قلتُ : الذي حَكَى الفَتْحَ في هذِه الحُروفِ هو اللِّحْيانيُ وجَعَلَها نَوادِرَ ؛ لأَنَّ الحكْمَ في فعْلُول أَن يكونَ مضمومَ الأَوَّلِ إِلا أشْياءَ نوادِرَ جاءَت بالضَّمِّ والفَتْحِ فمِنْها بُعْكَوكَةٌ قال : شُبِّهَت بالمصادِرِ نحو سارَ سَيرُورةً وحادَ حَيدُودَةً وقال الأَزْهَرِيُّ : هذا حرفٌ جاءَ نادِراً على فَعْلُولَة ولم يَجِئ في كلامِهِم مِثْلَه إِلا صَعْفُوقٌ ونَقَلَ ابن فارِس الكلامَ الذي أوْرَدْناهُ عن اللحياني ثم قالَ : وأَمّا البَصْرِيُّون فإِنَّهُم يَأْبَوْنَ هذا البِناءَ في المَصادِرِ إِلا للمُعْتَلاّتِ .
ومما يستدرك عليه : بَعْكَك كجَعْفَر : اسمٌ اشتُقَّ من البَعَكِ الذي هو الغِلَظُ والكَزازَةُ في الجِسمِ قاله ابنُ دُرَيْد وهو والِدُ أبي السَّنابِلِ الصَّحابي رضي اللَّهُ تعالَى عنه وسيأْتِي في اللاَّمِ إِن شاءَ الله تعالَى . وبعْكُوكاء : موضع .
ب ع ل ب ك .
بَعْلَبَكّ : مدينَةٌ بالشامِ قال الأَزْهَريُّ : وهُما اسمانِ جُعِلا اسماً واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً وهو النَّصْبُ ومثلُه حَضْرَمَوْتَ ومَعْدِيكَرِب والنسبةُ إِليها بَعْلِيٌّ أَو بَكَيّ على ما ذكرَ في عَبد شمس أَورَدَهُ الجَوهَرِيّ والصاغانيُ في ب ك ك وأَورَدَه الأَزْهَرِي في الرُّباعِيِّ وهو الأَنسبُ .
ب ك ك .
بَكَّهُ يَبُكُّه بَكَّا : خرَقَه أو فرَّقَه عن ابنِ دُرَيْد . وقال أَبُو عَمْرو : بَكَّ الشَّيءَ أي فَسَخَه . وبَكَّ فلانٌ فُلانًا يَبُكُّه بكًّا : زاحَمَه قال عامانُ بنُ كَعْبٍ : .
" إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ .
" فخَلِّه حَتّى يَبُكَّ بَكَّهْ يَقُول : إِذا ضَجِرَ الذي يُورِدُ إِبِلَه مع إِبِلِكَ لشِدَّةِ الحَرِّ انْتِظارًا فخَلِّه حتّى يُزاحِمَك . أَو بَكَّهُ يَبُكُّه بَكًّا : إِذا رَحِمَهُ ضِدٌّ هكذا في سائر نسخ الكتاب بالراءِ وراجعت كتاب الجَمَهَرةِ لابن دُرَيْدٍ فرأَيْتُه قال فِيها : وبَكَّ فلانٌ يَبُكّ بَكًّا : زَحَم وبَك الرَّجُل صاحِبَه بَكاً : زاحَمَه أَو زَحَمَه هكذا بالزّاي ثم قال : كأَنه من الأضّدادِ وقالَ ابنُ سِيدَهْ : يَذْهَب في ذلك إِلى أَنَّه التَّفْرِيقُ والازْدِحامُ فعرِفَ أَنّ الضِّدِّيّةَ ليست في زاحَم ورَحِم - كما توهَّمَه المُصَنف - وإِنّما هي بينَ فَرَقَه وزاحَمَه ولو قال : بكَّه : خَرَّقه وفِسَخَه وفَرَّقَه وزاحَمَه وزَحَمَه ضِدٌّ ؛ لأصابَ فتأَمَّلْ ذلك .
وبَكَّةُ يَبكُّه بَكًّا : رَدَّ نَخْوَتَه ووَضَعَه نقلَهُ ابنُ بَري في ترجمة ر ك ك . وبَكَّه بَكّاً : فَسَخَه .
قلتُ : هذا بعينِه قوِلُ أبي عَمرو الذي تَقَدّم إِلاَّ أَنْ يكونَ الأولُ فسَحَه بالحاءِ المُهْمَلة وهذا بالخاءِ المُعْجَمة فتأَمّل . وبَكَّ عُنُقَه بَكًّا : دَقَّها . قيل : ومِنْهُ تَسمِيَة بَكَّة لمَكَّةَ شَرّفَها اللَّهُ تعالَى في قولِه تَعالَى : " إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ للنّاسِ لَلّذِي ببَكّةَ مبارَكاً " . أَو هو اسمٌ لما بَيْنَ جَبَلَيها حكاهُ يَعْقُوبُ في البَدَلِ أَو لِلمَطَافِ . أو مَوْضِع البَيتِ ؛ ومَكَّةُ سائِرٌ البَلَد أَو بَطْن مَكَّة . واخْتُلِفَ في وجه تَسمِيَتِها على أَقوالٍ فقِيلَ : لدَقِّها أَعْناقَ الجَبابِرَة إِذا أَلْحَدُوا فيها بظُلْمٍ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : لم يناظَرُوا أي لم يُنْتَظَر بِهِم أَو لازْدِحامِ النّاسِ بِها من كلِّ وَجْهٍ وقالَ يَعْقوبُ : لأَنَّ الناسَ يَبُكُّ بعضُهم بعضاً في الطوافِ أي يَزْحَمُ وقال غيرُه : في الطّرُقِ أي يَدْفَعُ وقال الحَصَن : يتَباكونَ فيها من كُلِّ وَجْهٍ وقال ابنُ عَبّاس : لِبَكِّ الأَقْوام بعضها بَعْضاً وقِيلَ : من بَكَّه : إِذا فَسَخَه وقيل : من بَكَّه : إِذا رَدَّ نَخْوَتَه وفي حَديثِ مُجاهِدٍ : من أَسْماءِ مَكَّةَ بَكَّةُ والباء والميم يتَعاقَبانِ وهو قولُ القُتَيبي . وبَكَّ الرَجُلُ : افْتَقر . وبَكَّ : إِذا خَشُنَ بَدَنُه شجاعةَ كِلاهُما عن أبي عَمْرو . وبَكَّ المَرأَةَ بَكاً : نَكَحَها أَو جَهَدَها جِماعاً . وتباكَّ الشيءُ : إِذا تَراكَمَ وتَراكَبَ