الغَمَق مُحرَّكة : رُكوبُ النّدَى الأرْضَ وقد غمقَت الأرضُ من حَدّ : نصَر وعلِم وكَرُم مُثلّثَة فهي غَمِقَةٌ كفَرحَة . واقتصر الجوهري والصّاغانيُّ على حدِّ فرِح أي : ذاتُ ندًى وثِقَل . زادَ غيرُهما : ووَخامَة . وفي الأساس : كثيرةُ الأنْداء وَبِئَةٌ . أو قَريبةٌ من المِياهِ والخُضَرِ والنّزوز فإذا كانت كذلِك قارَبَت الأوبِئَة والغَمَقُ في ذلك فَسادُ الرّيحِ وخُمومُه من كثْرةِ الأنْداء فيَحْصُل منها الوَباءُ ومنه الحديث : أنه كتَبَ عُمرُ بنُ الخطّاب الى أبي عُبَيْدَة Bهما وهو بالشّام حين وقع بها الطّاعونُ : إنّ الأُردُنَّ أرضٌ غَمِقَةٌ . أي قَريبةٌ من المِياه . وقال ابنُ شُمَيل : أرض غَمِقَةٌ : لا تَجِفُّ بواحِدَة ولا يُخْلِفُها المَطَرُ . وقال أبو حنيفة : قال أبو زياد : مكانٌ غَمِقٌ : قد رَوِيَ حتى لا يَسوغُ فيه الماءُ . وقال أيضاً : إذا زادَ النّدَى في الأرضِ حتّى لا يَجِد مَساغاً فهي غَمِقَةٌ . قال وليسَ ذلِك بمُفْسِدِها ما لم تَقِئْهُ . ونَباتٌ غَمِقٌ ككتِف : إذا كان لرِيحِه خَمّةٌ وفَسادٌ ؛ لكَثْرة النّدى عن ابنِ شُمَيْل . ونَصُّه : من كَثْرة الأنْداءِ عليه وقد غَمِق غَمَقاً . وقال أبو زيْدٍ : غمِقَ الزّرْعُ غَمَقاً : إذا أصابَه ندًى فلم يكَدْ يجِفُّ . قال ابنُ عبّاد : وإذا غُمَّ البُسْرُ ليدْرِك وينْضَجَ فهو مغْموقٌ . وقال الزمخشَريّ : بُسرٌ مَغْموقٌ وهو الذي مُسَّ بخَلٍّ أو مِلْح ثم تُرِكَ في الشّمسِ حتى يلينَ . قال ابنُ عبّاد : والغَمَقَة مُحرّكةً : داءٌ يأخُذُ في الصُلْب مستَتِراً وقد غُمِقَ البَعيرُ كعُني فهو بعيرٌ مغْموقٌ . ومما يُستدرك عليه : غَمَقُ البَحْر مُحرّكة : هو مدُّه في الصَّفَريّة نقَله الأزهريّ . يُقال : أصابَنا غَمَقُ البَحْر فمَرِضْنا . وبلَدٌ غَمِق ككَتِف : كثيرُ المِياهِ رطْبُ الهواءِ . وقال الأصمعيُّ : الغَمَقُ : النّدى . وليلَةٌ غَمِقة لَثِقة نقله الجوهريّ وقد غَمِقَ يوْمُنا وعُشْبٌ غَمِق : كثير الماءِ لا يُقلِعُ عنه المطَرُ . وأما الغامِقُ والغَميقة بمعنى الثّقل في الألْوانِ فعامِيّة . ومن سجعات الأساس : لا يتْرُك الرُّطَبَ الى المُغَمَّق إلا كُلُّ مُحمَّق .
غ ه ق .
الغَهِق ككَتِف وصيْقَلٍ أهملَه الجوهريُّ : وقال ابنُ دُرَيد : هو الطّويلُ من الإبِل وغيرِها . ويُقال : عيْهَقٌ بالعَيْن المُهْمَلةِ . هذا نصُّ ابنِ دُرَيد وليسَ فيه الغَهِقُ ككتِف ولا في العُبابِ واللّسان . وأنا أخشى أنْ يكونَ المُصنِّفُ صحَّفَ عِبارةَ ابنِ دُرَيْد فانظُر ذلك . وقال أبو عُبَيدةَ : الغَيْهَقُ كصَيْقَلٍ : النّشاط وأنشد : .
" كأنّ ما بِي من إرانِي أوْلَقُ .
" وللشّبابِ شِرَّةٌ وغَيْهَقُ الأرانُ : النّشاطُ . والأوْلَقُ : الجُنون . قال الأزهَريُّ : فالغَيْهَقُ بالغَيْن بمعنى النّشاطِ محْفوظٌ صحيح . وأما العيْهَقَة بالعيْن فلا أحفظُها لغيْرِ اللّيْثِ ولا أدري : أهي لُغَة محْفوظةٌ عندَ العَرَبِ أو تصْحيفٌ . وقال ابنُ عبّاد : الغَيْهَق : الجُنونُ ورُوِي ذلك عن أبي عُبَيْدة أيضاً كالغَوْهَقِ . وبه رُوِي قول الراجزِ السّابقُ . قال أبو عُبَيدة : ويوصَف به أي : بالغَيْهَقِ العِظَم والتّرارَة نقَله عنه الرِّياشيُّ . وقال ابنُ دُرَيْد : غيْهَقَ الظّلامُ عيْنَه : إذا أضْعَف بصَرَه فغَيْهَقَت عيْنُه أي : ضعُفَت هكذا نقَلَه الصاغانيُّ عنه ونَصُّه في الجمْهرة : غيْهَقَ الظّلامُ : اشتدّ . وغيْهَقَتْ عيْنُه : ضعُف بصَرُها فتأمّل ذلِك . والَوْهَق : الغُراب فيما رَواه أبو تُرابٍ عن النّضرِ . وأنشَدَ لمَعْروفِ بنِ عبْدِ الرّحمن الأسَديّ : .
" يتْبَعْنَ ورْقاءَ كلَوْنِ الغَوْهَقِ .
" بهِنّ جِنٌّ وبِها الأوْلَقِ لُغةٌ في العَيْن المُهْملة . قال الأزهريّ : الثابتُ عندَنا لابنِ الأعرابي وغيْره : العَوْهقُ : الغُراب بالعَيْن ولا أُنْكِرُ أنْ تكونَ الغَيْنُ لُغة ولا أحُقُّه . ومما يُستَدرَك عليه : غيْهَق الرّجلُ غيْهَقَةً : إذا تبخْتَر رواهُ ابنُ بَرّي عن ابنِ خالَوَيْه .
غ و ق .
الغاقُ : طائِرٌ مائيٌّ كالغاقَة نقله اللّيثُ . ويُقال : صوْتُ الغاقِ وهو الغُرابُ . قال ابنُ سيدَه : ورُبّما سُمّي الغُراب به لصَوتِه . قال : .
" ولو تَرَى إذْ جُبّتِي من طاقِ