قالَ ابنُ سِيدَه : وهو بَيت مَعْنىً قد وَهِمَ فيه أَبو حَنِيفَةَ وردَّ عليه بعضُ حُذّاقِ المَعانِي وهو مذكورٌ في موضِعِه . والأَرِيكَةُ كسَفِينَةٍ : سَرِيرٌ في حَجَلَةٍ من دُونِه سِتْرٌ ولا يُسَمَّى مُنْفَرِداً أَرِيكَةً وقال الزَّجّاج : فِراشٌ في حَجَلَةٍ وقيل : هو السَّرِيرُ مُطْلقاً سواء كانَ في حَجَلَةٍ أَوْ لا أَو كُلُّ ما يُتَّكَأُ عليهِ من سَريرٍ أَو فِراشٍ أَو مِنَصَّةٍ وقيلِ : الأَرِيكَةُ : سَرِيرٌ مُنَجَّدٌ مُزَيَّنٌ في قُبَّةٍ أو بَيت فإِذا لم يَكُنْ فيه سَرِيرٌ فهوَ حَجَلَةٌ نقله الصّاغاني أَريكٌ وأَرائِكُ ومنه قولُه تَعالى : " عَلَى الأرائِكِ يَنْظُرُونَ " و " عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ " وقال الرّاغبُ في المُفْرداتِ : سُمِّى به لاتِّخاذِه في الأَصْلِ من الأَراكِ أَو لكَوْنِه مَحلَّ الإقامة من أَرَكَ بالمكانِ أرُوكاً : أَقام به وأًصله الإِقامَةُ لرَعْيِ الأَراكِ ثم تُجُوِّزَ به في غَيرِه من الإقاماتِ . وأَرَّكَها أي المَرأَةَ تَأْرِيكاً : سَتَرَها بِها قال الشّاعِرُ : .
تَبَيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنينَا وفي الصِّحاحٍ : يُقال : ظَهَرَتْ أَرِيكَةُ الجُرحِ أي : ذهَبَتْ غَثِيثَتُه وظَهَرَ لَحْمُه الصَّحِيحُ الأَحْمَرُ ولم يَعْلُهُ الجِلْدُ وليسَ بعدَ ذلك إِلاَّ عُلُوّ الجِلْدِ والجُفُوفُ . وأرَكُ مُحَرَّكَةً : وقال : يا قُوت : مدينة صَغِيرةٌ في طَرَفِ بَريَّةِ حَلَب قُربَ تَدْمُرَ وأَرضٌ ذاتُ نَخْل وزَيْتُونٍ وهي من فُتُوحِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ في اجْتِيازِه من العِراقِ إِلى الشّامِ قال : وقد ضَمَّ ابنُ دُرَيْدٍ هَمْزَتَه وأَنشدَ في اللِّسانِ للقُطامِي : .
وقَدْ تَعَرَّجْت لَمّا وَرَّكَتْ أَرَكًا ... ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرجَلُ وأَرَك أَيضاً : طَرِيقٌ في قَفا حَضَنٍ وهو جَبَلٌ بين نَجْدٍ والحِجازِ .
وذُو أَرَك كجَبَلٍ وعُنُقٍ : وادٍ باليَمامَةِ من أَوْدِيَةِ العَلاةِ وله يومٌ معروفٌ واقْتَصَر فيه ياقُوت على الضَّبطِ الأَخِيرِ . وأرْك كعَدْلٍ : فيه أَبْنِيَة عَظِيمة بزَرنْجَ مدينَة بسِجِستانَ بين بابِ كركُوَيه وباب نِيشَك بناها عَمْرُو بن اللَّيثِ ثم صارَتْ دارَ الإِمارةِ وهي الآنَ تُسَمّى بهذا الاسْمِ .
قلت : والمشهور فيه كَاف الفارِسِيّة وعند النسبة إليه يُحَرِّكُونَ . وذو أرُوكٍ بالضّمِّ : وادٍ في بلادِهِم وضَبَطه ياقُوت بالفَتْح . وأُرُكٌ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ : بين جَبَلِ طَيِّئ وبينَ المَدينةِ المُشَرَّفةِ قاله ابنُ الأَعرابي قال وليس تَصْحِيفَ أُرل وقِيل : جَبَل وقيل : اسمُ مَدِينَةِ سَلْمَى أَحَد جَبَلَي طَيِّئ . وأَرِيكٌ كأَمِير : واد ذُو حِسى في بلادِ بني مُرَّةَ قاله أبو عُبَيدَةَ في شرحِ قولِ النّابِغَةِ : .
عَفا ذُو حُسى من فرتَنا فالفَوارِعُ ... فشَطّا أَرِيك فالتِّلاعُ الدّوافِعُ وفي الصِّحاح عَفا حُسُم... فجَنْبَا أَريك وقيل : هو اسمُ جَبَلٍ بالباديَةِ وقيل : أَريكٌ إلى جَنْب النَّقْرَةِ وهما أَرِيكانِ : أَسْوَدُ وأَحْمَرُ وهما جَبَلانِ وقِيلَ : هو بقُربِ مَعْدنِ النَّقْرَةِ شِقٌّ منه لمُحارِب وشِقٌّ منه لبني الصادِرِ من بني سُلَيم وهو أَحَدُ الخَيالاتِ المحْتَفَّةِ بالنَّقْرَةِ ورواه بعضُهم بالتَّصْغِير عن ابنِ الأَعْرابي قال بعضُ بني مُرَّةَ يصفُ ناقةً : .
إِذا أَقْبلَتْ قلتَ مَشحُونَة ... أَطاعَ لها الرِّيحُ قِلعَاً جَفُولا .
فمَرَّتْ بذي خُشُبٍ غُدْوَة ... وجازَتْ فُوَيْقَ أرَيْكٍ أَصِيلا .
نخَبِّطُ باللّيلِ حُزّانَه ... كخَبطِ القَوِيِّ العزيزِ الذَّلِيلاَ قُلتُ : الشِّعْرُ لبَشامَةَ بنِ عَمْرو ويَدُلّ على أَنْ أَرِيكًا جَبَلٌ قولُ جابِرِ بنِ حُنَى التَّغْلَبِيِّ : .
تَصَعَدُ في بَطْحاءِ عِرقٍ كأَنَّها ... تَرَقَّى إِلى أَعْلَى أَرِيكٍ بسُلَّمِ