مُسْتَوْقِدٌ في حَصَاهُ الشّمسُ تَصْلبُهُ ... كأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ صَلَب الدَّلْوَ وصَلَّبَها إِذا جَعَلَ عَلَيْها وفي نُسْخَة لَهَا والأُولَى الصَّوَاب صَلْيبَيْن وهما الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعَرَّضَانِ عَلَى الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ كذا في لِسَانِ الْعَرَب . والصَّلَيبُ : الوَدَكُ وفي الصَّحَاحِ وَدَكُ العِظَام . قال أَبُو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ يذكُرُ عُقَاباً شَبَّه فَرَسَهُ بها .
جَرِيمَةَ نَاهِضٍ في رأْسِ نِيقٍ ... تَرَى لِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلْيبَا أَي وَدَكاً . وفي حَدِيثِ عَليّ أَنَّه اسْتُفْتِيَ في اسْتِعْمَالِ صَلِيبِ المَوْتَى في الدِّلاَءِ والسُّفُن فأَبَى عَلَيْهم . وبه سُمِّيَ المَصْلُوبُ لِمَا يَسِيلُ مِنْ وَدَكِه . والصَّلْبُ هَذِه القِتْلَة المَعْرُوفَةُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِك لأَنَّ وَدَكَه وصَديدَه يَسِيلُ . كالصَّلَبِ مُحَرَّكَة والمَصْلُوب ج صُلُبٌ ككُتب . ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا قَدِم مَكَّة زِيدَتْ شَرَفاً أَتَاهُ أَصْحَابُ الصُّلُبِ قِيلَ أَي الذين يَجْمَعُونَ العِظَامَ إِذا لُحِبَ عَنْهَا لُحْمَالنُها فيَطْبُخُونَهَا بِالْمَاءِ ويَسْتَخْرِجون وَدَكها ويأْتَدِمُونَ بِه . الصَّلِيبُ : العَلَمُ بفَتْح العَيْن واللاَّمِ . قال النَّابِغَةُ : .
ظَلَّت أَقَاطِيع أَنْعَامٍ مُؤَبّلَةٍ ... لَدَى صَلِيبٍ على الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ والزَّوْرَاءُ : المَفَازَةُ المَائِلَةُ عن القَصْدِ والسَّمْتِ . وقال الأَصْمَعِيّ : الزَّوْرَاءُ هي الرُّصَافَة رُصَافَةُ هِشَامِ وكانت للنُّعْمَان وَكَان والِيَها . وقِيلَ : سَمَّى النَّابغةُ العَلَم صَلِيباً لأَنَّه كَان عَلَيْه صَلِيب لأَنَّه كَانَ نَصْرَانِيّاً . الصَّلِيبُ : الأَنْجُمُ الأَرْبَعَةُ خَلْفَ النَّسْرِ الطَّائِرِ . وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ خَلْفَ الوَاقِع سَهْو كَذَا وجد بخَطِّ الشَّيْخ ابْنِ الصَّلاَح المُحَدِّث في هَامِشِ بَعْضِ النُّسَخِ . قَالَ : وهَذَا مما وَهِمَ فِيهِ الجَوْهَرِيّ . كذَا في لِسَان الْعَرَب . الصَّلِيبُ : الَّذِي للنَّصَارَى جَمْعُه صُلْبَانٌ . وقَال اللَّيْثُ : الصَّلِيبُ : ما يَتَّخِذُه النَّصَارَى قِبْلَةً جمعه صُلُبٌ . قال جرير : .
لقد وَلَدَ الأُخَيْطلَ أُمُّ سَوْءٍ ... على بَاب اسْتِها صُلُبٌ وشَامُ الرُّهْبَانُ قَدْ صَلَّبُوا : اتَّخَذُوا في بِيعَتِهِم صَلِيباً . وفي المِصْبَاح : ثَوْبٌ مُصْلَّبٌ أَيْ فِيه نَقْشٌ كَالصَّلِيبِ . وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ كَانَ إِذَا رأَى التَّصْلِيبَ في ثَوْبٍ قَضَبه أَي قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِيب مِنْه . وفي الحديث : نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ في الثَّوْبِ المُصَلَّب . وَهُوَ الَّذِي فِيهِ نقْشٌ أَمْثَالُ الصُّلْبَان . وفي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيْضاً : فنَاوَلْتُهَا عِطَافاً فرَأَتْ فِيهِ تَصْلِيباً فقالت : نَحِّيه عَنِّي . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة أَنَّهَا كَانَت تَكْرَهُ الثِّيَابَ المُصَلَّبَةَ وفي حَديثِ جَرِير : رأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ ثَوْباً مُصَلَّباً . وكُلُّ ذلِك في التَّهْذِيبِ . الصَّلِيبُ : سِمَةٌ للإِبِل . وفي المُحكَم ضَرْبٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبل . قَال أَبُو عَلِيٍّ في التَّذْكِرَةَ : الصَّلِيبُ قد يَكُونُ كَبِيراً وصَغِيراً وَيَكُونُ في الخَدَّيْن والعُنُقِ والفَخِذَين . وقِيلَ : الصَّلِيبُ : مِيسَمٌ في الصُّدْغِ وقِيلَ في العُنُقِ خَطَّان أَحَدُهُما عَلَى الآخر . وبَعِيرٌ مُصَلَّبٌ ومَصْلُوبٌ : سِمَتُه الصَّلِيبُ . ونَاقَةٌ مَصْلُوبَةٌ كذلك أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ : .
سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظَبْيً وعُلْبَةٌ ... تَمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبَةٌ لم تُحَارِدِ