الزَّيَكَانُ مُحَرَّكَةً أَهمله الجوهري وفي اللِّسانِ والمُحِيطِ والعُباب : هو التَّبَخْتُرُ والاخْتِيالُ يُقال : مَرَّ يَزِيكُ في مِشْيَتِه ويَحِيكُ : أي يَمِيسُ ويَتَبَخْتَرُ . وزَيْكُونُ بَنَسَفَ نقَلَه الصّاغاني وضَبَطَه غَيرُه بالكسرِ .
فصل السين المهملة مع الكاف .
س ب ك .
سَبَكَه يَسبِكُه سَبكاً : أَذابَهُ وأَفْرَغَه في القالَبِ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ وغيرِهِما من الذّائب وهو من حَدِّ ضَرَبَ كما هو للفارابي ومثلُه في الجَمْهَرَةِ بخطِّ أبي سَهْل الهَرَوِيِّ يسبِكُه هكذا بالكَسرِ وبخَطِّ الأرْزَني بالضّم ضَبطاً مُحَقَّقاً : كسَبَّكَه تَسبِيكاً . والسَّبِيكَةُ كسَفِينَة : القِطْعَةُ المُذَوَّبَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّهّ إِذا اسْتَطالَتْ . وقال اللّيثُ : السّبكُ : تَسبِيكُ السَّبِيكَةِ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ يُذابُ ويُفْرَغُ في مسبَكَةٍ من حَدِيدٍ كأَنَّها شِقّ قَّصَبَةٍ والجمعُ : السَّبائِكُ . وسَبِيكَةُ : عَلَم جارِيَةٍ . وسُبك الضَّحّاكِ بالضَّمّ بمِصْرَ من أَعْمالِ المَنُوفِيَّة وهي المَعْرُوفَةُ الآنَ بسبكِ الثُّلاثاءِ وقد دَخَلْتُها وبتُّ بها لَيلَتيْنِ . وسُبكُ العَبيدِ : قريةٌ أُخْرَى بِها من المَنُوفيَّةِ أَيضاً وقد دَخَلْتُها مِراراً عَدِيدة وهي تُعْرَفُ الآنَ بسُبكِ الأَحَد وبسُبكِ العُوَيْضات مِنْها شَيخُنا تَقِيُ الدِّينِ عَلي بنُ عَبدِ الكافي بنِ عَلِي بن تَمّامٍ قاضِي القضاةِ أَبُو الحَسَن السّبكِيُ شافِعِي الزَّمانِ وحُجَّةُ الأَوانِ وُلِدَ سنة 683 قال الحافِظُ قالَ الذهبي : كَتَبَ عَني وكَتبتُ عنه . قلتُ : وقد ترجَمَه الذهبي في مُعْجَمِ شُيُوخِه وأَثْنَى عليهِ وسَرَدَ شُيُوخَه توَلَّى قَضاءَ قُضاةِ الشّامِ بعدَ الجَلالِ القَزْوِينِيِّ بإِلْزامٍ مِن المَلكِ النّاصِرِ مُحَمَّدِ بنِ قَلاوُونَ بعد إِباءٍ شَديد فسارَ سِيرَةً مَرضِيَّةً وحَدَّثَ وأَفادَ وتُوفي بمِصرَ في ليلةِ الاثْنَيْنِ ثالِث جُمادَى الآخرةِ سنة 756 ودُفِنَ بباب النَّصْرِ . قالَ الحافِظُ : وأَبُوه عَبدُ الكافي سَمِعَ من ابنِ خَطِيبِ المِزَّةِ وولى قَضَاءَ الشَّرقِيَّةِ والغَربيَّةِ وحَدَّثَ مات سنة 735 . قلتُ : وأَوْلادُه وآلُ بَيتهم مَشهورُونَ بالفَضْلِ يَنْتَسِبُون إِلى الأَنْصارِ ووَلَدُه تاجُ الدِّينِ عَبدُ الوَهَّابِ صاحب جَمْعِ الجَوامِع ولد سنة 729 وتُوفي سنة 771 عن أرْبَعينَ سَنَةً . وأَخواه : الجَلالُ حُسَيْنٌ والبَهاءُ أَبو حامِد أَحْمَدُ : دَرَّسا في حياةِ أَبيهِما وولدُ الأَخِيرِ تَقي الدِّينِ أَبو حاتِم وابنُ عَمِّهم أَبُو البَركاتِ محَمَّدُ بنُ مالًكِ بن أَنَسِ بن عبدِ المَلِكِ بن عَلِي بنِ تَمَّامٍ السّبكِيُ وحَفِيدُه التَّقي مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بن مُحَمَّدٍ هذا وُلِدَ سنة 822 : مُحَدِّثُون . ومن عَشِيرَتِهم قاضي القُضاةِ شرَفُ الدِّينِ عُمَرُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ صالِحٍ السُّبكِيُ المالِكِيُ سمِعَ ابنَ المُفَضَّلِ ومات سنة 669 .
ومما يُستَدْرَكُ عليه : انْسَبَكَ التِّبرُ : ذابَ . وتبرٌ سَبِيكٌ ومَسبُوكٌ . والسِّبائِكُ : الرّقاقُ سُميَ به لأَنّه اتُّخِذَ من خالِصِ الدَّقِيقِ فكأَنَّه سُبِكَ منه ونُخِلَ ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ : لوُ شئْتُ لملأت الرِّحابَ صَلائِق وسَبائِك . والمَسبَكةُ : ما يُفْرَغ فيه الذَّهَبُ ونحوُه للإِذابَةِ والجمعُ مَسابِك . ومن المَجاز : كلامٌ لا يَثْبُتُ علَى السبكِ . وهو سَبَّاكٌ للكَلامِ . وفلانٌ سَبَكَتْه التَّجارِبُ . وأَرادَ أَعْرابِيٌ رُقيَ جَبَلٍ صَعْبٍ فقالَ : أي سَبِيكَة هذا ؟ فسَمّاه سبِيكَةً لامِّلاسِه كما في الأَساس