المُصْحَبُ : أَدِيمٌ بَقِي عليه صُوفُه أو شَعَره أو وَبَرهُ . ومنه قِرْبَةٌ مُصْحَبَةٌ : بَقِي فيها من صُوفِها شْيءٌ ولم تُعْطَنْه . والحَمِيتُ : ما لَيْسَ عَلَيْه شَعَر . وصَحَبَ المَذْبُوحَ كَمَنَعَ : سَلَخَه في بَعْضِ اللُّغَاتِ . من المَجَاز : أَصْحَبْتُه الشيءَ أَي جَعَلْتُه لَهُ صَاحِباً وكذلك اسْتَصْحَبتْه وقد تَقَدَّم . أَصْحَبَ فُلاَناً : حَفِظَه كاصْطَحَبَه . وفي الحدِيث : اللّهُمّ اصْحَبْنا بصُحْبَة واقْلِبْنَا بِذِمَّة أَي احْفَظْنَا بحِفْظِكَ في سَفَرِنا وارْجِعْنا بأَمَانَتِك وعَهْدِك إِلَى بَلَدِنا . وفي الأَسَاس ومِن المَجَازِ : امْضِ مَصْحُوباً ومُصَاحَباً : مُسَلَّماً ومُعَافىً . وتَقُولُ عِنْد التَّوْدِيع : مُعَاناً مُصَاحَباً . وأَصْحَبَ فُلاَناً : مَنَعَه ومِنْه في التَنْزِيل : ولا هُم مِنَّا يُصْحَبُون . قال الزَّجَّاج يَعْنِي الآلِهَة لا تَمْنَعُ أَنْفُسَها . ولاَ هُم مِنَّا يُصْحَبون : يُجَارُون أَي الكُفَّار . أَلا تَرَى أَنَّ العَرَب تقول : أَنا جَارٌ لك ومعناه أُجِيرُك وأَمْنَعُك فَقَالَ يُصَحَبُون بالإِجَارَة . وقَال قَتَادَةُ : لا يُصْحَبُون مِن اللهِ بِخَيْر . وقال أَبُو عُثْمَان المَازِنيّ : أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ أَي مَنَعْتُه . وأَنْشَد قَوْلَ الهُذَلِيّ : .
يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْن من أَبِّه ... قُرِيَانَه في عانةٍ تُصْحَبُ أَي يُمْنَعُ ويُحْفَظُ . وقَال غَيْرُه : هو من قَوْله : صَحِبَك اللهُ أَي حَفِظك وكَانَ لَكَ جَاراً . وقَال : .
جَارِي وَمَوْلاَيَ لا يَزْنِي حَريمُهُما ... وصَاحِبِي مِنْ دَوَاعِي السُّوءِ مُصْطَحَبُ من المَجَازِ : أَصْحَبَ الرجلٌ : صَارَ ذَا صَاحِب وَكَانَ ذَا أَصْحَاب وكَذَا أَصْحَبَه : فَعَل بِهِ ما صَيَّره صَاحِباً لَهُ . وصَحْبُ بْنُ سَعْدٍ بالفَتْح ابْنِ عَبْدِ ابنِ غَنْم : قَبِيلَةٌ مِنْ بَاهِلَةَ مِنْهَا الأَشْعَثُ بنُ يَزِيدَ البَاهِلِيُّ الصَّحْبِيُّ الشَّاعِرُ . قال ابْنُ دُرَيْد : وبَنُو صُحْب بالضَّم : بَطْنَان وَاحِدٌ في بَاهِلَةَ والآخَرُ في كَلْب . وقَال غَيْره : صُحْبُ ابْنُ المُخْبَّل وصُحْبُ بنُ ثَوْر بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ كلاهما بالضم . وفي باهِلَةَ صَحْب بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْمِ وقد ذكر قريباً . قلت : ومن بَنِي صُحْب بْنِ ثَوْر عَرَابَةُ بْنُ مَالِكٍ الشَّاعِرُ قاله ابنُ حَبِيب . وصَحْبَانُ اسمُ رَجُل . والأَصْحَبُ هو الأَصْحَرُ . يُقَالُ : حِمَارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يَضْرِبُ لَوْنُه إِلى الحُمْرَة . وفُلاَن صاحِبُ صِدْقٍ . ومن المَجَازِ : هو صاحب عِلْم ومَال وصَاحِبُ كُلِّ شَيْء : ذُوهُ . وخَرَجَ وصَاحِبَاه السَّيْفُ والرُّمْح . واصْطَحَبَ الرَّجُلاَنِ : تَصَاحَبَا . القَوْمُ : اصْطَحَبُوا ؛ صَحِبَ بَعْضُهُم بَعْضاً . وأَصْلُه اصْتَحَب لأَنَّ تَاءَ الافْتِعَال تَتَغَيَّر عِنْد الصَّادِ مِثْل هذا وعِنْد الضَّاد مِثْل اضْطَرَب وعِنْد الطَّاءِ مِثْل اطَّلَبَ وعِنْد الظَّاء مثل اظَّلَم وعِنْد الدَّال مثل ادَّعَى وعِنْد الذَّال مثل اذَّخَر وعِنْد الزّاي مثل ازَّجَرَ ؛ لأَنَّ التَاءَ لانَ مَخْرَجُها فلم تُوَافق هَذِه الحروفَ لِشدَّة مَخَارِجِهَا فأُبْدِل مِنْهَا ما يُوَافِقها لِتَخِفَّ على اللسان ويَعْذُبَ اللَّفْظُ بِهِ كَذَا في لِسَانِ العَرَب . قال ابن بُزُرْج : فُلاَنٌ يَتَصَحَّبُ مِنَّا أَي مِنْ مُجَالَسَتِنَا : يَسْتَحْيِي مِنْهَا . وإِذَا قيل : فُلاَنٌ يَتَسحَّب علينا بالسِّين المُهْمَلَة فمَعْنَاه أَنَّه يَتَمَادَحُ وَيَتَدَلَّل . والصَّاحِبُ : فَرَسٌ لِغَنِيّ مِنْ نسْلِ الحَرُونِ . والمَصْحَبِيَّةُ : مَاءٌ لِقُشَيْرٍ نَقَله الصَّاغَانِيّ . يُقَالُ : هو مِصحَابٌ لَنَا بما نُحِبّ كمِحْرَابٍ أَي مُنْقَادٌ . وقَالَ الأَعْشَى : .
إِن تَصْرِمي الحَبْلَ يا سُعْدَى وتَعْتَزِمي ... فَقَدْ أَرَاك لَنَا بالوُدِّ مِصْحَابا وفي لِسَانِ العَرَب : قَوْلهُم في النِّدَاء : يا صَاحِ مَعْنَاه يا صَاحِبي ولا يَجُوز تَرْخِيمُ المُضَافِ إِلاَّ فِي هَذَا وَحْدَه سُمعَ من العَرَبِ مُرَخَّماً .
صخب