أي جبله وهو يطينه ولا يقال يطيمه فدل ذلك على ان النون هي الاصل وأنشد * الا تلك نفس طين منها حياؤها * وتعقبه الشيح أبو حيان فقال ما ذهب إليه خطأ وتصحيف اما الخطأ فانكاره ليطيمه فقد حكاه يعقوب كيطينه فإذا ثبتا وليس أحدهما أشهر واكثر كانا أصلين فلا ابدال وأما التصحيف فان الرواية بالى الجارة والشعر يدل عليه أنشده الاحمر لئن كانت الدنيا له قد تزينت * على الارض حتى ضاق عنها فضاؤها لقد كان حرا يستحى أن يضمه * إلى تلك نفس طين فيها حياؤها وصحف أيضا فيها بقوله منها ولا معنى له بل المعنى جبل في تلك النفس حياؤها قال شيخنا وفي قوله لا معنى له بحث بل قد يظهر له معنى عند التأمل ( فصل الظاء ) مع الميم ( الظأم الكلام ) وفي بعض نسخ الصحاح الصياح ( والجلبة ) مثل الظأب ( و ) الظأم ( سلف الرجل ) لغة في الظأب ( و ) قد ( ظاء منه ) وظاء به مطاءمة ومظاءبة إذا ( تزوج كل واحد منهما أختا وظأمها كمنع ) أي ( جامعها ) * ومما يستدرك عليه ظأم التيس صوته ولبلبته كظأبه وتظاء ما تزوج امرأة وتزوج الآخر أختها ( الظعام بالكسر ) أهمله الجوهرى وهو ( ظعان الرحل ) الميم أبدلت من النون ( الظلم بالضم ) التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد قاله المناوى قال شيخنا ولذا كان محالا في حقه تعالى إذا لعالم كله ملكه تعالى لا شريك له وقال الراغب هو عند أكثر أهل اللغة ( وضع الشئ في غير موضعه ) * قلت ومثله في كتاب الفاخر للمفضل بن سلمة الضبى زاد الراغب المختص به اما بزيادة أو بنقصان واما بعدول عن وقته ومكانه قال الجوهرى ومن أمثالهم من أشبه أباه فما ظلم قال اللاصمعى أي ما وضع الشبه في غير موضعه ويقال أيضا من استرعى الذئب فقد ظلم قال الراغب ويقال في مجاوزة الحد الذى يجرى مجرى نقطة الدائرة ويقال فيما يكثر وفيما يقل من التجاوز ولهذا يستعمل في الذنب الكبير وفي الذنب الصغير ولذلك قيل لآدم عليه السلام في تعديه ظلم وفي ابليس ظالم وان كان بين الظلمين بون بعيد ونقل شيخنا معن بعض أئمة الاشتقاق ان الظلم في أصل اللغة النقص واستعمل في كلام الشارع لمعان منها الكفر ومنها الكبائر * قلت وتفصيل ذلك في كلام الراغب حيث قال قال بعض الحكماء الظلم ثلاثة الاول ظلم بين الانسان وبين الله تعالى وأعظمه الكفر والشرك والنفاق ولذلك قال عزوجل ان الشرك لظلم عظيم والثانى ظلم بينه وبين الناس واياه قصد بقوله انما السبيل على الذين يظلمون الناس وبقوله ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا والثالث ظلم بينه وبين نفسه واياه قصد بقوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد وقوله تعالى ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين أي أنفسهم وقوله ومن يفعل ؟ ذلك فقد ظلم نفسه وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس فان الانسان في أول ما يهم بالظم فقد ظلم نفسه فإذا الظالم أبدا مبتدئ بنفسه في الظلم ولهذا قال تعالى في غير موضع وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وقوله تعالى ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فقد قيل هو الشرك انتهى ( والمصدر الحقيقي الظلم بالفتح ) وبالضم الاسم يقوم مقام المصدر وأنشد ثعلب * ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر * قال الازهرى هكذا سمعت العرب تنشده بفتح الظاء ( ظلم يظلم ظلما بالفتح ) كذا وجد في نسخ الصحاح بخط أبى زكريا وفي بعضها بالضم ( فهو ظالم وظلوم ) قال ضيغم الاسدي إذا هو لم يخفنى في ابن عمى * وان لم ألقه الرجل الظلوم ( وظلمه حقه ) متعديا بنفسه إلى مفعولين قال أبو زبيد الطائى وأعطى فوق النصف ذو الحق منهم * وأظلم بعضا أو جميعا مؤربا قال شيخنا وهو يتعدى إلى واحد بالياء كما في قوله عزوجل في الاعراف فظلموا بها أي بالآيات التى جاءتهم قالوا حمل على معنى الكفر في التعدية لانهما من باب واحد ولانه بمعنى الكفر مجاز أو تضمينا أو لتضمنه معنى التكذيب وقيل الباء سببية والمفعول محذوف أي أنفسهم أو الناس ( وتظلمه اياه ) وفى الصحاح وتظلمني فلان أي ظلمنى مالى ومنه قول الشاعر تظلم مالى هكذا ولوى يدى * لوى يده الله الذى هو غالبه ( وتظلم ) الرجل ( أحال الظلم على نفسه ) حكاه ابن الاعرابي وأنشد * كانت إذا غضبت على تظلمت * قال ابن سيده هذا قول ابن الاعرابي ولا أدرى كيف ذلك انما التظلم هنا تشكى الظلم منه لانها إذا غضبت عليه لم يجز ان تنسب الظلم إلى ذاتها ( و ) تظلم ( منه شكا من ظلمه ) فهو متظلم يشكو رجلا ظلمه وفى الصحاح وتظلم أي اشتكى ظلمه وفى بعض نسخه ضبط بالمبنى للمفعول ( واظلم كافتعل وانظلم ) إذا ( احتمله ) بطيب نفسه وهو قادر على الامتناع منه ( و ) هما مطلوعا ( ظلمه تظليما .
) إذا ( نسبه إليه ) وبهما روى قول زهير أنشده الجوهرى هو الجواد الذى يعطيك نائله * عفو أو يظلم أحيانا فيظلم هكذا أنشده سيبوية قوله يظلم أي يسئل فوق طاقته ويروى فينظلم أي يتكلفه وهكذا رواية الاصمعي قال الجوهرى وفيه ثلاث لغات من العرب من يقلب التاء طاء ثم يظهر الطاء والظاء جميعا فيقول اظطلم ومنهم من يد غم انظاء في الطاء فيقول اطلم وهو أكثر