وأَفَكَ فُلاناً أَفْكاً : جَعَلَهُ يَأْفِكُ أي : يكذبُ . وأَفَكَه أَفْكاً : حَرَمَه مُرادَه وصَرَفَه عنه . والمُؤْتَفِكاتُ : مدائِنُ خمسة وهي : صَعْبَةُ وصَعْدَةُ وعَمْرَةُ ودُومَا وسَدُومُ وهي أَعْظَمُها ذكره الطَّبَرِيُّ عن محمّدِ بنِ كَعْبٍ القَرَظِيِّ قالَهُ السُّهَيلِي في الإِعْلام في الحاقَّة ونقَلَه شيخُنا قُلِبَتْ على قومِ لُوط عَلَيه وعلى نَبِيِّنا الصّلاةُ والسّلامُ سُمِّيَت بذلك لانْقِلابِها بالخَسْفِ قال تعالى : " والمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى " وقال تعالى : " والمُؤْتَفِكاتِ . أَتَتْهُم رسُلُهُم بالبَيِّناتِ " قال الزَّجّاجُ : ائتفَكَت بهم الأَرْض أي : انْقَلَبَتْ يُقال : إِنّهم جَميع مَنْ أُهْلِكَ كما يُقالُ للهالِكِ : قد انْقَلَبَتْ عليه الدُّنْيا وروى النَّضْرُ بنُ أَنسٍ عن أَبيهِ : أي بُنَيَ لا تَنْزِلَنَّ البَصْرَةَ فإنّها إِحْدَى المُؤْتَفِكاتِ قد ائْتَفَكَتْ بأًهْلِها مَرّتينِ وهي مؤْتَفِكَةٌ بهم الثالِثة قال شَمِر : يعني أَنّها غَرِقَت مرّتَيْن فشَبَّه غَرَقَّها بانْقلابِها والائْتِفاكُ عندَ أَهْلِ العَربيَّة : الانْقِلابُ كقُرَيّاتِ قَوْمِ لُوطٍ التي ائْتَفَكَتْ بأَهْلِها أي انْقَلَبت وفي حديثِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ - وذكر قِصَّةَ هلاكِ قوم لُوط - قال : فمن أَصابَتْهُ تِلْكَ الأَفْكَةُ أَهْلَكَتْه يُريدُ العَذابَ الذي أَرْسَلَه اللّهُ عليهم فقَلَب بها دِيارَهم وفي حديثِ بَشِير بن الخَصّاصيَة قالَ له النَّبِي صلّى اللّهُ عليه وسَلم : مِمّن أَنْتَ ؟ قال : من رَبِيعَةَ قال : أَنْتُم تَزْعُمونَ لولا رَبِيعَةُ لائْتَفَكَت الأَرْض بمَنْ عَلَيها أي : انْقَلَبَتْ . والمُؤْتِفكاتُ أيضاً : الرِّياحُ التي تَقْلِب الأَرْضَ أَو هي الّتِي تَخْتَلِفُ مَهابُّها ومن ذلك يُقال : إِذا كَثُرَت المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأَرْضُ أي : زَكا زَرْعُها وقولُ رُؤْبَة : .
" وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤْتَفِكْ أي اخْتَلَفَتْ عليه الرياحُ من كُلِّ وجهٍ .
والأَفِيك كأَمِيرٍ : العاجِزُ القَلِيل الحَزْمِ والحِيلَةِ عن اللّيثِ وأَنْشَدَ : .
" مالِي أَراكَ عاجِزاً أَفِيكَا وقِيلَ : الأَفِيكُ : هو المَخْدُوعُ عن رَأيِه كالمَأْفُوكِ وقد أفِك كعُني . والأَفِيكَةُ بهاءٍ : الكَذِبُ كالإفْكِ جِ : أَفائِكُ وتقولُ العَرَبُ : يا لَلأَفِيَكَة بكسر اللامِ وفتْحِها فمَن فتحَ اللامَ فهي لامُ اسْتغاثةٍ ومن كَسَرها فهي تَعَجّب كأَنَّه قال : يا أَيُّها الرَّجُل اعْجَبْ لهذه الأَفِيكةِ وهي الكِذْبَةُ العَظِيمَة .
وأفكانَ : كانَ ليَعْلَى بنِ مُحَمّد ذا أَرْحِيَةٍ وحَمّاماتٍ وقُصورٍ هكذا قالُوا نقَلَه ياقوت .
ومن المَجاز : الأَفِكَةُ كفَرِحَة : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ وسِنُونَ أَوافِكُ : مُجْدِباتٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ .
والأَفَكُ مُحرَّكَةً : مَجْمَعُ الفَك والخَطْمَيْنِ هكذا في النُّسَخِ والذي في المُحيطِ : مَجْمَعُ الخَطْم ومَجْمَعُ الفَكَّيْنِ كذا نَقَله الصّاغاني . والأُفُكُ بالضَّمِّ : جَمعُ أَفُوكٍ للكَذّابِ كصَبُورٍ وصُبُرٍ .
وائْتَفَكَت البَلْدَةُ بأَهْلِها أي : انْقَلَبَتْ وقد ذُكِر قريبَاً . ومن المَجاز : المَأْفُوكُ : المكانُ لم يُصِبهُ مَطَرٌ وليسَ به نَباتٌ وهي بهاءٍ يُقال : أَرضٌ مأْفُوكَةٌ : أي : مَجْدودَة من المَطَر ومن النَّبتِ نقله الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ . وقال أَبو زَيْد : المَأْفُوك : المَأْفون وهو الضَّعِيفُ العَقْلِ والرّأي وقالَ أَبو عُبَيدَةَ : رجلٌ مَأْفُوكٌ : لا يصيبُ خَيراً ولا يكونُ عندما يُظَنُّ بهِ من خَيرٍ كما في الصحاحِ وفِعْلُهُما أُفِكَ كعنِيَ أَفْكًا بالفَتْحِ : إذا ضَعُفَ عقْلُه ورأْيُه ولم يُستَعْمَلِ أَفَكًه اللّهُ بمعنَى أَضْعَفَ عَقْلَه وإِنِّما أتَى أَفَكَه بمَعْنَى صَرَفَه كما في اللِّسانِ .
ومما يُستدرَكُ عليه :