مُخّةُ ساقٍ بأيادِي ناقِئٍ ... أعْجَلَها الشّاوِي عن الإحْراقِ ويروى : بينَ كفَّيْ ناقئٍ . قال : ونُقْ نُقْ بالضمِّ أمرٌ بذلِك أي : بتَمْييز الشّحْم من اللّحْم . ويُقال : هو أضيق من النّاقِ . قال اللّيثُ : هو شِبْه مشَقٍّ بيْن ضَرّة الإبْهامِ وأصْل ألْيَةِ الخِنْصَر مُستَقْبِلٌ بطْنَ السّاعِدِ بلِزْقِ الرّاحِ قال : وكذلك كُلُّ موضِعٍ مثلُه في بطْنِ المِرْفَق وفي أصْلِ العُصعُص ونقله الزّمخشريّ أيضاً هكذا والجمع نُيوقٌ . وقال غيرُه : النّاقُ : بَثْرٌ أو شِبْهُه يخرُج باليَدِ الواحدَةُ ناقَة . وقال ابنُ دُريْد : النَّوَق مُحرّكةً : بَياضٌ فيه حُمْرَةٌ يَسيرَة شَبيهة بالنّعَج . وتنيَّقَ في مطْعَمِه وملْبَسثه وأمورِه أي : تجوّدَ وبالَغ وتأنّق فيه كتنوّق . والاسمُ النِّيقَة بالكسْر . قال الصاغانيّ والجوهريّ : وبعضُهم يُنكِرُ تنوَّق . قال ابنُ فارس : عندَنا أنّ تَنَوَّقَ من قِياسِ التّركيبِ وهم يُشبِّهون الشّيءَ بما يسْتَحْسِنونه فكأنّ تَنوّقَ مَقيسٌ على اسمِ النّاقَةِ وهي عندَهم من أحسنِ أموالِهم قال : ومن قال : إن تَنَوَّق خطأٌ فقد غلِطَ . قال ابنُ برّيّ : وشاهِدُ النّيقَة قولُ الرّاجِز : .
" كأنّها من نِيقَةٍ وشارَهْ .
" والحَلْيُ بين التّبْنِ والحِجارَهْ .
" مدْفَع مَيْثاءَ الى قَرارَهْ .
" لكِ الكلامُ واسْمَعي يا جارَهْ وأنشد ابنُ سيدَه شاهِداً على تنوّقَ قولَ ذي الرُّمّة : .
كأنّ عليها سحْقَ لِفقٍ تنوّقَتْ ... به حَضْرَميّاتُ الأكُفِّ الحوائِكِ عدّاه بالباءِ لأنّه في معْنى ترفّقَتْ به قال : وهي مأخوذة من النِّيقَة . وقال غيرُه : .
لأُحسِنُ رمّ الوصْلِ من أمّ جعْفَرٍ ... بحدِّ القَوافي والمُنوَّقةِ الجُرْدِ وقال جميلٌ في النّيقَة : .
إذا ابتُذِلَتْ لم يُزْرِها ترْكُ زينَة ... وفيها إذا ازْدانَتْ لِذي نيقَةٍ حسْبُ وقال عليُّ بن حمْزة : تأنّقَ من الأنَق ولا يُقال : تأنّقْتُ في الشيءِ : إذا أحْكَمْتَه وإنما يقال : تنوّقْت . ورجل نيِّق ككَيِّس : ذو أنيقة نقله الصاغاني عن الفرّاءِ . وانْتاقَ مثل انْتَقَى عن أبي عُبَيْدٍ كما في الصِّحاح وهو مقْلوبٌ قال : .
" مثلُ القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي يعني القِسيّ وكان الكِسائيّ يقول : هو من النّيقَة . والنِّيقُ بالكسْر : أرفَعُ موْضعٍ في الجبَل ج : نِياقٌ بالكسْر وعليه اقتَصَر الجوهريّ وأنْياقٌ ونُيوقٌ . وقيل : النِّيق : الطّويل من الجِبال وقيل : حرْفٌ من حُروفِ الجبَل وأنشدَ الجوهريّ : .
" شَغْواءُ توطِنُ بيْنَ الشِّيقِ والنّيقِ وأنشد الصاغانيّ لأبي ذؤيْب : .
فيَمَّمَ وَقْبةً في رأسِ نيقٍ ... دوَيْنَ الشّمْسِ ذاتَ جنًى أنيقِ ويُقال : إنه أنشد المُسَيَّبُ بنُ علَسٍ بيْن يدَيْ عمْرو بنِ هِنْد المَلِك في وصْفِ جمَل : .
" وقد أتلافَى الهَمَّ عند احْتِضاره ورَواه ابنُ برّي : .
" وإني لأُمضي الهَمّ عند احْتِضارِه وفي العُباب : .
فقد أقْطَعُ اللّيلَ الطّويلَ ادِّراكُه ... بناجٍ عليْه الصّيْعَريّةُ مِكْدَمِ وطرفَةُ بنُ العبْدِ حاضِرٌ وهو غُلامٌ فقال : استَنْوَقَ الجمَلُ وذلِك لأنّ الصّيْعَريّةَ من سماتِ النّوقِ دون الفُحولِ فغضِب المُسَيَّبُ وقال : مَنْ هذا الغُلام ؟ فقالوا : طرَفَةُ بنُ العبْد فقال : ليَقْتُلَنّه لسانُهُ فكان كما تفرّسَ فيه . قال ابنُ برّي : وأنشدَ الفرّاءُ : .
هزَزْتُكُمُ لو أنّ فيكم مَهَزّةً ... وذكّرْتُ ذا التّأنيثِ فاستَنْوَقَ الجمَلْ