وأَكْذَبُ من عُرقوبِ يَتْرَبَ لهْجَةً ... وأَبينُ شُؤماً في الحَوَائِجِ من زُحَلْ من أَمثالِهم : الشَّرُّ أَلجَأَه إِلى مُخِّ عُرْقُوب وشَرٌّ ما أَجَاءَكَ أَي ما أَلْجَأَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب أَي عُرْقُوبِ الرَّجُلِ لأَنَّه لا مُخَّ له . يُضْرَبُ هذا عِنْدَ طَلَبِك مِنَ اللَّئِيم أَعطاك أَو مَنَعك وهو لُغَة بني تميم . يُقَال : أَجَأْتُه إِلَى كَذَا أَي أَلجأْتُه . والمَعْنَى ما أَلجأَك إِلَيْهَا إِلاّ شَرٌّ أَي فَقْرٌ وفاقةٌ شَدِيدةٌ . من المستعار : ما أَكثَر عرَاقِيبَ هذَا الجَبَل . العَرَاقِيب كالعُرْقُوب : خَيَاشِيمُ الجِبَال وأَطرافُهَا وهي أَبعدُ الطُّرُقِ لأَنَّكَ تَتَّبِع أَسهلَه أَينَ كان قاله أَبو خَيْرة : أَو هي الطُّرقُ الضّيِّقَة في مُتُونِهَا أَي الجِبَال قاله الفَرَّاءُ . قال الشَّاعر : .
ومَخُوفِ من المَنَاهِل وَحْشٍ ... ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ وتَعَرْقَبَ الرَّجُلُ : سَلَكَها أَي أَخذَ في تِلك الطُّرقِ . ويقال : تَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذَا أَخذَ في طَرِيق تَخْفَى عليه وأَنْشَد : .
إِذَا مَنْطقٌ زَلَّ عن صَاحِبِي ... تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ أَي أَخذتُ في مَنْطِق آخرَ أَسهلَ منه ويُرْوَى : تَعقَّبْتُ . العَرَاقِيبُ مِنَ الأُمُور كالعَرَاقِيل : عِظَامُهَا وصِعَابُها وعَصَاوِيدُهَا . عَرَقِيبُ : ة ضَخْمة قُرْبَ حِمَى ضَرِيَّةَ للضِّباب . وطَيْرُ العَرَاقِيبِ : الشِّقِرَّاقُ بكَسر الشِّين والقَاف وتَشْدِيدِ الرَّاءِ وهم يَتَشَاءَمون به ومنه قَوْلُ الشّاعر : .
إِذَا قَطَناً بلَّغْتِنيهِ ابنَ مُدْرِكِ ... فلاقَيْتِ من طَيْرِ العَراقِيبِ أَخْيَلاَ وتقُول العرَب : إِذَا وَقَع الأَخْيَلُ علَى البَعِير لَيُكْسَفَنَّ عُرقُوباه . وقَال المَيْدَانِيّ : كُلُّ طَائِر يُتَطَيَّر منه للإِبل فَهُوَ طَيْرُ عُرْقُوب ؛ لأَنَّه يُعرقِبُهَا ومِثله في المُستقصَى . والمُصَنِّف خَصَّه بطيرٍ مُعَيّن وقَصَره على الجَمْع ففيه نَظَرٌ من وَجْهَيْن قاله شيخنا . وعَرْقَبَه : قَطَع عُرْقُوبَه وبه فُسِّر حَدِيثُ القاسم المُتَقَدّم . عرقَبَه رَفَعَ بعُرْقُوبَيْه مُثَنّىً لِيَقُومَ ضِدٌّ . وفي النَّوادر : عَرْقَبْتُ البَعِيرَ وعَلَّيْتُ له إِذا أَعَنْتَه برَفْعٍ . ويقال : عَرْقِبْ لبَعِيرِك أَي ارفَعْ بعُرْقُوبه حتى يَقُومَ . عَرْقَبَ الرجُلُ : احتالَ . قال أَبو عَمْرٍو : تقول : إِذَا أَعياك غَريمَك فعَرْقبْ أَي احْتَلْ . ومنه قولُ الشاعر : .
ولا يُعْيِيكَ عُرقوبٌ لِوَأْيٍ ... إِذا لم يُعْطِكَ النَّصَفَ الخَصيمُ ومثله في المشرق المعلم . وتَعَرْقَبَ عَنِ الأَمْرِ عَدَلَ . وتَعَرْقَبَ الدَابَّةَ : ركبَهَا مِنْ خَلْفها نقله الصَّاغَانِيّ . ويومُ العُرْقُوب : من أَيَّامهم .
عزب .
العَزَبُ مُحَرَّكَة : مَنْ لا أَهْلَ له كالمِعْزَابَة بالكَسْر ونَظِيرُه مِطْرَابَة ومِطْوَاعَة ومِجْذَامة ومِقْدَامَة . والعَزِيب ولا تُقَلْ أَعْزَبُ بالأَلف على أَفْعَل كما صرَّح به الجوهَرِيُّ وثعلبٌ والفَيُّومِيُّ وهو قولُ أَبي حَاتِم أَي لكَوْنه غيرَ وَارِدٍ ولا مَسْمُوع أَو قَلِيلٌ أَجَازَه غيرُه واستدَلَّ بحَدِيث : ما في الجَنَّةِ أَعْزَبُ ورجلان عَزَبان ج أَعْزَابٌ كسَبَبٍ وأَسبابٍ وَهِيَ أَي الأُنْثى عَزَبَةٌ وعَزَبٌ محرَّكَة فيهما أَي لا زوجَ لها نقله القَزَّاز في جامعِ اللُّغَة . وقال الزَّجَّاج : العَزَبة بالهَاء غَلَطٌ من أَبي العَبَّاس وإِنما يقال : رجل عَزَبٌ وامرأَة عزَب لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ولا يُؤَنَّث لأَنَّه مصدر كما تَقُول : رجل خَصْم وامرأَة خَصْم قال الشاعِرُ في صِفَة امرأَةِ : .
إِذَا العَزَب الهوجَاءُ بالعِطْر نَافَحَتْ ... بَدَتْ شمْسُ دَجْن طَلَّةً مَا تَعَطَّرُ وقال الراجز : .
" يا مَنْ يَدُلُّ عزَباً على عَزَبْ .
" على ابْنَةِ الحُمَارِسِ الشَّيْخ الأَزَبّْ وفي رِوَايَة : .
" على فَتِيتِ مِثلِ نِبْرَاسِ الذّهبْ