قال أبو عبيدة : أي تَفْسِيرُ حُبها أنه كان صغيراً في قَلْبِه فلم يَزَلْ يَثْبُتُ حتّى صار كبيراً كهذا السَّقْبِ الصَّغيرِ لم يَزَلْ يَشِبُّ حتى صار كبيراً مثلَ أُمِّه وصار له وَلَدٌ يَصْحَبُهُ . وظاهِرُ المُصَنِّفِ أنّ التأويلَ والتفسيرَ واحِدٌ وفي العُباب : التَّأوِيلُ : تفسيرُ ما يَؤُولُ إليه الشيء . وقال غيره : التَّفسيرُ : شرحُ ما جاء مُجْمَلاً مِن القَصَصِ في الكِتاب الكريمِ وتَقْرِيبُ ما تَدُل عليه ألفاظُه الغَرِيبةُ وتَبيينُ الأُمورِ التي أُنْزِلَتْ بسَببها الآي . وأمّا التَّأويلُ : فهو تَبيِينُ مَعْنَى المُتَشابِه والمُتشابِهُ : هو ما لم يُقْطَعْ بفَحْواه مِن غيرِ تَرَددٍ فيه وهو النَّصُّ . وقال الرَّاغِبُ : التَّأْوِيلُ : رَدّ الشيء إلى الغايةِ المُرادَةِ منه ؛ قَوْلاً كان أو فِعْلاً . وفي جَمْع الجَوامِع : هو حَمْلُ الظّاهِرِ على المُحْتَمَلِ المَرجُوح فإن حُمِلَ لِدَلِيلٍ فَصَحِيحٌ أو لِما يُظَنُّ دَلِيلاً فَفاسِدٌ أو لا لِشىءٍ فَلَعِبٌ لا تأويلٌ . قال ابنُ الكَمال : التأويلُ : صَرفُ الآيةِ عن معناها الظاهِرِ إلى معنًى تَحْتَمِلُه إذا كان المُحْتَمَلُ الذي تُصْرَفُ إليه مُوافِقاً للكِتابِ والسُّنَّة كقولهِ : " يُخْرِجُ الْحيَّ مِنَ الْمَيِّتِ " إن أراد به إخراجَ الطيرِ مِن البَيضةِ كان تأويلاً أو إخراجَ المؤمنِ مِن الكافرِ والعالِمِ مِن الجاهلِ كان تأويلاً . وقال ابنُ الجَوْزِيّ : التفسيرُ : إخراجُ الشيء مِن مَعْلُومِ الخَفاء إلى مَقامِ التَّجَلِّي والتأويلُ : نَقلُ الكلامِ عن مَوضعِه إلى ما يُحتاجُ في إثباته إلى دَليلٍ لولاه ما تُرِكَ ظاهِرُ اللَّفظِ . وقال بعضُهم : التفسيرُ : كَشْفُ المُرادِ عن اللَّفظِ المُشْكِل والتأويلُ : رَدُّ أحدِ المُحْتَمِلَينْ إلى ما يُطابِقُ الظَّاهِرَ . قال الراغِبُ : التفسيرُ : قد يُقال فيما يَخْتَصُّ بمُفرداتِ الألفاظِ وغَريبِها وفيما يَخْتَصّ بالتَّأْويل ولهذا يُقال : عِبارَةُ الرُّؤيا وتفسيرُها وتأويلُها . التَّأْوِيلُ : بَقْلَةٌ ثَمَرتُها في قُرُونٍ كقُرونِ الكِباش وهي شَبِيهةٌ بالقَفْعاء ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ وثَمرتُها يكرَهُها المالُ ووَرَقُها يُشبِه وَرقَ الآسِ وهي طَيِّبةُ الريحِ وهو من بابِ التَّنْبِيتِ والتَّمتِينِ واحِدَتُه : تَأوِيلَةٌ ورَوى المُنْذِرِيُّ عن أبي الهَيثَم قال : إنما طَعامُ فُلانٍ القَفْعاءُ والتَّأوِيلُ . قال : والتَّأوِيلُ : نَبتٌ يَعْتَلِفُه الحِمارُ يُضْرَبُ للرجُلِ المُستَبلِدِ الفَهْمِ وشُبِّه بالحِمار في ضَعفِ عَقلِه . وقال أبو سَعِيدٍ : أنتَ مِن الفَحائِلِ بَين القَفْعاءِ والتَّأوِيلِ . وهما نَبتانِ محمودانِ مِن مَراعِي البَهائمِ فإذا اسْتَبلَدُوا الرجُلَ وهو مع ذلك مخْصِبٌ مُوَسَّعٌ عليه ضَرَبُوا له هذا المَثَل . وقال الأزهرِيُّ : أمّا التَّأويلُ فلم أسمعْه إلاَّ في قولِ أبي وَجزَةَ : .
عَزْبُ المَراتِعِ نَظَّارٌ أطاعَ لَهُ ... مِن كُلِّ رابِيَةٍ مَكْرٌ وتَأوِيلُ والأُيَّلُ كخُلَّبٍ : الماءُ في الرَّحِمِ عن ابنِ سِيدَهْ . أيضاً : بَقِيَّةُ اللَّبَنِ الخاثِرِ قال النابِغةُ الجَعْدِيّ رضي اللّه عنه يهجُو لَيلَى الأَخْيَلِيَّةَ : .
وقد أكلتْ بَقْلاً وَخِيماً نَباتُهُ ... وقد شَرِبَتْ في أوَّلِ الصَّيفِ أُيَّلَا ويُروى : .
" بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها كالآيِلِ على فاعِلٍ وهو اللَّبَنُ الخاثِرُ المُخْتَلِطُ الذي لم يُفْرِط في الخُثُورَةِ وقد خَثُرَ شيئاً صالِحاً وتَغيَّر طعمُه ولا كُلَّ ذلك قاله أبو حاتِم . وقِيلَ : الأُيَّلُ : جَمْعُه كقارِحٍ وقُرَّحٍ . أو هو وِعاؤُه أي اللَّبنُ يَؤُولُ فيه . والآلُ : ما أشْرَفَ مِن البَعِيرِ أيضاً : السَّرابُ عن الأصْمَعِي . أو هو خاصٌّ بما في أوَّلِ النَّهارِ كأنه يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهاها ومنه قولُ النابِغة الجَعْدِيّ : .
حتّى لَحِقْنا بِهِمْ تُعْدَى فَوارِسُنا ... كأنَّنا رَعْنُ قُف يَرفَعُ الآلَا