أبو إِسْماعِيلَ محمَّدُ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ مُسلِمِ بنِ أبي فُدَيْكٍ واسمُ أبي فُدَيْك دِينار من ثِقاتِ أَصْحاح الحَدِيثِ نقَلَه الصّاغاني . قلتُ : وهو مَدَنيٌ مَشْهور وقد تَكَلَّم فيهِ ابنُ سَعْدٍ . وفُدَيْكٌ : أَبُو بَشِير الزَّبيدِيُّ له صُحبَةٌ حِجازِيٌّ روى عنه حَفِيدُه . وفُدَيْكُ بنُ عَمْرو : والِدُ حَبِيب لهما صُحْبَةٌ .
ف ذ ل ك .
فَذْلَكَ حِسابَه فَذْلَكَةً أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ وقال الصّاغاني : أي أَنْهاهُ وفَرَغَ منه قالَ : وهي كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِه أي : الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه : فذلِكَ كذا وكَذَا عدَداً وكَذا وِكَذا قَفِيزاً وهي مِثْلُ قولِهم : فَهْرَسَ الأبْوابَ فَهْرَسَةً إِلا أَنَّ فَذْلَكَ ضارِبٌ بعِرق في العَرَبيَّة وفَهْرَسَ مُعَرَّبٌ . إِذا عَلِمْتَ ذلك فاعْلَم أَنَّ تَعَقُّبَ الخَفاجِيِّ على المُصَنّفِ في غَيرِ مَحَلّهِ على ما نَقَلَه شَيخُنا قال في العِنايَةِ - أَثْناءَ فصِّلَت : الفَذْلَكَة : جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ . وقولُ القامُوس : فذْلَكَ حِسابَه : أَنْهاهُ لا يُعْتَمَد عليه ؛ لمُخالَفَتِه للاستِعْمال في كلامِ الثِّقاتِ كما لا يَخْفي على مَنْ له إِلْمام بالعَرَبيَّةِ والآدابِ . قال : مع أَنَّ مُرادَه ما ذَكَرناه لكن في تَعْبِير نوعُ قُصورٍ قال شيخُنا : قلت : رُّبما دَل على خِلافِ المُرادِ كما يَظْهَر بالتأَمُّلِ . قلتُ : والأَمْر كما ذَكَرَه شيخُنا وليسَ على تَعبير المُصَنّفِ غُبارٌ وهو بعيِنه نَصُّ الصّاغانيِّ الذي اسْتَدْرَكَ هذه الكلمةَ على الجَماعةِ ومن أَتَى بَعْدَه فإنّه أَخَذَها عنه بَلْ قَوْلُ الخَفاجِيِّ : الفَذْلكًةُ : جُمْلَةُ عَدَد قد فُصِّلَ تعبيرٌ آخَر أَحْدَثَه المُوَلَّدُون فتأَمّل ذلك وأَنْصِفْ واللَّهُ أَعلَمُ .
ف ر ك .
فَرَكَ الثَّوْبَ والسُّنْبُلَ بيَدِه فَركًا : دَلَكَه وأَصْلُ الفَركِ : دَلْكُ الشّيءِ حتّى يَتَقَلَّعَ قِشْرُه عن لُبِّه كالجَوْزِ قالَه اللّيثُ فانْفَرَكَ . والفِركُ بالكَسرِ ويُفْتَحُ : البِغْضَةُ عامَّة قال رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمارًا وأُتُنَه : .
" فعَفَّ عن أَسْرارِها بَعْدَ العَسَقْ .
" ولم يضِعْها بَيْنَ فَركٍ وعَشَقْ كالفُرُوكِ بالضَّمِّ والفُرُكّانُ بضَمَّتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الكافِ وهذه عن السِّيرافي ويُروَى بكَسرتَيْنِ مع التَّشْدِيد أَو خاصٌّ ببِغْضَةِ الزَّوْجَيْنِ أي بُغْضِ الرَّجُلِ امْرَأَتَه أَو بُغْضِها إِيّاه وهو أَشْهَرُ وقد فَرِكَها وفَرِكَتْه كسَمِعَ فِيهِما وكنَصَرَ وهذه عن اللِّحْيانِيِّ شاذٌّ فِركًا بالكسرِ وفَركًا بالفَتْح وفُرُوكًا بالضمِّ . وفي اللِّسانِ : وحَكَى اللِّحْيانيُ فَرَكَتْهُ تَفْرُكُه فرُوكًا وليس بمَعْرُوفٍ . فهي فارِكٌ وفَرُوكٌ قال القُطامِيُّ : .
لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ ولا المُستَعْبِراتُ الصَّلائِفُ وفي حَدِيثِ ابنِ مسعُودٍ : إِنَّ الحُبَّ مِنَ اللَّهِ والفَركَ من الشَّيطانِ قال أَبُو عُبَيد : الفَركُ : أَنْ تُبغِضَ المرأَة زَوْجَها وهو حَرفٌ مخْصُوصٌ به المَرأَة والزَّوْجُ ولم أَسْمَعْه في غيرِهِما وقال ابنُ الأَعرابِي : أَوْلادُ الفِركِ فيهم نَجابَةٌ ؛ لأَنَّهم أَشْبَهُ بآبائِهم وذلك إِذا واقَعَ امْرَأَتَه وهي فارِكٌ لم يُشْبِهْها وَلَدُه منها وِإذا أَبْغَضَ الزَّوْجُ المَرأَةَ قِيلَ : أَصْلَفَها وصَلِفَتْ عِنْدَه والجَمْعُ الفَوارِكُ قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلاً : .
إِذا اللَّيلُ عن نَشز تَجَلّى رَمَينَه ... بأَمثالِ أَبْصارِ النِّساءِ الفَوارِكِ شَبَّهَها بالنِّساءِ الفَوارِكِ لأَنَّهُنّ يَطْمَحْنَ إِلى الرِّجالِ ولَسنَ بقاصِرات الطَّرفِ عَلَى الأَزْواج يَقُول : فهذه الإبِلُ تُصْبِحُ وقد سَرَتْ لَيلَها كُلَّه فكُلًّما أَشْرَف لَهُنّ نَشْزٌ رَمَينَه بأَبْصارِهِنَّ من النَّشاطِ والقُوَّةِ على السّيرِ . ورَجُلٌ مُفَرَّكٌ كمُعَظَّم : تُبغِضُه النِّساءُ وكانَ امْرُؤُ القَيْسِ مُفَرَّكاً . وامرأَةٌ مُفَرَّكَة كمُعَظَّمَة : يبغِضُها الرِّجالُ أَنْشَد ابنُ الأَعْرابي :