قلتُ : وكأنها مُستعارَةٌ من البوائِكِ للسِّمانِ من النُّوقِ ومنه أيضاً تَسمِيَةُ بوائِكِ البَيتِ لأَعْمِدَتِها الضَّخْمَة وهي ولو كانَتْ عامِّيةً موَّلدَة غير أَنَّ لها وَجْهاً في الاشْتِقاق صحيحاً . والبَوكُ : إِدْخالُ القِدْحِ في النَّصْلِ . ويُقالُ : لقيته أَوَّلَ بائِكٍ وأَوَّلَ بائِكَةٍ : أي أَوّلَ شيءٍ . والبَوْكُ : النَّقْشُ والحَفْرُ في الشّيءِ نقَلَه السُّهَيلِي في الرَوْضِ . وباكَهُ بَوكاً : خالَطَه وزاحَمَه عن ابنِ عَبّاد . قال : والبُوكَةُ بالضمِّ : الظَّرِيفُ المُحْتالُ ذُو الهَيَئة . قلت : والبَوْكُ : المَسِيرُ في أَولِّ النَّهارِ لغةٌ يمانِيَةٌ ولها وَجْهٌ في الاشْتِقاقِ صَحِيحٌ . وبائِك : جَد القاضِي شَمْسِ الذينِ بنِ خِلِّكان ضَبَطَه مَنْصُورُ بنُ مُسلمٍ هكذا وسيأْتِي في خ ل ك . وأَحْمَق بائِكٌ تائِكٌ مثلُ باك تاك .
فصل التاءِ مع الكاف .
ت ب ك .
تَبُوك ؛ لأَنَّ الأَزْهَرِيَّ قد نَقَل عن بعضٍ أَصالَةَ التّاءِ كما سَبَق فيَنْبَغي أَنْ يُشِيرَ إِليهِ كما فَعَل في تِبراك مع أَنّه ذَكَرَه في برك ويُقَوّي هذا القول ما سَمِعْت من عامَّةِ أَهْلِ الشّامِ يَنْطِقُونَ به بضَمِّ الأَوَّل ولذا ذَكَره الصاغانِيُ وصاحب اللِّسانِ هنا مرّةً ثانِيَةً .
ومما يُستَدْركُ عليه : تَنْبُوكُ : شِعبٌ قال رُؤْبةُ : .
" أَسْرَى وقَتْلَى في غُثاءِ المُغْتَثي .
" بشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ قال الصّاغانيُ : فإِنْ كانَ وَزْنُه فُنْعُولا فهذا مَحَلُّ ذِكْره . قلتُ : ويُقال : فُلانٌ في تَنْبُوكِ عِزِّه أي : غايَة ما بَلَغ من عِزِّه سَمِعْتُها من عَرَبِ الحجازِ . وتَنْبُوك أيضاً : قريَةٌ بنواحِي عُكْبَراءَ من العِراقِ وإِليها نُسِبَ أَبُو القاسِمِ نَصْرُ بنُ علي التَّنْبُوكِيُّ العُكْبَرِيّ .
ت ب ذ ك .
تَبُوذَكُ بضَمِّ المُوَحَّدةِ بعدَ المُثناة الفَوْقِيّة المَفْتُوحَة وضَبَطَها عبدُ القادِرِ بنُ رَسْلان في أَسماءِ رِجالِ البُخارِيّ بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَةِ وفتحِ الذّالِ المُعْجَمة وقد أَهْمَلَه الجَوْهرِيّ والصاغاني وصاحب اللِّسانِ وهو : هكذا ذَكَرُوه ولم يُعَيَّن . وأَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بنُ إِسْماعِيلَ المِنْقَرِيُّ البَصْرِيُّ الحافِظُ رَوَى عن إِبْراهِيمَ بنِ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاص المَدنيِّ وشُعْبَةَ وحمّادِ بنِ سَلَمَةَ وأَبانَ العَطّارِ وعنه البُخارِيُّ في صَحِيحِه وأَبو حاتِمِ وأَبُو زُرَعة مات سنة 223 قال ابنُ رَسْلان : ووَقَع في بعضِ نُسَخِ الصَّحِيح التنوخِيُّ بدلَ التَّبُوذَكِي قال الغَسّاني : وهو خَطَأٌ وقال الكِرماني : هو سَهْوٌ من قَلَمِ الناسِخِ وِإنّما قِيلَ له : التَّبُوذَكِيُ ؛ لأنَّ قَوماً من أَهْلِ تَبُوذَك ذلك الموضِعِ الذي ذَكَره نَزَلُوا في داره أَو نَزَلَ دارَ قَوْمٍ من أَهْلِ تَبُوذَك أَو لأنَّه اشْتَرَى داراً بِها قاله أَبو حاتِم وأَنّثَ الضّميرَ بنِيَّةِ القَريةِ . أَو التَّبُوذَكِيُ : من يَبِيِعُ ما في بَطُونِ الدَّجاجِ من القَلْبِ والكبِدِ والقانِصَةِ قالَهُ أَبو ناصرٍ ونقله عنه ابنُ الأثِيرِ .
ومما يُستدرَكُ عليه : تبادكان : قَريَةٌ من أَعْمالِ مشهد خُراسانَ والدّالُ مُهملةٌ منها شَمْسُ الدّينِ مُحَمّدُ بنُ محمّدٍ التبادكانِي الشافِعِيُّ شارِحُ مَنازِلِ السائِرينَ أَخَذ عن الزَّيْنِ الخاني . والنِّظامُ عبدُ الحَقِّ التّبادكانِيُ وعنهُ العَلاءُ بنُ العَفِيفِ الإِيجِيُّ مات بعدَ سنة خمسٍ وسبعِينَ وثَمانِمِائة .
ت ب ر ك .
تَبرَكَ بالمَكانِ : أَقامَ . وتِبراك كقِزطاس : هذا الحَرفُ قد تَقَدَّمَ في ب ر ك وهناكَ ذَكَره الجوْهَرِيُّ والأَئِمَّةُ ومرّ الشاهِدُ على المَوْضِع وأِنّه مُشْتَقٌّ منِه وِكأَنّه أَعادَه ثانياً على قول من قال : إن التاء غير زائدة ونظيره ما مر له في تيفاق الكَعْبَة وغيرِها والصَّوابُ أَنّ التاءَ زائدة كما تَقَدّم .
ت ر ك