فَكَّ الخَتْمَ : فَضَّه . والتَّفْكِيكُ : الفَصْلُ بين المُشْتَبِكَيْن نقله اللّيثُ . وانْفَكَّت رَقَبتُه من الرِّقِّ : خَلَصَتْ . وفَكَكْتُ الصَّبيَ : جَعْلتُ الدَّواءَ في فِيهِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . ورجل فَكَّاكٌ هَكّاكٌ : لا يُلائمُ بين كَلِماتِه ومَعانِيه لحُمْقِه وهو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والحُصَيبِيُ . وأَفَكَّ الظَّبي من الحِبالَةِ : إِذا وَقَعَ ثم انْفَلَت كأَفْسَحَ . ورجل أَفَكُّ : مَكْسُورُ الفَكِّ . وما انْفَكَّ فلانٌ قائِمًا : أي ما زال قائِمًا قال الفَرّاءُ : إِذا كانَ الانْفِكاكُ على جِهَةِ يَزالُ فلا بُدَّ لَها من فِعْل وأَنْ يَكُونَ مَعْناها جَحْدًا فتَقُولُ : ما انْفَكَكْتُ أَذْكُرُكَ تُرِيد ما زِلْتُ أَذْكُرُكَ وإِذا كانَتْ على غيرِ جِهَةِ يَزالُ قلتَ : قد انْفَككْتُ مِنْكَ وانْفَكَّ الشيء من الشيء فيَكُونُ بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل قال ذُو الرّمَّةِ : .
قلائِصُ لا تَنْفَكُّ إِلاّ مُناخَةً ... على الخسَفِ أَو نَرمِي بِها بَلَدًا قَفْرَا فلم يدخل فيها إِلا إِلا وهو يَنْوِي بِه التَّمامَ وخِلافَ يَزالُ لأَنّكَ لا تقولُ : ما زِلتُ إِلاّ قائَمًا وأَنْشَدَ الجَوْهريّ هذا البيت حَراجِيجُ ما تَنْفَكُّ وقالَ يُريدِ ما تَنْفَكّ مُناخَة فزادَ إِلاّ قال ابنُ بَرِّيّ : الصوابُ أَن يَكُونَ خَبَرُ تَنْفَكُّ قوله على الخَسفِ وتَكُونَ إِلاَّ مُناخَةً نَصْبًا على الحالِ تَقْدِيرُه : ما تَنْفَكُّ على الخَسفِ والإِهانَةِ إِلاّ في حالِ الإِناخَةِ فإِنّها تَستَرِيحُ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُه تعالى : " مُنْفكينَ " ليسَ من بابِ ما انْفكَّ وما زالَ إِنَّما هو من انْفِكاكِ الشَّيءِ من الشَّيءِ : إِذا انْفَصَلَ عنه وفارَقَه كما فَسَّرَه ابنُ عَرَفَةَ واللّه أَعلمُ ورَوَى ثَعْلْبٌ عن ابنِ الأَعْرابي : يُقال : فُكَّ فُلانٌ أي : خُلِّصَ وأرِيحَ من الشَّيءِ ومنه قولُه تَعالى : " مُنْفَكينَ " قال : مَعْناهُ لم يَكُونُوا مُستَرِيحِينَ حتَّى جاءَهُم البَيانُ " فَلَمّا جَاءَهم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِه " وقال الزَّجّاج : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُنْفكَينَ عن كُفْرِهِم أي مُنْتَهيِنَ وهو قولُ مُجاهِدٍ وقال الأَخْفَشُ : مُنْفَكِّينَ : زائِلينَ عن كُفْرهِم وقال نِفْطَوَيْه : المَعْنَى : لم يَكُونُوا مُفارِقِينَ الدّنْيَا حتى أَتَتْهُم البَيِّنَةُ وقال الرّاغِبُ : أي لم يَكُونُوا مُتَفَرِّقِينَ بل كانُوا كُلُّهُم على الضَّلالةِ . وعَبدُ الكَرِيمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الفَكُّون : مُحَدِّثٌ لَقِيَه شَيخُ مَشايِخِنا أَبو سالَمٍ العَيّاشِي وذَكَرَه في رِحْلَتِه أَخَذَ عن يَحْيَى بنِ سُلَيمانَ الأوراسِي عن طاهِرِ بنِ زَيّان الزَّواوِيّ عن زَرُوقٍ .
ف ل ك .
الفَلَكُ مُحَرَكَةً : مَدارُ النّجُومِ ويَقُولُ المُنَجِّمُونَ : إِنّه سَبعَةُ أَطْواقٍ دُونَ السّماءِ قد رُكِّبَتْ فِيها النّجُومُ السَّبعَةُ في كُلِّ طَوْقٍ منها نَجْمٌ وبَعْضها أَرْفَعُ من بَعض يَدُورُ فِيها بإِذْن اللّه تَعالَى وقال الزَّجّاج في قَوْلِه تَعالَى : " كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحُونَ " لكُلِّ واحد منها فَلَكٌ أَفْلاكٌ وفُلُكٌ بضَمَّتَين ويَجُوزُ أَن يُجْمَعَ على فُلْك بالضّمِّ كأَسَد وأسْد وخَشَب وخُشْب . والفَلَكُ من كُلِّ شَيءٍ : مُستَدارُه ومُعْظَمُه . والفَلَكُ : مَوْجُ البَحْر المُضْطَرِب المُستَدِيرُ المُتَرَدِّدُ وفي حَدِيثِ عَبدِ اللَّهِ ابنِ مَسعُودٍ رضي اللّه تَعالَى عنه : أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَجُلاً وهو جالِسٌ عِنْدَه فقَالَ : إِنّي تَرَكْتُ فَرَسَكَ كأَنَّه يَدُورُ في فَلَك قال أَبو عبَيد : فيه قَوْلان : فأَمّا الذي تَعْرفُه العامَّةُ فإِنّه شَبَّهَه بفَلَكِ السَّماءِ الّذِي يَدُورُ عليه النُّجُومُ وهو الذي يُقالُ له القُطْبُ شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى قالَ : وقالَ بعضُ العَرَبِ : الفَلَكُ هو المَوجُ إِذا ماجَ في البَحْرِ فاضْطَرَبَ وجاءَ وذهَب فشَبَّه الفَرَسَ في اضْطِرابِه بذلِكَ وإِنّما كانَتْ عَينًا أَصابَتْه قالَ : وهو الصَّحِيحُ