والجَبَلُ نفسُه لا يُقاتِلُ . قالَ النَّسَّابةُ الأَخبارِيُّ عُبيدُ الله ياقوتٌ C : ووقفتُ على جامِعِ شِعْرِ امرئِ القَيْسِ وقد نصَّ الأَصمَعِيّ على هذا أَنَّ أَجَأً مَوْضِعٌ وهو أحد جَبَلَيْ طَيِّئٍ والآخرُ سَلْمى وإنَّما أَرادَ أَهلَ أَجإٍ كقول الله عزَّ وجلّ " واسْأَلِ القَرْيَةَ " يُريدُ أَهلَ القَريةِ هذا لفظُه بعَيْنِه ثمَّ وَقَفْتُ على نُسخةٍ أُخرى من جامع شِعْره قيل فيها : .
" أَرى أَجَأً لم يُسْلِمِ العامَ جارَهُ ثمَّ قالَ : المعْنى : أَصحابُ الجَبَل لن يُسْلِموا جارَهُمْ . وأَجَأَ الرجُلُ كجَعَلَ : فرَّ وهَرَبَ حكاه ثَعلبٌ عن ابنِ الأَعرابيِّ يقال : إنَّ اسم الجبَلِ مَنقولٌ منه . والأَجاءةُ كَسَحابةِ : لبَدْرِ بنِ عِقالٍ فيه بُيُوتٌ من مَتْنِ الجبلِ ومَنازِلُ في أَعلاه عن نَصْرٍ كذا في المُعجم . قلت : وهو أَبو الفَتْحِ نَصْرُ بن عبد الرحمن الإِسكندَرِيُّ النَّحْوِيُّ .
أ ز أ .
أَزَأَ الغَنَمَ كَمَنعَ أَهمله الجوهريُّ : أَشْبَعَها في مَرْعاها . وأَزَأَ عن الحاجةِ : جَبُنَ ونَكَص أي تَأخَّرَ وقَهْقَر على عَقبِه قاله الفَرَّاءُ .
أ ش أ .
الأَشاءُ كَسَحابٍ كذا صَدَّر به القاضي في المَشارِق وأبو عَلِيٍّ في المَمدود والجوهريُّ والصاغانيُّ وغيرُهم وضَبطه ابنُ التِّلْمِسانيِّ وتَبِعَه الخَفاجي وهو مخالفٌ للرِّواية : صِغارُ النَّخْلِ كذا قاله القَزَّازُ في جامع اللُّغَة وقيل : النَّخْلُ عامَّةً : نقله ابن سيدَه في المُحكم والواحدة بهاءٍ قالَ الإمام أبو القاسمِ عليُّ بنُ جعفرِ بن عليٍّ السعديُّ ابنُ القَطَّاعِ إن هَمزَتَه أصْلِيَّةٌ وذلك عند سيبَويْه . وقال نصرُ بن حمَّاد : همزة الأشاءة منقلِبة عن الياءِ لأن تصغيرها أُشَيٌّ ولو كانت مهموزةً لكان تَصغيرها أُشَيْئاً . قلت : وقد ردَّه ابن جِنِّي وأَعظَمه وقال : ليس في الكلام كلمةٌ فاؤُها ولامها همزتانِ ولا عَيْنها ولامُها همزتان بل قد جاءَت أَسماءٌ محصورةٌ فوقعت الهمزة منها فاءً ولاماً وهي آءةٌ وأَجاءةٌ فهذا أي المهموز موضعُه أي موضِع ذِكره لا كما توهَّمه الجوهريّ والقزَّاز صرَّح بأَنه واوِيٌّ ويائيٌّ وفي المحكم أَنَّه يائِيٌّ والمصنِّف في ردِّه على الجوهريِّ تابعٌ لابن جِنِّي كما عرفت وفي المعجم نقلاً عن أبي بكرٍ محمد بن السَّرِيِّ : فأمَّا ما ذهب إليه سيبَويهِ من أنَّ أَلاءة وأَشاءة ممَّا لامه همزةٌ فالقول عندي أنَّه عَدَل بهما عن أن يكونا من الياءِ كعَباءة وصَلاءة وعَظاءة لأنه وجدَهم يقولون : عَباءة وعَبايَة وصَلاءة وصَلايَة وعَظاءة وعَظايَة فيهنَّ على أنَّها بدَلٌ من الياءِ التي ظهرتْ فيهنَّ لاماً ولمَّا لم يَسمعهم يقولون أَشايَةً ولا أَلايَة ورفضوا فيهما الياءَ البتَّةَ دلَّه ذلك على أَنَّ الهمزة فيهما لامٌ أصلِيَّة غير مُنْقلبة عن واو ولا ياءٍ ولو كانت الهمزة فيهما بَدَلاً لكانوا خُلَقاءَ أَن يُظْهِروا ما هو بَدَلٌ منه ليستدِلُّوا بها عليها كما فعلوا ذلك في عَباءة وأُخْتَيْها وليس في أَلاءةٍ وأَشاءة من الاشتقاقِ من الياء ما في أَباءةٍ من كونها في معنى أبَيْتُ فلهذا جازَ لأبي بكرٍ أَن يَزعم إنَّ همزَتَها من الياءِ وإذا لم يَنطِقوا فيها بالياءِ انتهى . ومن سَجَعَاتِ الأَساس : ليس الإِبلُ كالشَّاءِ ولا العِيدانُ كالأَشاءِ . ومما يستدرك عليه : الأَشاءة : موضع قالَ ياقوت : أَظنه باليمانة أَو ببطنِ الرُّمَّة قالَ زياد بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ : .
عنِ الأَشاءةِ هَلْ زالَتْ مَخارِمُها ... أَمْ هَلْ تَغَيَّرَ من أَرَامِها إِرَمُ