صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْ ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ وقوله تعالى : " فَعَدلَكَ في أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " قُرِئَ بالتَّخْفِيفِ وبالتَّثْقِيلِ فالأُولَى قِراءَةُ عاصِمٍ والأَخْفَشِ والثانِيَةُ قِراءَةُ نافِعٍ وأَهْلِ الحِجازِ قالَ الفَرَّاءُ : مَنْ خَفَّفَ فَوَجْهُه - واللهُ أَعْلَمُ - فصَرَفَكَ إِلى أيِّ صُورَةٍ ما شاءَ إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قَبِيحٍ وإِمَّا طَوِيلٍ وإِمَّا قَصِيرٍ وقيلَ : أرادَ عَدَلَكَ مِنَ الْكُفْرِ إِلى الإِيمانِ وهي نِعْمَةٌ قالَ الأَزْهَرِيُّ : والتَّشْدِيدُ أَعْجَبُ الوَجْهَيْنِ إِلى الفَرَّاءِ وأَجْوَدُهُما في العَرَبِيَّةِ والمَعْنَى فَقَوَّمَكَ وجَعَلَكَ مُعْتَدِلاً مُعَدَّلَ الخَلْقِ وقد قالَ الفَرَّاءُ في قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ بالتَّخْفِيفِ : إِنَّهُ بِمَعْنَى فَسَوَّاكَ وقَوَّمَكَ مِنْ قَوْلِكَ : عَدَلْتُ الشَّيْءَ فاعْتَدَلَ أي سَوَّيْتُه فاسْتَوَى ومنهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ : .
" وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فاعْتَدَلْ أي قَوَّمْنَاهُ فاسْتَقَامَ وكُلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ . وعَدَلَ عَنْهُ يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدُولاً : حَادَ وعن الطَّرِيقِ : جَارَ وعَدَلَ إِلَيْهِ عُدُولاً : رَجَعَ وعَدَلَ الطَّرِيقُ نَفْسُهُ : مَالَ . وعَدَلَ الْفَحْلُ عن الإِبِلِ إذا تَرَكَ الضِّرَابَ وعَدَلَ الْجَمَّالُ الْفَحْلَ عن الضِّرابِ : نَحَّاهُ فانْعَدَلَ تَنَحَّى . وعَدَلَ فُلاناً بِفُلاَنٍ إذا سَوَّى بَيْنَهُما . ويُقالُ : مَالَهُ مَعْدِلٌ كمَجْلِسٍ ولا مَعْدُولٌ : أي مَصْرِفٌ . وانْعَدَلَ عَنْهُ : تَنَحَّى وعَادَلَ : اعْوَجَّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ : .
وإِنِّي لأُنْحِي الطَّرْفَ عَن نَحْوِ غَيْرِها ... حَيَاءً ولو طَاوَعْتُهُ لم يُعادِلِ أي لم يُنْعَدِلْ وقيلَ : مَعْناهُ لَمْ يَعْدِلْ بِنَحْوِ أَرْضِها أي بِقَصْدِها نَحْواً . والعِدَالُ كَكِتَابٍ : أنْ يَعْرِضَ لك أَمْرَانِ فَلا تَدْرِي لأَيِّهِمَا تَصِيرُ فَأَنْتَ تَرَوَّى في ذلكَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ : .
وذُو الْهَمِّ تُعْدِيهِ صَرِيمَةُ أَمْرِهِ ... إذا لم تُمَيِّثْهُ الرُّقَى ويُعَادِلُ أي يُعادِلُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَرْكَبُ تُمَيِّثْهُ : تُذَلِّلْهُ المَشُورَاتُ وقَوْلُ النَّاسِ أَيْنَ تَذْهَبُ . والمُعادَلَةُ : الشَّكُّ في أَمْرَيْنِ يُقالُ : أَنا في عِدَالٍ مِنْ هذا الأَمْرِ أي في شَكٍّ منه أَأَمْضِي عليه أَمْ أَتْرُكُهُ ؟ وقد عادَلْتُ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما آتِي أي مَيَّلْتُ . وعَدَوْلَى بِفَتْحِ العَيْنِ والدَّالِ وسُكُونِ الْواوِ مَقْصُورَةً : ة بِالْبَحْرَيْنِ وقد نَفَى سِيبَوَيْه فَعَوْلَى فاحْتُجَّ عليه بعَدَوْلَى فقالَ الفارِسِيُّ : أَصْلُهَا عَدَوْلاً وإِنَّما تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ جُعِلَ اسْماً للبُقْعَةِ ولم نَسْمَعْ في أَشعَارِهِم عَدَوْلاً مَصْرُوفاً فَأَمَّا قَوْلُ نَهْشَلِ بنِ حَرِّيٍّ : .
فلا تَأَمَنِ النَّوْكَى وإِنْ كانَ دارُهُم ... وَرَاءَ عَدَوْلاَةٍ وكنتَ بِقَيْصَرا فَزَعَمَ بعضُهم أَنَّهُ بالْهَاءِ ضَرُورَةً وهذا يُؤَنِّسُ بِقَوْلِ الفَارِسِيِّ وأَمَّا ابنُ الأَعْرابِيِّ فَإِنَّهُ قالَ : هي مَوْضِعٌ وذَهَبَ إِلى أنَّ الهاءَ فيها وَضْعٌ لا أَنَّهُ أَرادَ عَدَوْلَى ونَظِيرُهُ قولُهُم : قهَوْبَاةٌ للنَّصْلِ العَرِيضِ . والعَدَوْلَى : الشَّجَرَةُ الْقَدِيمَةُ الطَّوِيلَةُ . والعَدَوْلِيَّةُ : سُفُنٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا أي إِلى القَرْيَةِ المَذْكُورَةِ كَما في الصِّحاحِ لا إِلى الشَّجَرَةِ كَما يُتَوَهَّمُ مِنْ سِياقِ المُصَنِّفِ قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ : .
عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفِينِ ابنِ يَامِنٍ ... يجُوزُ بها المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدي