وقال المُصَنِّفُ في البَصائِرِ والأَصْبَهانِيُّ في المُفْرَداتِ : وقيل : إِنَّ مكة مأَخوذة من المُكاكَةِ وهي اللّبُّ والمُخُّ الذي في وَسَطِ العَظْمِ سمِّيَتْ بها لأنَّها وَسَطُ الدُّنْيا ولُبُّها وخالِصُها هكذا قالَهُ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ فصارَت الأَوْجُهُ سِتَّةً .
م ل ك .
مَلَكَه يَمْلِكُه مَلْكًا مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَسر وزادَ ابنُ سِيدَه الضَّمَّ والفَتْح عن الَلِّحْياني ومَلَكَةً مُحَرَكَةً عن اللِّحْيانيِّ وممَلكَةً بضم اللامِ أَو يُثَلَّثُ كسرُ اللامِ عن ابنِ الأَعْرابِي وهي نادِرَةٌ ؛ لأن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلّما يكونانِ مَصْدَرًا : احْتَواهُ قادِرًا عَلَى الاسْتِبدادِ بهِ كما في المُحْكَمِ وقال الرّاغِبُ : المُلْك : هو التَّصَرُّفُ بالأَمْرِ والنَّهي في الجُمْهُورِ وذلِكَ يَخْتَصُّ بسِياسَةِ الناطِقِينَ ولِهذا يُقال : مالِكُ النّاس ولا يُقال : مالِكُ الأَشْياءِ وقولُه عَزّ وجَلَّ : " مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " فتَقْدِيرُه المالِك في يَوْمِ الدِّينِ وذلِكَ لقولِه عَزّ وجَلّ : " لِمَنِ المُلْك اليَوْمَ " والمُلْكُ ضَربان : مُلْكٌ هو التَّمَلّكُ والتَّوَلِّي ومُلْكٌ هو القُوَّةُ على ذلِكَ تَوَلَّى أَو لَمْ يَتَوَلَّ فمِنَ الأَوَّلِ قولُه عَزَّ وجَلَّ : " إنَّ المُلُوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفْسَدُوها " . ومن الثّانِي قولُه عَزَّ وجَلَّ : " إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكًا " فجعَلَ النُّبُوَّةَ مَخْصُوصةً والمُلْكَ فِيهم عامًّا فإِنَّ مَعْنَى الملْكِ هُنا هو القَوَّةُ التي يُتَرَشَّحُ بها للسِّياسَةِ لا أَنّه جعلَهُم كُلَّهُم مُتَوَلِّينَ للأَمْرِ فذلك مُنافٍ للحِكْمَةِ كما قِيلَ : لا خَيرَ في كَثْرَةِ الرّؤَساءِ .
ومالَهُ مِلْكٌ مُثَلَّثاً ويحَرَّكُ وبَضَمَّتَيْنِ كل ذلِكَ عن اللِّحْيانِي ما عَدَا التَّحْرِيكَ أي : شَيءٌ يَملِكُهُ وقالَ اللّيثُ : وقولُهم : ما في مِلْكِه شَيءٌ ومَلْكِه شَيءٌ : أي لا يَمْلِكُ شَيئًا وفيه لُغَةٌ ثالِثَةٌ ما في مَلَكَتِه شَيءٌ بالتَّحْرِيكِ عن ابنِ الأَعْرابِي هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِي وحَكَى اللِّحْيانِي عن الكِسائي : ارْحَمُوا هذا الشَّيخَ الذي لَبسَ له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي : لَيسَ له شَيءٌ بهذا فَسَّرَه اللِّحْيانِي قال ابنُ سِيدَه : وهو خَطَأٌ وحَكَاه الأزْهَرِيُّ أَيضًا وقال : ليسَ لَه شَيءٌ يَملِكُه .
وأَمْلَكَه الشيء ومَلَّكَه إِيّاه تَمْلِيكًا بمَعْنًى واحد أي : جَعَلَه مِلْكًا له يَمْلِكُه .
ويُقال : لِي في هذا الوادِي مِلْكٌ مُثَلَّثًا ويُحَرَكُ أي : مرعًى ومَشْرَب ومالٌ وغيرُ ذلك مما يَمْلِكُهُ .
أَو هي البِئْرُ يَحْفِرُها ويَنْفَرِدُ بها وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرابِي بصورَةِ النَّفي .
وقالُوا : الماءُ مَلَكُ أَمْرٍ مُحَرَّكَةً أي : يَقُومُ به الأمْرُ لأَنَّهُمِ أي القَوْمَ إٍذا كانَ مَعَهُم ماءٌ مَلَكُوا أمْرَهم قال أبو وَجْزَةَ السَّعْدِي : .
لم يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إِلا صَلاصِلُ لا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ أي يُقْسَمُ بينَهُم بالسَّويَّةِ لا يُؤْثَرُ به أَحَدٌ وقال الأُمَوِيُّ : من أَمْثالِهِمْ الماءُ مَلَك أَمْره أي : على لَفْظِ الماضِي أي إِنّ الماءَ مِلاكُ الأَشْياءِ يُضْرَبُ للشَّيءِ الذي بهِ كَمالُ الأَمْرِ . قلتُ : ويُروَى أَيْضًا الماءُ مَلَكُ الأَمْر ومَلَكُ أَمْري فهي أَرْبَعُ روايات ذكر المُصَنِّفُ واحِدَةً وأَغفل عن الباقِينَ .
وقال ثَعْلَبٌ : يُقالُ : لَيسَ لَهُم مِلْكٌ مُثَلَّثًا : إِذا لم يَكُنْ لهم ماءٌ والجَمْعُ مُلُوكٌ قال ابن بُزُرْجَ : مِياهُنا مُلُوكُنا وماتَ فُلانٌ عن مُلُوك كَثِيرَةٍ وقال ابنُ الأَعْرابِي : مالَهُ مِلْكٌ بالتَّثْلِيثِ ويُحَرّك : يُرِيدُ بِئْرًا وماءً أي مالَه ماءٌ . ومَلَكَنا الماءُ أي : أَرْوانَا فقَوِينا على أَمْرِنا عن ثَعْلَبٍ