ويُرْوى : ولا عَوِق وقد تقدّم . وقال الفرّاءُ : رجلٌ وعْقَةٌ : ضجِر متبرِّمٌ . ومنه حديث عُمر - وذُكر له الزّبَير Bهما فقال - : وَعْقَةٌ لَقِسٌ . وبه وَعْقَةٌ أي : شَراسَة وشدّةُ خُلُقٍ نقله الجوهريّ . وأصلُ الوَعْقِ : العَجَلَة والسُرْعةُ . يُقال : وعِقْتَ عليّ يا رجُلُ كوَرثْتَ أي : عجِلْت عليّ . وأنتَ وعْقٌ أي : نزِقٌ . وما أوعَقَك أي : ما أعْجَلَك عن ابنِ عبّاد . وواعِقَة : ع عن ابنِ دُرَيد . والتّوْعيقُ : التّعويقُ على القَلْب . وقال شَمِر : التّوعيقُ : الخِلافُ والفَسادُ والعيْثُ . وأنشدَ لرؤبَة : .
" حتّى اشْفَتَرّوا في البِلادِ أُبَّقا .
" قَتْلاً وتوْعيقاً على مَنْ وعّقا وقيل : التّوعيقُ : النسْبةُ الى الشّراسَة ومنه قول رؤبَة : .
" مَخافَةَ الله وأن يوعَّقا .
" على امرئٍ ضلّ الهُدَى وأوْبَقا أي : أن يُنسَبَ الى ذلِك . وقال الجوهريّ أي : يُقال له : إنّك لوَعِقٌ . ومما يُستَدْرَكُ عليه : رجُلٌ وعْقة لَعْقَة : نكِدٌ لَئيمُ الخُلُق . ويُقال : وعِقَة أيضاً بكسْر العيْن وقد توعّق واستَوْعَق . ورجل وَعِق لعِق ككَتِف أي : حريصٌ جاهِلٌ . وقيل : فيه حِرْصٌ ووُقوعٌ في الأمر بالجهْل وقد وَعِقَه الطّمَعُ والجَهْلُ . وقال أبو عُبيدة : رجُلٌ وعْقَة أي : صخّابة . والوَعيقُ والوُعاقُ : صوْتُ كلِّ شيء . وتوعّق : خالَفَ . قال رؤبة : .
" بُعْداً من الغَدْرِ وإنْ توعَّقا و غ ق .
الوَغيقُ كأمير أهملَه الجوهريّ . وقال اللّحيانيّ : هو مثلُ الوَعيقِ بالعَيْنِ المُهْمَلة أو هوَ صوْتٌ يخرُج من قُنْبِ الذّكَر وقد تقدّم الاختِلافُ فيه كما في العُباب . وأوردَه صاحبُ اللّسان استِطراداً في و ع ق .
و ف ق .
الوَفيقُ من الرّجال كأمير : الرّفيقُ . يُقال : رَفيقٌ وَفيق قاله أبو زيد . ووَفيقٌ بلا لام : عَلَمٌ . والوَفْقُ من المُوافَقَة بين الشّيْئَيْن كالالْتِحام . يُقال : حَلوبَتُهُ وَفْقُ عِيالِه أي : لَبَنُها قدْر كِفايَتِهم لا فَضْلَ فيه كما في الصّحاح . وقيل : قَدْر ما يَقوتُهم . قال الراعي : .
أمّا الفَقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه ... وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ ويُقال : أتيتُك لوَفْقِ الأمرِ وتوْفاقِه وتَيْفاقِه وتِيفاقِه بالكسْر وكذا : لتَوْفيقِه كله بمعْنى . ويقال : أتيتُك لتوْفيقِ الهِلال وتوْفاقِه وتِيفاقِه بالفَتْح والكسْر وميفاقِه بالكسْر وتوَفُّقِه الأولى والأخيرة - وهما التّوفيقُ والتّوَفُّق - عن اللّحْياني وما عَداهُما عن الأحْمَر أي : حينَ أهَلّ الهِلالُ أي : وقت طَلَع الهِلال . وفي حَديثِ عليٍّ Bه وسُئلَ عن البيتِ المَعْمور فقال : هو بيْتٌ في السّماءِ تِيفاقَ الكعْبَةِ بالكسْر ويُفْتَحُ أي : حِذاءَها ومُقابِلَها . وأصلُ الكلِمة الواوُ والياءُ زائِدَةٌ وقد ذكَره المُصنِّفُ أيضاً في ت ف ق . والصّوابُ أنّ موضعَه هنا . ووَفِقْتَ أمْرَك تفِقُ بالكسْر فيهما كرَشِدْتَ أمرَك أي : صادفْتَه مُوافِقاً . قال شيخُنا : الأوْلَى وزنه بوَرِثْتَ ؛ لأنّ أخوه وأمّا رشِد فالأفْصَح فيه فتْح الماضي وضمُّ المُضارع ككتَب وربّما قيل رَشِدَ بالكسر والحديثُ إنما رُوي كنَصَر كما وقَع في مُناظَرَةِ الدّمياطيّ وابنِ المُرَحَّلِ وعليه اقتَصَر سيبَوَيْهِ في الكِتابِ وابنُ هِشامٍ وغيرُ واحد فلا مُشابَهَة بيْنه وبين وَفِقَ حتى يزِنَه به انتهى . قل : الأمرُ كما ذكره شيخُنا وكأنّ المُصنِّفَ نظَر الى اتِّحادِهما في المَعْنى مع اشْتراكِهما في الضّبطِ ولو على غيْرِ الأفْصحِ ويدُلّ لذلك نصُّ الجوهري والصاغانيّ قالا : يُقال : وفِقْتَ أمْرَك تفِقُ بالكسر فيهما أي : صادَفْتَه موافِقاً وهو من التّوفيق كما يُقال : رشِدْتَ أمْرَك . قُلت : وهكذا هو نصّ الكِسائيّ . يُقال : رشِدْتَ أمْرَكَ ووَفِقْتَ رأيَك . ومعْنى وَفِق أمرَه : وجَدَه مُوافِقاً فتأمّل ذلك . وأوفَقَ السّهْمَ وأوْفَق بهِ : إذا وضَع الفُوقَ في الوَتَر ليَرْميَ كأنّه قلْبُ أفْوق . ولا يُقال أفْوَق كما في الصّحاح واشتُقّ هذا الفعل من مُوافقَة الوَتَر مَحَزَّ الفوق . قال الأزهريّ : الأصل أفْوَق ومن قال : أوْفَق فهو مقْلوبٌ . وأنشدَ الأصمعيّ : .
" وأوْفَقَتْ في الرّمْيِ حَشْراتُ الرَّشَقْ