عَبّر عن البَرَّة بالحَمْل وعن الفَجْرَة بالاحتِمال ؛ لأن حَمْلَ البَرَّةِ بالإضافة إلى احتِمال الفَجْرَةِ أمرٌ يسيرٌ ومُستَصْغَرٌ ومثله : " لَهَا مَا كَسَبَتْ وعَلَيها مَا اكْتَسَبَتْ " . وقال الراغِبُ : الحَمْلُ مَعْنًى واحِدٌ اعتُبِر في أشياءَ كثيرةٍ فسُوِّيَ بين لفظِه في فَعَلَ وفُرِق بين كثيرٍ منها في مصادِرِها فقِيل في الأثقال المحمولَةِ في الظاهرِ كالشيء المَحمولِ على الظَّهر : حَمْلٌ وفي الأثقال المحمولةِ في الباطِن : حَمْلٌ كالوَلَدِ في البَطْن والماءِ في السَّحاب والثَّمَرةِ في الشَّجَرةِ تشبيهاً بحَمْلِ المرأَةِ . والحِمْل بالكسر : ما حُمِلَ ج : أَحمالٌ وحَمَلَه على الدابَّة يَحْمِلُه حَملاً . والحُمْلانُ بالضمّ : ما يُحْمَلُ عليه من الدوابِّ في الهِبَةِ خاصَّةً كذا في المُحكَم والعُباب . قال اللَّيث : ويكون الحُمْلانُ أَجْراً لما يُحْمَلُ . زاد الصاغانيُّ : حُملَانُ الدَّراهِمِ في اصطِلاح الصاغَةِ جَمع صائغٍ : ما يُحْمَلُ على الدَّراهِمِ من الغِش تسميةً بالمَصدَر وهو مَجاز . وحَمَلَهُ على الأمرِ يَحْمِلُه فانْحَمَلَ : أَغْراهُ به عن ابن سِيدَه . والحَمْلَةُ : الكَرَّةُ في الحَربِ يقال : حَمَلَ عليه حَملَةً مُنْكَرةً وشَدَّ شَدَّةً مُنكَرة نقله الأزهريُّ . الحُمْلَةُ بالكسرِ والضّمّ : الاحتِمالُ مِن دارٍ إلى دارٍ . وحَمَّلَهُ الأمرَ تَحْمِيلاً وحِمَّالاً ككِذّابٍ فتَحَمَّلَه تَحَمُّلاً وتِحْمالاً على تِفْعالٍ كما هو مضبوطٌ في المُحكَم وفي نُسَخ القاموس : بكسرتين مع تشديد الميم . وقولُه تعالى : " فَإِنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيكُم مَا حُمِّلْتُم " أي علر النبيِّ A ما أُوحِىَ إليه وكُلِّف أن يُبَيِّنَه وعليكم أنتم الاتِّباعُ . وقولُه تعالى : " فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَها الإِنْسَانُ " : أي يَخُنَّها وخانَها الإنسانُ ونَصُّ الأزهريُّ : عَرَّفَنا تعالى أنها لم تَحْمِلْها : أي أَدَّتْها وكُلُّ مَن خان الأمانةَ فقد حَمَلها وكل مَن حَمَل الإثمَ فقد أَثِمَ ومنه : " وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وأَثْقَالاً مَعَ أثْقالِهِم " فأَعْلَمَ تعالى أنّ مَن بَاءَ بالإثم سُمِّيَ حاملاً له والسمواتُ والأرضُ أَبَيْنَ حَمْلَ الأمانةِ وَأَدَّيْنَها وأداؤُها طاعةُ اللَّهِ فيما أَمرَها به والعملُ به وتركُ المَعصية . قال الحسنُ : الإنسانُ هنا : الكافِر والمُنافِقُ أي خانا ولم يُطِيعا وهكذا نَص العُباب بعَينِه وعَزاه إلى الزَّجَّاج . فقولُ شيخِنا : هو مُخالِفٌ لما في التفاسير غيرُ وَجِيهٍ فتأمَّلْ . واحْتَمَل الصَّنِيعةَ : تَقلَّدها وشَكَرَها وكُلُّه من الحَمْل قاله ابنُ سِيدَه . قال : وتَحامَلَ في الأمْرِ تَحامَلَ به : تَكَلَّفَه على مَشَقَّةٍ وإعياءٍ كما في المُحكَم ومِثل ذلك : تَحَامَلْتُ على نَفْسِي كما في العُباب . تَحامَل عليه : كَلَّفَه ما لا يُطِيقُ كما في المُحكَم والعُباب . واسْتَحْمَلَه نَفْسَه : حَمَّلَه حَوائِجَه وأُمُورَه كما في المُحكَم والمُحِيط قال زهَير : .
ومَن لا يَزَلْ يَستَحمِلُ الناسَ نَفْسَهُ ... ولا يُغْنِها يوماً مِن الدَّهْرِ يُسأَمِ وقولُ يَزِيدَ بنِ الأعْوَر : .
" مُستَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى