السُّكْرُكَةُ بالضّمِّ أَهمَلَه الجوهري والصّاغانيُ وظاهِر سِياقِه أَنّه مِثْلُ نُمرقَةٍ وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بضَمِّ السينِ والكافِ وسُكُونِ الرّاءِ وهو شَرابُ الذُّرَةِ يُسكِرُ وهو خَمْرُ الحَبَشَةِ وذكره أَيضًا أَبو عُبَيدٍ في كِتابِه وهي لَفْظَةٌ حَبَشِيَّة وقد عُربتَ وقيل : السُّقُرقعُ كما مَرّ في حرفِ العَيْنِ وفي الحَدِيثِ : أَنَّه سُئلَ عن الغُبَيراءِ فقالَ : لا خَيرَ فيها وَنَهي عَنْها قال مالِكٌ : فسَألْتُ زَيْدَ بنَ أسْلَمَ : ما الغُبيراءُ ؟ فقال : هي السكُركَةُ .
س ل ك .
سَلَكَ المَكانَ والطَّرِيقَ يسلُكُهُما سَلْكًا بالفَتْحِ وسُلُوكًا كقُعُود وسَلَكَه غَيرَهُ وفِيهِ . وأَسْلَكَه إِيّاهُ وفِيهِ وعَلَيهِ لُغَتان ومن الأَوّلِ قولُه تَعالَى : " كَذلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ المُجْرِمِينَ " وقولُه تعالَى : " فَسَلَكَه يَنابِيعَ في الأَرْضِ " وقالَ عَدِيّ بنُ زَيْد : .
وكُنْتُ لِزازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَردْ ... وهُم سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ ومن الثّانِيَةِ قولُ ساعِدَةَ بنِ العَجْلانِ : .
وهُم مَنَعُوا الطَّرِيقَ وأَسْلَكُوهُم ... على شَمّاءَ مَهْواها بَعِيدُ قالَ أَبو عُبَيدٍ عن أَصحابه : سَلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمَعْنىً واحدٍ . وقال ابنُ الأَعْرابِي : سَلَكْتُ الطَّرِيقَ وسَلَكْتُه غَيرِي قالَ ويَجُوزُ : أَسْلَكْتُه غَيرِي . وسَلَكَ يَدَهُ في الجَيبِ والسِّقاءِ ونَحوِهِما وأَسْلَكَها : أَدْخَلَها فِيه . والسِّلْكَةُ بالكَسرِ : الخَيطُ الذي يُخاطُ بهِ الثّوْب سِلْكٌ بحذفِ الهاءِ جمع الجَمْعِ أَسْلاكٌ وسُلُوكٌ .
والسُّلْكَى بالضَّمِّ : الطَّعْنَةُ المُستَقِيمَةُ تِلْقاءَ الوَجْهِ قال امْرُؤُ القَيسِ : .
نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً ... كَرَّكَ لأمَيْنِ على نابِلِ ويروَى كَرَّ كَلامَيْنِ كما في الصِّحاحِ ورَوَى أَبو حاتِم لَفْتَكَ لأْمَينِ وقرأَتُ في كِتابِ لَيسَ لابْنِ خالَوَيْه : قَرَأتُ بخَطَ أبي حَنِيفَةَ عن اللَّيثِ قال : حَدَّثَني أبي : سَألْتُ رُؤْبَةَ بنَ العَجّاجِ عن قَوْلِ امْرئَ القَيسِ المَذْكُور فقالَ : حَدَّثَني أبي عن أَبِيهِ عن عَمَّتِه وكانَت في بني دارِمٍ قالَتْ : سأَلْنَا امْرَأَ القَيسِ عن هذا البيتِ فقال : مَرَرْتُ ببابِلَ برَجُلٍ يَبرِي السِّهامَ ويَرِيش وصاحِبُه يُناوِلُه لُؤامًا وظُهارًا فما رَأيت قَطُّ شَيئًا أَحْسَنَ منه فشَبَّهْتُ الطَّعْنَ بذلك فلذلِكَ قال أبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : ما حَدَّثَناه ابنُ دُرَيْدٍ عن أبي حاتِمٍ عن الأَصْمَعِي : قال سئلَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ عن قَوْل امرئَ القَيسِ هذا فقال : ذَهَبَ من كانَ يُحْسِنُ تَفْسِيرَ هذا البَيتِ منذُ ثَلاثِينَ سَنَةً يجوزُ أَن يَكُونَ أَرادَ ما فَسَّرَه رُؤْبَةُ عن آبائِه قال ابنُ دُرَيْدٍ : وقد فَسَّرَه غيرُه فقال : من قَالَ : لَفْتَكَ لأْمَينِ أَرادَ الرِّيش الظُّهارَ واللُّؤَامَ ومن روى كَرَّكلامَيْنِ فقال : يُرِيدُ ارْمِ ارْمِ يُكَررُ الكَلامَ عليه وقال أَبو عُبَيدَةَ : سَأَلْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ عنه فقال : قد سَأَلْتُ عنه العَرَبَ فلم أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُه هو من الكَلامِ الدّارِسِ وانْظُر بَقِيَّتَه في كِتابِ لَيس فإِنّه نَفِيسٌ . والسّلْكَى : الأَمْرُ المُستَقِيمُ يُقال : الرَّأي مَخْلُوجَةٌ ولَيس بسُلْكَى أي ليسَ بمُستَقِيمٍ وأَمْرُهُم سُلْكَى : على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ نقله ابنُ السِّكِّيتِ . والسُّلَكُ كصُرَدٍ : فَرِخُ القَطا أَو فَرخُ الحَجَلِ وهي سُلَكةٌ كصُرَدَةٍ وسِلْكانَةٌ بالكَسر وهي قَلِيلَةٌ سِلْكانٌ بالكسر كصُرَدٍ وصردانٍ وأنشَدَ اللّيثُ : .
" تَضِلُّ به الكُدْرُ سِلْكانَها