وكان عمرُ رضي اللّه تعالَى عنه يقول في دُعائِه : آمِينَ وَبَسْلاً قِيل : معناه : إيجاباً وتَحقِيقاً . وبَسْلاً لَهُ : أي وَيْلاً لَهُ عن أبي طالِبٍ . ويُقال : بَسْلاً وأَسْلاً : دُعاءٌ عليه . ويُقال : بَسَلْ : بمعنَى أَجَلْ وَزْناً ومَعْنًى وهو أن يتكلّمَ الرجلُ فيقولَ الآخَرُ : بَسَلْ أي هو كما تَقولُ . والإِبْسالُ : التَّحْرِيمُ وبَسَلَ الرجُلُ بُسُولاً بالضّمّ فهو باسِلٌ وبَسِلٌ ككَتِفٍ كذا في النُّسَخ والصَّوابُ بالفَتْح . وبَسِيلٌ كأمِيرٍ . وتَبَسَّلَ كِلاهما : عَبَس غَضَباً أو شَجاعةً أو تَبَسَّلَ فُلانٌ : إذا كُرِهَتْ مَرْآتُه وَفَظُعَتْ يُقال : تَبَسَّلَ لي فُلانٌ : إذا رأيْتَه كَرِيهَ المَنظَرِ قال أبو ذُؤَيب يصفُ قَبراً : .
فكنتُ ذَنُوبَ البِئرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبِلْتُ أَكفانِي ووُسِّدْتُ ساعِدِي أي كُرِهَتْ وقال كَعْبٌ : .
إذا غَلَبَتْه الكأسُ لا مُتَعَبِّسٌ ... حَصُورٌ ولا مِن دُونِها يَتَبَسَّلُ والباسِلُ : الأسَدُ لِكراهة مَنظرِه وقُبْحِه قال أبو زُبَيدٍ الطائِيُّ يَرثِي غُلامَه : .
صادَفْتَ لَمَّا خَرْجتَ مُنطَلِقاً ... جَهْمَ المُحَيّا كباسِلٍ شَرِسِ وقال امرؤ القَيس : .
قُولا لِدُودانَ عَبيدِ العَصا ... ما غَرَّكُمْ بالأسَدِ الباسِلِ كالمُتَبسِّل الباسِلُ الشُّجاعُ ج : بُسَلاءُ ككاتِبٍ وكُتَباءَ . وبُسْلٌ بالضّمّ كبازِلٍ وبُزْلٍ . وقد بَسُلَ ككَرُم بَسَالَةً وبَسالاً يُقال : ما أَبْيَنَ بَسالَتَه : أي شَجاعَتَه قال الفرزدقُ : .
وفِيهَنّ عن أبْوالِهِنَّ بَسالَةٌ ... وبَسْطَةُ أَيْدٍ يَمنَعُ الضَّيْمَ طُولُها الباسِلُ مِن القَولِ : الكَريهِ الشَّديدُ قال أبو بُثَينَةَ الهُذَلِيُّ : .
نُفاثَةَ أَعْنِي لا أُحاوِلُ غَيرَهُم ... وباسِلُ قَوْلِي لا يَنالُ بني عَبْدِ من المَجاز : الباسِل مِن اللَّبَنِ : الكَرِيهُ الطَّعْمِ الحامِضُ . من النَّبِيذِ : الشَّدِيدُ الحامِضُ . وقد بَسَلَ بُسُولاً . وبَسَّلَه تَبسِيلاً : كَرِهَهُ . البَسِيلَةُ كَسِفِينَةٍ : عَلْقَمَةٌ وفي بعض النسَخ : عُلَيقِمَة في طَعْمِ الشيء . البُسْلَةُ كغُرْفَةٍ : أُجْرَةُ الرَّاقِي خاصّةً عن اللحيانيّ . وابْتَسَلَ الرجُلُ : أخَذَها . قال أبو عمرو : حَنْظَلٌ مُبَسَّلٌ كمُعَظَّمٍ : أُكِلَ وَحْدَه فتُكُرِّهَ طَعْمُه وهو يَحرِقُ الكَبِدَ وأنشَد : .
" بِئسَ الطَّعامُ الحَنْظَل المُبَسَّلُ .
" تَيجَعُ مِنْه كَبِدِي وأَكْسَلُ وقال أبو حَنِيفة : المُبَسَّلُ : الذي تَركُوا فيه مَرارَةً لم يُعْمَل كما عُمِل ذلك الجَيَّدُ . وأَبْسَلَه لكذا إِبْسالاً : إذا عَرَّضَهُ ورَهنهَ وفي بعض النُّسَخ : ورَهَقَه . أو أَبْسَلَه : أسْلَمه لِلهَلَكَةِ ومنه قولُه تعالى : " أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " أي تُسْلَمَ للهَلَكةِ . وقال الأزهريُّ : أي لأن لا تُسْلَمَ إلى العذابِ بِعَملِها . وقيل : تُسْلَم : تُرْتَهَن يُقال : أُبْسِلَ فلانٌ بجَرِيرتِه : أي أسْلِمَ بجِنايته للهلاك . ومنه قولُه تعالى : " أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا " قال الحسنُ : أي أسْلِموا بجَرائرِهم وقِيل : ارْتُهِنُوا وقيل : أُهْلِكُوا وقال مُجاهِد : فُضِحُوا وقال قَتادةُ : حُبِسُوا . وقال عَوْفُ بن الأَحْوَص : .
وإِبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مُراقِ وكان حَمَل عن غَنيٍّ لبَني قُشَمير دَمَ ابْنَيِ السجفية فقالوا : لا نَرضى بك فرهَنَهُم بَنِيه طَلَباً للصُّلْح . وقال النابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضي اللّه عنه : .
ونحنُ رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامِراً ... بما كانَ في الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلا