قال الجَوْهرِيُّ : ومَنْ قَرَأَ " أَصْحابُ الأَيْكَة " فهي الغيضةُ قال الصاغاني : وهو في القرآن في أَرْبعةِ مواضِعَ : في الحِجْر والشعراء وص قَرَأَ كلُّهم في الحِجْر بكسر الهمزة وكذا في سورة ق إِلاّ ورْشاً فإنّه يَتْركُ منها الهمْز ويرُدّ حَرَكَتَه على اللاَّمِ قبلَها وقرأَ أَبو جَعْفرِ ونافِعٌ وابنُ كَثِير وابنُ عامرٍ لَيكَة في الشّعَراء وص والباقون الأَيْكَة ومن قَرأَ لَيكَة فهي اسمُ القَريَة وموضعُه اللاّمُ وليسَ في الصِّحاحِ وموضِعُه اللاّم وِإنّما قال - بعد قوله القَريَة - ويُقال : هما مثل بَكَّة ومَكَّة وفي التّهْذيبِ : وجاءَ في التَّفْسِيرِ أَنّ اسمَ المدينةِ كان لَيكَة واخْتارَ أَبو عُبَيدٍ هذه القراءةَ وجَعَلَ ليئكَةَ لا ينصرفُ ومن قرأَ : " أَصْحاب الأَيْكةِ " قال : الأَيْكُ : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ وجاءَ في التفسيرِ أَنَّ شَجَرَهم كان الدَّوْمَ ورَوى شَمِرٌ عن ابنِ الأَعرابي قال : يُقالُ : أَيْكَةٌ من أَثْلٍ ورَهْطٌ من عُشَيرِ وقَصِيمةٌ من غَضًى . وقال الزَّجّاج : يجوزُ وهو حَسَن جِدًّا كَذَّبَ أَصْحابُ لَيكَةِ بغيرِ أَلفِ على الكسر على أَنّ الأَصلَ الأَيْكَة فأُلْقِيتْ الهَمْزة فقِيل : أَلَيكَة ثم حُذِفَت الأَلِف فقال : لَيكَة والعربُ تَقُول : الأَحْمَرُ قد جاءَني وتَقُول - إِذا أَلْقَت الهَمْزة - أَلَحْمَرُ قد جاءَني بفتح اللاّم وِإثباتِ أَلفِ الوَصْلِ وتَقُول أيضاً لَحْمرُ جاءَني يُرِيدُون الأحْمَرَ قال : وِإثباتُ الأَلِفِ واللاّم فيها في سائِرِ القرآنِ يَدُلُّ على أَنَّ حذفَ الهمزةِ منها الّتي هيَ أَلف الوَصْلِ بمَنْزِلَةِ قولِهم لَحْمَر ووَقَع في صَحِيح الإِمامِ مُحَمّدِ بنِ إِسْماعِيلَ البُخارِيّ رضي اللّهُ تعالَى عنه في بابِ التَّفْسِيرِ أَصحابُ اللايِكَة هكذا بتَشْدِيدِ اللاّمِ جمع أَيْكَة وهو غَرِيبٌ وكأَنَّه وَهَمٌ فإِنّه ليسَ وَجْهٌ يُصَحِّحُه ولا تَكَلَّم به أَحدٌ من الأَئِمّة ولكنه رضي اللّه تعالى عنه ثِقَةٌ فيما يَنْقُل فيَنْبَغِي أَنْ يُحْسَنَ الظَّنُّ به وقد تَعَرَّض له الشُّرّاحُ وأَجابُوا عنه وصَحَّحُوه فليُراجَع فتح البارِي فإِنَّ فيه مَقْنَعاً . وأَيِكَ الأَراكُ كسَمِعَ واسْتَأْيَكَ : صارَ أَيْكَةً وخَفَّفَ الرّاجِزُ ياءَه فقال : .
" ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ .
" أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القُضْبِ قالَه ابنُ سِيدَه والصّاغانيُ .
وأَيْكٌ أَيِكٌ ككَتِفٍ أي مُثْمِرٌ وقيل : هو على المُبالغَةِ كما في المُحْكَم .
ومما يُستَدْركُ عليه : إيك ويُقال : إِيجُ : مَدِينةٌ بفارِس ومنه الإِيكِيُّون المُحَدثُون والجِيمُ أَكثَرُ .
فصل الباءِ مع الكاف .
ب ب ك .
بابَكُ كهاجَر أَهْمَلَه الجَماعة وقال الحافِظُ : ذَاك الخُرَّمِيُ الذي كادَ أَنْ يَستَوْلِيَ على المَمالِكِ كُلِّها ثمّ قُتِلَ في زَمنِ المُعْتَصِمِ العَبّاسِي وقِصِّتُه مَشهورَةٌ في توارِيخ العَجَمِ . وعَبدُ الصَّمَدِ بنُ بابَكَ : شاعِرٌ مفلقٌ مشهورٌ بعد الأُرْبَعِمائة وفي بعضِ النّسخِ عبدُ المَلِك وفي أُخْرى عَبدُ اللّه والصّوابُ أَنّ اسمَه عبدُ الصَّمَدِ كما ذَكَرنا .
ومما يُستدرَكُ عليه : أَحْمَدُ بنُ بابَكَ العَطّار أَبُو الحَسَن القَزْوِيني أَخَذَ القِراءَةَ بحرِف الكِسائيِّ عن الحُسَين بنِ عليّ الأزْرَقِ وذكره الدّاني .
ومُحَمّدُ بنُ بابَك من جُدودِ أبي طاهرٍ محمدِ بنِ الحَسَنِ الأَبْهَريِّ ثم الهَمْداني ذكره ابن نَقْطَةَ عن ابنِ هِلالَة . قلتُ : وروى أَبو طاهِر هذا عن أبي الوَقْتِ وأبي العَلاءِ العَطّار .
وفي مُلُوكِ الفرسِ وأُمَرائِها بابكُ جماعةٌ منهم : أَرْدَشِيرُ بنُ بابَكَ وقد ذكَره المصنفُ في الدّال فتأَمَّلْ ذلِكَ .
ب ت ك .
بَتَكَه يَبتِكُه ويَبتُكُه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ بَتكاً : قَطَعَه من أَصله كبَتَّكَة تَبتِيكاً شدِّد للكَثْرةِ وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : " فَلَيُبَتِّكُنِّ آذانَ الأَنْعامِ " قال أَبوِ العَبّاسِ : يَقُول : فلَيقَطِّعُنَّ قال الأزْهَريُّ : كآَنه أَرادَ - واللّهُ أَعلم - تَبحِيرَ أَهْلِ الجاهِلِيَّةِ آذانَ أَنعامِهِم وشقَّهُم إِيّاها فانْبتَكَ وتَبتَّكَ