وضَلِلْتُ الدَّارَ والمَسْجِدَ والطَّرِيقَ كَمَلِلْتُ وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لا يُهْتَدَى له وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ ضَلالاً وضَلالَةً أي ذَهَبَ وفي الصِّحاحِ : قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لا يُهْتَدَى له قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : قالَ أبو عَمْرِو بنِ العَلاءِ : إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ : ضَلِلْتُهُ وإذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ : أَضْلَلْتُهُ قالَ : يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لا يَضِلُّ وإِنَّما أنتَ تَضِلُّ عنه وإذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ فقد ضَلَّتْ عَنْكَ تقولُ للشَّيْءِ الثَّابِتِ في مَوضِعِهِ إَِّ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ : ضَلَلْتُهُ قال الْفَرَزْدَقُ : .
ولقد ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ والْفَرَسَ : ذَهَبَا عَنْهُ وانْفَلَتَا قالَ أبو عَمْرٍو : أَضْلَلْتُ بَعِيرِي إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ وأَضْلَلْتُهُ إِضْلالاً إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ ولا تَدْرِي أين أَخَذَ وكُلُّ ما جاءَ مِنَ الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ : ضَلَلْتُهُ وما جاءَ مِنَ المَفْعُولِ به قلتَ : أَضْلَلْتُهُ كَضَلَّهُما قالَ يُونُسُ : يُقالُ في غيرِ الثَّابِتِ : ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ أي أَضَلَّهُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : خَالَفَهُم يُونُسُ في هذا . وضَلَّ الشَّيْءُ يَضِلُّ أي بفتحِ العَينِ في الماضِي وكسرِها في المُضَارِعُ وتُفْتَحُ الضَّادُ في المُضَارعُ أي مع كَسْرِ العَيْنِ في الماضي وبهذا يَنْدَفِعُ ما أَوْرَدَهُ شيخُنا قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ في مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ ولا وَجْهَ له إذ لا حَرْفَ حَلْقٍ فيه والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ في المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى . نعمْ لو قالَ : وضَلَّ كزَلَّ ومَلَّ لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ ضَلاَلاً مَصْدَرٌ لهما كسَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً : ضَاعَ ومنه قولُه تَعالى : " ضَلَّ سَعْيُهُم في الْحَياةِ الدُّنْيَا " أي ضاعَ وهو مجازٌ