصنف وكتاب كريم أي مختوم أو حسن ما فيه وقرآن كريم يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة وقول كريم سهل لين ورزق كريم أي كثير وقد ذكرهما المصنف ومدخل كريم حسن والكريم أيضا الرئيس والعفيف والجميل والعجيب الغريب والعالم والنفيس والمطر الجود والمعجز والذليل على التهكم فهذه نيف وثلاثون قولا في معنى الكريم ولم أره مجموعا في كتاب قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شئ نفت عنه فعلا تنوي به الذم يقال أسمين هذا فيقال ما هو بسمين ولا كريم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة والمكارمة أن تهدي لانسان شيئا ليكافئك عليه وهي مفاعلة من الكرم ومنه الحديث في الخمر إن الله حرمها وحرم أن يكارم بها ومنه قول دكين : إني امرؤ من قطن بن دارم * أطلب ديني من أخ مكارم .
أي يكافئني على مدحي إياه وأكرمت الرجل أكرمه وأصله أأكرمه كأدحرجه فإن اضطر جاز له أن يرده الى أصله كما قال : فإنه أهل لان يؤكرما * نقله الجوهري ويقال في التعجب ما أكرمه لي وهو شاذ لا يطرد في الرباعي قال الاخفش وقرأ بعضهم فما له من مكرم بفتح الراء وهو مصدر مثل مخرج ومدخل وتكرم تكلف الكرم قال المتلمس : تكرم لتعتاد الجميل ولن ترى * أخا كرم إلا بأن تتكرما والكريمة الاهل وقيل شقيقة الرجل والجمع الكرائم وكرائم المال نفائسه والكريمة الحسيب يقال هو كريمة قومه قال : وأرى كريمك لا كريمة دونه * وأرى بلادك منقع الاجواد وفي الحديث إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه أي كريم قوم وقول صخر بن عمرو : أبى الفخر أنى قد أصابوا كريمتي * وأن ليس اهداء الخنا من شماليا يعني بقوله كريمتي أخاه معاوية بن عمرو والتكريم التفضيل وفي الحديث إن التكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم لانه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الاخلاق ورياسة الدنيا والدين والاكارم جمع كرام وكرام جمع كريم والكرامة أمر خارق للعادة غير مقارن بالتحدي ودعوى النبوة والكرام كشداد حافظ الكرم وكرام كسحاب والد محمد رئيس الكرامية أحد الاقوال في ضبطه كما في لسان الميزان وأبو علي الحسين بن كرام الاسكندراني وراشد بن ناجي أبو كرام كلاهما كشداد كتب عنهما السلفي والمكرمية طائفة من الخوارج نسبوا الى أبي المكرم وكرمانية بالكسر قرية بفارس وكرمون علم وكذا كريم مصغرا مشددا وبنو كرامة بطين بطرابلس الشام ومحلة كرمين قرية بمصر من أعمال الغربية ومحلة الكروم قريتان بالبحيرة وفي المثل لا يأبى الكرامة إلا حمار المراد به الوسادة في أصل المثل قاله المفضل بن سلمة وأول من قاله علي رضي الله تعالى عنه ثم استعمل لنوع من المقابلة ( الكرتيم بالكسر ) أهمله الجوهري وقال ابن سيده هي ( الفأس ) العظيمة لها رأس واحد وقيل هي نحو المطرقة ( والكرتوم بالضم الصفا من الحجارة و ) أيضا ( الطويل المرتفع من الارض ) قال أسقاك كل رائح هزيم * يترك سيلا خارج الكلوم * وناقعا بالصفصف الكرتوم ( و ) كرتوم ( اسم حرة بني عذرة ) تدعى بذلك * ومما يستدرك عليه الكرتمة مشية فيها تقارب ودرجان كالكمترة ( كرثمة ) بالثاء المثلثة أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال أئمة النسب هو كرثمة ( بن جابر بن هراب بالفتح ) في الجاهلية ( من بين سامة بن لؤي ) ومر الاختلاف في نسب بني سامة في س وم ( الكردم كجعفر القصير ) الضخم من الرجال كما في الصحاح ( كالكردوم بالضم ) عن ابن سيده ( و ) الكردم ( الشجاع ) عن ابن الاعرابي وأنشد * ولو رآه كردم لكردما * أي لهرب ( و ) كردم ( بن سفيان ) الثقفي قيل هو ابن سفيان المذكور فإن حديثهما بلفظ واحد ( صحابيون ) Bهم ( و ) كردم ( بن شعثة ) الذي ( طعن دريد ) ابن الصمة ) وأنشد ابن بري لشاعر : ولما رأينا أنه عاتم القرى * بخيل ذكرنا ليلة الهضب كردما