وروى أبو عليّ : النِّجاء بكسْر النون . وقال : هو جمْع نَجْوة وهي السّحابَةُ . والمعنى : ما شرِبت غيْرَ ماءِ النِّجاءِ فحذَف المُضافَ الذي هو الماءُ ؛ لأنّ السّحابَ لا يُشرَبُ . قال : والظاهِرُ من البَيْتِ عِندي أنّه يُريدُ بالنَّجاءِ الأدفق السّيرَ الشّديدَ ؛ لأنّ النّجْو هو السّحابُ الذي هَراقَ الماءَ وهذا لا يصِحُّ أن يوصَفَ بالغُزْر والدَّفْقِ . فالمُرادُ البَصْرة بعَيْنِها قاله أبو عُبيْدة . ورواهُ أيضاً بالكاف . قال الصاغاني : وهذا مما يُستَثْنى من غيرِه يقول : إنّها لم تشْرب ماءً منذُ خرجَت من البَصْرةِ حتى وردَت الرُّقَيْعيّ بقطرة أي : بقَليل .
ق ر ط ق .
القُرْطَقُ كجُنْدَب أهملَه الجوهريّ . وقال ابنُ الأثير : هو القَباءُ وهو لِبْسٌ م مَعْروف مُعرّب كُرْتَه قال : وإبْدالُ القافِ من الهاءِ في الأسماءِ المُعرّبة كثيرٌ . وفي الحديث : جاءَ الغُلامُ وعليه قُرْطَقٌ أبيض . ويُقال : قَرْطَقْتُه فتَقَرْطَقَ أي : ألبَسْتُه إيّاه فلِسَه نقلَه الصاغانيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : قُرَيْطِق : تصْغيرُ قُرْطَق وقد جاءَ في الحديث . وقُرْطُق كقُنْفُذ لغةٌ عن ابنِ الأثير . وأغربُ من ذلك قَرْطَق كجَعْفر نقلَه شيخُنا عن صاحِبِ المِصْباح .
ق ر ق .
القَرِق ككَتِف وجبَل . واقتصَر الجوهريُّ والصاغانيّ على الأول : المَكانُ المُسْتَوي . وقاعٌ قَرِقٌ وقِرْقٌ : طيّب أملسُ لا حِجارةَ فيه . وأنشَدَ الجوهَريُّ لرؤْبَة يصِفُ إبلاً بالسرعة : .
" كأنّ أيدِيهنّ بالقاع القَرِقْ .
" أيدي جوارٍ يتعاطَيْن الوَرِقْ وأنشد الصاغاني لرؤبة هكَذا : .
" واستَنّ أعْرافُ السَّفا على القِيَقْ .
" وانتسَجَتْ في الرِّيح بُطْنانُ القَرِقْ استنّ أي : مضى سَنَناً على وجْهِه أي : الرّيحُ تذْهَب به . وفي التّهذيب : وادِ قَرِقٌ وقَرْقَر وقَرَقوس : أمْلَسُ . والقَرَقُ : المصْدَرُ وأنشد : .
" تربّعَتْ من صُلْبِ رهْبيَ أنَقَا .
" ظَواهِراً مَرّاً ومَرّاً غدَقا .
" ومن قَياقِي الصُّوَّتَيْن قِيَقا .
" صُهْباً وقُرْباناً تُناصِي قَرَقا قال أبو نصْر : القَرَق : شبيهٌ بالمَصدر . ويُروى على الوَجْهَين : قَرِق وقَرَق . وقَرِقَ كفَرِح قَرَقاً : سارَ فيه أو في المَهامِه كما في العُباب . والقَرْقُ بالفَتْح : صوتُ الدّجاجَةِ كما في العُباب زاد غيرُه : إذا حضَنَت وضبطه بالكَسْرِ كما في التّهذيب . والقِرْقُ بالكسر : الأصلُ عن يَعْقوب . وقال : يُقال : هو لَئيم القِرْق أي : الأصل وزاد ابنُ الأعرابي : الرّديء قال دُكَيْن السّعْديّ يصِفُ فرَساً : .
" ليسَتْ من القِرْقِ البِطاءِ دوْسَرُ .
" قد سبَقَت قيْساً وأنتَ تنْظُرُ هكذا أنشدَه يعْقوبُ ورَواه كُراع من الفُرْق بضمّ الفاءِ جمْع أفْرَق وقد تقدّم . وقال ابنُ عبّاد : القِرْقُ : العادَةُ للنّاس . قال : والقِرْق أيضاً : صِغار النّاس وقال ابنُ خالَوَيْه : القِرْق : الجماعةُ وجمْعه أقْراقٌ . يقال : جاءَ قِرْقٌ من الناس وقِرْق من النِّساءِ . والقِرْق : لعِبُ السُّدَّرِ كسُكَّر . وقد قَرِق كفرِح : إذا لعِبَ به وهو لصِبْيانِ الأعْراب بالحِجاز كانوا يخُطّون أربَعاً وعِشْرين خطّاً وهو خطّ مربّع في وسَطِه خطٌّ مربَّع في وسطه خطّ مربّع ثمّ يُخَطّ من كُلِّ زاوية من الخَطّ الأول الى الخطّ الثالث وبين كل زاويَتَين خطٌّ فيصير أربعةً وعِشرين خطّاً وصورتُه هذا كما تراها فيصُفّون فيه حُصَيّآت . وقد جاءَ ذكرُها في الحديث عن أبي هُريرة Bه : أنه كان ربّما يَراهم يلعَبون بالقِرْقِ فلا ينْهاهُم كذا في غَريبِ الحديث لإبراهيم الحرْبي C تعالى . وقال أميّة بنُ أبي الصّلت : .
وأعْلاطُ الكَواكِبِ مُرْسَلاتٌ ... كخَيْلِ القِرْقِ غايَتُها النِّصابُ