" وقد عَرَانِي مِنْ لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ ونَسَبَهُ الصّاغَانِيُّ إِلى نابِغَةِ بني شَيْبانَ واسْمُهُ عبدُ اللهِ بنُ مُخارِقٍ وأَوَّلُهُ : .
" سَمِعْتُ منها عَزِيفَ الجِنِّ سَاكِنِها وطَفَلَ الرَّجُلُ طُفُولاً : دَخَلَ في الطِّفَلِ كَأَطْفَلَ . وطَفَلَتِ الشَّمْسُ : إِذا طَلَعَتِ نَقَلَهُ الفَرَّاءُ في نَوادِرِهِ . وقالَ الزَّجَّاجُ : طَفَلَتْ : احْمَرَّتْ عِنْدَ الغُرُوبِ ودَنَتْ له كأَطْفَلَتْ وهو ضِدٌّ أي : بَيْنَ طَفَلَتْ : طَلَعَتْ وطَفَلَتْ : احْمَرَّتْ وكذا بَيْنَ : أَتَيْتُهُ طَفَلاً مُمْسِياً وأَتَيْتُهُ طَفَلاً بَعدَ طُلُوعِ الشِّمْسِ . وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : طَفِلَ النَّبْتُ كفَرِحَ وطُفِّلَ بالضّمِّ تَطْفِيلاً : أَصابَهُ التُّرَابُ فَأَفْسَدَهُ وقالَ غيرُه : عُشْبٌ طِفْلٌ لَمْ يَطُلْ والذي نَصِّ عليه الصّاغَانِيُّ نَقْلاً عن ابنِ عَبَّادٍ : طَفِلَ كَفَرِحَ وطُفِلَ بالضَّمِّ أي كعُنِيَ فراجِعِ المُحِيطَ . قالَ شيخُنا : واعْتَرَضَ بعضُهم على قَوْلِ المُصَنِّفَ : وطُفِّلَ بالضَّمِّ إلخ بأَنَّ التَّفْعِيلأَ مَصْدَرُ طَفَّلَ مُضَاعَفاً وظاهِرُ قَوْلِهِ : بالضَّمِّ أَنَّهُ كَكَرُمَ فكيفَ يقُولُ : تَطْفِيلاً ؟ قلتُ : وهو غَفلَةٌ عن اسْتِيفاءِ اصْطِلاحاتِهِ فقد أَشَرْنَا مِرَاراً إلى أَنَّ المُصَنِّف قد يُطْلَقُ بالضَّمِّ في الأَفْعالِ كَثِيراً على المَبْنِيِّ للمَجْهُولِ وهذا منه ويُؤَيِّدُهُ ذِكْرُ مَصْدَرِهِ تَطْفِيلاً إِذْ مِثْلُهُ مِمَّا لا يَخْفَى فلا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الضَّبْطَ راجِعٌ للعَيْنِ كما هو قاعِدَتُهُ في الأَفْعَالِ لأنَّ كُلاً منهما مِن اصْطِلاحاتِهِ كما لا يَخْفَى واللهُ تعالى أَعْلَمُ . والطَّفِيلُ كأَمِيرٍ : الْماءُ الْكَدِرُ يَبْقَى في الحَوْضِ واحِدَتُها هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : واحِدَتُهُ بِهَاءٍ طَفِيلَةٌ والذي في اللِّسانِ : أنَّهُ الطَّفْئِلُ كزبْرِجٍ لأنَّهُ ذَكَرَهُ في طَفْأَل وقالَ : هو الماءُ الرَّنْقُ الكَدِرُ يَبْقَى ف الحَوْضِ والواحِدَةُ طِفْئِلَةٌ يعني بالواحِدَةِ الطَّائِفَةِ فتَأَمَّلْ . وطَفِيلٌ : جَبَلٌ بِمَكَّةَ وقد تَمَثَِّلَ بِلاَلٌ رَضِيَ اللهُ تَعالى عنهُ فقالَ : .
وهَلْ اَرِدْنْ يَوْماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وطَفِيلُ