وكان الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة . العُقْبَةُ والعُقْبُ من الجَمَال والسَّرْوِ والكَرَم أَثَرُه . و قال اللِّحْيَانِيّ أَي سِيمَاه وعَلاَمَتُه وهَيْئَتُه ويُكْسَر قال اللّحْيَانيّ : وهُو أَجْوَدُ . وفي لسان العرب : وعُقْبَةُ الماشيةِ في المَرْعَى : أَن تَرْعَى الخُلَّة عُقْبَةً ثم تُحَوَّل إِلى الحَمْض فالحَمْضُ عُقبَتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخِلّة فالخُلَّة عُقْبَتُها وهذا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّ' بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم : .
أَلهَاهُ آءٌ وتَنَّومٌ وعُقْبَتُه ... مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى له عُقَبُ وقال أَبو عَمْرٍو : النَّعَامَةُ تَعقُب في مَرْعَىً فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْقُب بعد ذلك في حِجَارَة المَرْوِ وهي عُقْبَتُه ولا يَغِثُّ عليها القَمَرِ : عودَتُه بالكَسْر . ويقال عَقْبَة بالفَتْح وذلك إِذَا غَابَ ثُم طَلَع . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : عُقْبَةُ القَمَر بالضَّمِ : نجمٌ . يُقَارِنُ القمرَ في السَّنَةِ مَرَّةً . قال : .
لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه ... ولا الذَّرِيرَةَ إِلاَّ عُقْبَةَ القَمَرِ هو لبَعْضِ بَنِي عَامر . يقول : يَفْعَلُ ذلِكَ في الحَوْلِ مَرَّةً ورواية اللِّحْيَانِيّ عِقْبَة بالكَسْر وهذا مَوْضِع نَظَرٍ ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك في كُلَّ شَهْر مَرَّة وما أَعْلَم ما مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ في كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً . وفي الصَّحَاح يقال : ما يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ عَقْبَةَ القَمَرِ إِذَا كان يَفْعَلُه في كُلِّ شهرٍ مَرّة انتهى . قال شيخُنا : قلتُ : لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّه وإِن كان في كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عن ذلك النَّجْم إِلاّ في يوم مِن الحَوْل فيُجَامِعُه وهذا ليس بَعِيداً لِجُوَازِ اختلافِ مَمَرِّه في كُلِّ شهر لِمَمَرِّه في الشَّهْر الآخَرِ كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه انتهى . العَقَبَة بالتَّحْرِيك : مرقىً صَعْبٌ من الجبَالِ أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وهو طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرْمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ في السّماءِ في صُعُود وهُبُوط أَطْول من النَّقْبِ و أَصْعَبُ مُرْتَقىً وقد يكون طُولُها واحِداً . سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسلِنْقاءٍ وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهَيْئة الجِدَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : وج العَقَبَة عِقَابٌ وَعَقَبَاتٌ . قلت : وما أَلْطَفَ قَوْلَ الحافِظِ ابْنِ حَجَرٍ حِينَ زَار بَيْتَ المَقْدِسِ : .
قَطَعْنَا في مَحَبَّتِه عِقَاباً ... وما بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيم