وقيل : أرادَ الأنفاق وهو الغَصُّ من الزّيت . ورواه أبو عَمْرو : قد شُدِّخْن بالفاقِ . وقال : الفاقُ هو الصّحراءُ . وقال مرّة : هي أرْضٌ واسِعَة . وقولُه : الفاقُ : الطّويلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ كالفُوقِ والفوقَة بضمِّهِما . والفِيقِ بالكَسْر . والفُواقِ والفُياقِ بضمِّهما الى هُنا الصّواب فيه بقافَيْن كما سيأتي له أيضاً هُناك ولم يذكُر أحدٌ من أئِمّة - اللّغَة هذه الألفاظَ بهذا المعنَى . وكذا قولُه : الفاقُ : طائِرٌ مائِيٌّ طَويلُ العُنُقِ فإنه أيضاً بقافَيْن على الصّحيح كما سيأتي له أيضاً وقد تصحّفَ على المُصنِّفِ في هذه الألفاظِ فلْيُتَنَبَّه لذلِك . والفاقَةُ : الفَقْرُ والحاجةُ ولا فِعْلَ لها . وروى الزّجّاجيّ في أمالِيه بسَنَدِه عن أبي عُبيدَة قال : خرجَ سامةُ بنُ لؤيّ بنِ غالِب من مكّة حتى نَزَل بعُمان وأنشأ يَقول : .
بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رَسولاً ... إنّ نفْسي إليهِما مُشتاقَهْ .
إن تكُنْ في عُمانَ دارِي فإنّي ... غالِبيٌّ خرَجْتُ من غيْرِ فاقَهْ ويُروَى : .
" ماجِدٌ ما خَرَجْتُ من غير فاقَهْ ثمّ خرجَ يَسيرُ حتّى نزَل على رجُل من الأزْدِ فقَراهُ وباتَ عندَه فلما أصبَح قعَدَ يسْتَنّ فنظَرَت إليه زوْجَةُ الأزْديّ فأعجَبَها فلما رَمى سِواكَه أخذَتْها فمصّتْها فنظر إليها زوجُها فحلَبَ ناقَةً وجعل في حِلابِها سُمّاً وقدّمه الى سامَة فغَمَزَتْه المرأَةُ فهَراقَ اللّبنَ وخرجَ يسيرُ فبَيْنا هو في موضِع يُقال له : جوفُ الخَيلَةِ هوَتْ ناقَتُه الى عرْفَجَة فانتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنَفَحَتْها فرَمَتْ بِها على ساقِ سامَة فنهَشَتْها فماتَ فبلغَ الأزْدِيّة فقالت ترْثيه : .
عينُ بَكِّي لسامَةَ بنِ لُؤَيٍّ ... علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاّقَهْ .
لا أرى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ ... حملَتْ حتْفَه إليه النّاقَهْ .
رُبّ كأسٍ هرَقْتَها ابنَ لُؤيٍّ ... حذَرَ الموْتِ لم تكُنْ مُهراقَهْ .
وحُدوسَ السُّرَى تركْتَ رَديئاً ... بعدَ جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَهْ .
وتَعاطَيْتَ مَفْرَقاً بحُسامٍ ... وتجنّبْت قالَةَ العَوّاقَهْ ومَحالةٌ فَوْقاءُ : إذا كان لكُلّ سِنٍّ منْها فُوقانِ كفوقَي السّهْم . والفَوْقاءُ : الكَمَرة المُحَدَّدةُ الطّرَف كالحَوْقاءِ . وقال النّضْرُ : فُوقُ الذّكَر بالضّم : أعْلاه يُقال : كمَرةٌ ذاتُ فُوق وأنشد : .
" يا أيُّها الشيخُ الطّويلُ المُوقِ .
" اغْمِزْ بهِنّ وضَحَ الطّريقِ .
" غَمزَكَ بالحَوْقاءِ ذاتِ الفوقِ .
" بينَ مَناطَيْ ركَبٍ مَحْلوقِ وقال أبو عَمْرو : الفُوقُ : الطّريقُ الأوّل وهو مَجاز . ويُقال : رمَيْنا فُوقاً واحداً أي : رِشْقاً واحداً وهو مجاز . ويُقال للرّجُل إذا ولّى : ما ارتدّ على فُوقِه أي : مضَى ولم يرْجِعْ . والفُوقُ : طائِرٌ مائِيٌّ صوابُه بقافَيْن كما سيأتي وقد تصحّفَ على المُصَنِّف . والفُوق : الفَنّ من الكَلام جمعه فُوَق كصُرَد . قال رؤبة : .
" كَسّر من عيْنَيْه تقويمُ الفُوَقْ .
" وما بعَيْنَيْه عَواوِيرُ البَخَقْ وفي الأساس : يُقال للرجلِ إذا أخذَ في فَنٍّ من الكَلامِ : خُذْ في فُوقٍ أحسَنَ منه وهو مجاز . وقال ابنُ عبّاد : الفُوق : فرْج المَرْأة . وقال الأصمعيّ : هو بالقاف وسيأْتي . وقيل : هو طَرَفُ اللسان . أو هو مخْرَج كذا في النّسخ والصّواب : مَفرجُ الفَمِ وجوْبَتُه كما في نصّ المُحيط . والفُوقُ : موضِعُ الوَتَرِ من السّهْم كالفُوقَة . وقال اللّيْثُ : هو مَشَقُّ رأسِ السّهْمِ حيث يقَعُ الوَتَر . وحرْفاه : زَنَمتاه . أو الفُوقان : الزَّنَمَتانِ في لُغة هُذَيْل . قال عَمرو بن الدّاخِل الهُذَليّ : قالَه الجُمحيّ وأبو عَمرو وأبو عبْد الله . وقال الأصمَعيّ : هو الدّاخِلُ بنُ حَرام أحَدُ بني سَهْمِ بن مُعاوِية : .
كأنّ الرّيشَ والفُوقَيْن منه ... خِلالَ النّصْلِ سِيطَ به مَشيجُ منه أي : من السّهْم . وقال أبو عُبَيدَة : أرادَ فُوقاً واحِداً فثنّاه . ج : فُوَق وأفْواق كصُرَد وأصْحاب ومنه قولُ رُؤْبَة : .
" كسّر من عَيْنَيْه تقْويمُ الفُوَق وقال غيرُه :