الْعَدْلُ : ضِدُّ الْجَوْرِ وهو مَا قامَ في النُّفُوسِ أَنَّهُ مُسْتَقِيمٌ وقيلَ : هو الأَمْرُ الْمُتَوَسِّطُ بينَ الإِفْراطِ والتَّفْرِيطِ وقالَ الرَّاغِبُ : العَدْلُ ضَرْبَانِ مُطْلَقٌ يَقْتَضِي العَقْلُ حُسْنَهُ ولا يَكونُ في شَيْءٍ مِنَ الأَزْمِنَةِ مَنْسُوخاً ولا يُوصَفُ بالاعْتِداءِ بِوَجْهٍ نَحْوُ الإِحْسانِ إِلى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ وكَفِّ الأَذِيَّةِ عَمَّن كَفَّ أَذاهُ عَنْكَ وعَدْلٌ يُعْرَفُ كَوْنُهُ عَدْلاً بالشَّرْعِ ويُمْكِنُ نَسْخُهُ في بعضِ الأَزْمِنَةِ كالقِصَاصِ وأُرُوشِ الجِناياتِ وأَخْذِ مالِ المُرْتَدِّ ولذلكَ قالَ تَعالى : " فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاَعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى عَلَيْكُمْ " وقالَ تَعالَى : " وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها " فَسَمَّى ذلكَ اعْتِداءً وسَيِّئَةً وهذا النَّحْوُ هو ا لمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ " فَإِنَّ العَدْلَ : هو المُساوَاةُ في المُكافَأَةِ إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ والإِحْسَانُ : أنْ يُقابِلَ الخَيْرَ بِأَكْثَرَ منه والشَّرَّ بِأَقَلَّ منه كالْعَدالَةِ والعُدُولَةِ بالضَّمِّ والْمَعْدِلَةِ بكسْرِ الدَّالِ والمَعْدَلَةِ بِفَتْحِها قالَ الرَّاغِبُ : العَدَالَةُ والمَعْدَلَةُ : لَفْظٌ يَقْتَضِي المُساوَاةَ ويُسْتَعْمَلُ باعْتِبارِ المُضَايَفَةِ . عَدَلَ الحاكِمُ في الحُكْمِ يَعْدِلُ من حَدِّ ضَرَبَ عَدْلاً فَهُوَ عَادِلٌ يُقالُ : هو يَقْضِي بالحَقِّ ويَعْدِلُ وهو حَكَمٌ عَادِلٌ ذو مَعْدَلَةٍ في حُكْمِهِ مِن قَوْمٍ عُدُولٍ وعَدْلٍ أَيضاً بِلَفْظِ الْواحِدِ وهذا أي الأَخِيرُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كتَجْرٍ وشَرْبٍ كَما في المُحْكَمِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِكُثَيِّر : .
وبَايَعْتُ لَيْلَى في الخَلاءِ ولَمْ يَكُنْ ... شُهُودٌ عَلى لَيْلَى عُدُولٌ مَقانِعُ