الدُّئِلُ بنُ مَحَلِّمِ بنِ غالِبِ بن عائِذَةَ أبو قَبِيلَةٍ في الهُونِ بنِ خُزيمةَ بن مُدْرِكَةَ . هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَطٌ فاحِشٌ فإنّ الصّوابَ فيه : الدِّيشُ بنُ مُحَلِّمٍ أخو حُلْمَةَ وهم مِن وَلَدِ مُلَيح بن الهُون ويُقال لوَلَدِ الدِّيش : القارَةُ وقد ذَكره بنَفْسِه في الشين المعجمة فهذا عَجِيبٌ منه كيفَ يَغْفُلُ عن مِثله ويُصَحِّفُه . وليس لمُحَلِّم وَلَدٌ سِوى الدِّيش وحُلْمَةَ فلْيُتنَّبهْ لذلك . والنِّسبَةُ إلى الدُّئِلِ : دُؤَلِيٌّ بضمّ الدال وعلَى الواوِ همزة وإنما فَتحوا الهمزةَ علَى مذهَبهم في النِّسبة استِثقالاً لتوالي الكسرتَين مع ياءَي النَّسَب كما يُنسَب إلى نَمِرٍ : نَمَرِيّ . ودُوَلِيٌّ بفتح عَينِهما قَلَبوا الهمزةَ واواً لأنّ الهمزةَ إذا انفتَحتْ وكانت قبلَها ضمّةٌ فتَخفِيفها أن تَقلِبَها واواً مَحضةً كما قالوا في جُؤَن : جُوَن وفي مُؤَن : مُوَن . ودِيليٌّ كخِيريٍّ بالكسر . ودِئِلِيٌّ بكسرتين وهذا نادِرٌ . قلت : والذي في المُحكَم : والنَّسَب إليه : دُؤَلِيٌّ . ودُئِلِيٌّ هذه نادِرةٌ إذ ليس في الكلامِ : فُعِلِيٌّ . أي الضّمّ فالكسر لا أنه بكسرتين كما قاله المصنِّفُ فانظُر ذلك . ثم إنّ دِيلي كخِيرِيٍّ إنما هو نِسبةٌ إلى الدِّيل بالكسر لقبيلةٍ أُخرى يأتي ذِكرُها في دول وليست نِسبةً إلى الدُّئِل بضمٍّ فكسر فذِكرُه هنا غيرُ سَدِيد . وفي شَرحِ اللُّمَع للأصبَهاني ما نَصُّه : أبو الأسْوَدِ ظالِمُ بن عمرٍو الدِّئَلِيُّ إنما هو بكسرِ الدال وفتح الهمزة نِسبةً إلى دِئَلٍ كعِنَبٍ وهي قبيلةٌ أخرى غيرُ المُتقدِّمة . قلت : وهذا فيه خَرقٌ لِما أجمع عليه النَّسّابةُ والمؤرِّخون بأنّ أبا الأَسْوَد إنما هو مِن قَبيلةٍ مِن كِنانَةَ كما سيأتي بيانُ نَسبِه . وقوله : وهي قبيلةٌ أخرى إلى آخِره مَردُودٌ عليه وليس هو مِن كلامِ شَرح اللُّمَع فإنّ الذي ذكره أوّلاً مِن أنه قَبيلَةٌ في الهُونِ غَلَطٌ كما سبق ذلك . وأيضاً فليس لهم قبيلةٌ تُعرَف بالدِّئَلِ كعِنَبٍ بإجماع النَّسّابة . والصَّوابُ في تفصيلِ هذا المَقام على ما ذَهب إليه أئمّة النَّسَب هو ما قاله ابنُ القَطَّاع رحمه اللّه تعالى ما نَصُّه : الدُّئِلُ في كِنانةَ : رَهْطُ أبي الأسَود بالضمِّ وكسرِ الهمزة . قلت : وهو الدُّئِلُ بنُ بكر بنِ عبد مَناة ابن كِنانةَ . ومِن وَلَدِه أبو الأسود وهو ظالِمُ بن عمرو بن سُفْيان بن جَنْدَل بن يَعْمَر بن حِلْس بن نُفاثَةَ بن عَدِيّ بن الدُّئِل . وقيل : اسمُه عُثمان بن عمرو بن سُفيان . وقال ابنُ حِبّان : هو ظالِمُ بن عمرو بن جَنْدَل بن سُفيان : وقيل : عمرو بن ظالِم . يَروِي عن عِمرانَ بنِ الحُصَين وعنه أهلُ البَصرة وشَهِد مع عليٍّ صِفِّينَ ووَلِىَ البصرةَ لابن عبّاس ومات بها وقد أسَنَّ وهو أوّل مَن تكلَّم بالنَّحو . قلت : ورَوى عنه ابنُه أبو حَرب ويَحيى بن يَعْمَر ثِقَةٌ توفي سنة 169 . ثم قال ابن القَطّاع : والدُّولُ في حَنيفةَ كَزُورٍ وفي عبد القَيس : الدِّيلُ كزِيرٍ وكذلك الدِّيلُ في الأَزْد . وهؤلاء يأتي ذِكرُهم للمصنِّف في دول وإنما ساقَهم هنا تَتمَّةً لكلام ابن القطاع وهذا التفصيلُ بعينِه وقَع لابن السِّكِّيت وغيرِه من عُلماء اللُّغة . وابنُ دالانَ : رجُلٌ يأتي ذِكرُه في د - و - ل وذَكره ابنُ سِيدَه هنا بناءً على أنه مهموزٌ . قال : والنِّسبةُ إليه : دَألانيٌّ . والدؤْلُولُ بالضمّ : الدَّاهِيَةُ كما في العُباب والمحكَم . أيضاً : الاختِلاطُ يقال : وقَع القومُ في دُؤْلُولٍ مِن أمرِهم : أي اختِلاط . قال أبو عمرو : المُداءَلةُ زِنَةُ المُداعَلَة : المُخاتَلَةُ دَأَلْتُ له ودَألْتُه وقد تكون في سُرعةِ المَشْيِ كما في التهذيب .
د - ب - ل .
دَبَلَة يَدْبلُه ويَدْبِله مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب دَبْلاً : جَمَعَهُ كما يَجْمع اللُّقمَةَ بأصابعه . دَبَلَهُ بالعَصا دَبْلاً : تابَعَ عليه الضَّربَ بها وكذا بالسَّوط . دَبَلَ اللُّقْمةَ يَدْبِلُها دَبْلاً : كَبَّرها للَّقْم بعد أن جَمعها بأصابِعه كدَبَّلَها تَدْبِيلاً . وقال ابنُ الأعرابي : التَّدبِيلُ : تَعظيِمُ اللُّقْمةِ وازدِرادُها . وأنشدَ المَززُبانيُّ في تَرجمة حُمَيد الأَرْقَط :