غَزَقُ محرّكةً أهمَلَه الجوْهَري وصاحبُ اللّسان وهي : ة بمَرْو قال الصاغانيّ : وليْسَ تصْحيف غَرْق بالفَتْح التي سبَق ذكْرُها . قلت : هكذا ضبَطَها ابنُ ماكُولا بفَتْح الزاي وتعقَّبه ابنُ السَّمْعانيّ بأنّه وَهَم وإنّما هي بإسْكانِ الزاي ثم ذَكَر أنّ الذي بفَتْح الزّاي قريةٌ من أعْمال فَرْغانَةَ منها القاضي أبو نَصْرٍ منْصورُ بنُ أحمد بنِ إسماعيل الغَزَقِيُّ كان فَقيهاً فاضِلاً نزل سمَرْقَنْدَ وحدَّث عنه أولادُه ماتَ سنة خمسٍ وسِتّين وأربعمائة . قال الحافِظُ بنُ حَجَر : وقد ذكَر المالِيني هاتَيْن النِّسْبَتَينِ وقال - في كلٍّ منهما - : قريةٌ من قُرَى مَرْوَ فلعلّ إحْداهما وافَقَت التي ن فَرْغانَةَ وذكَر من التي بمروَ سهْلَ بنَ منصورٍ الغَزَقيّ يروى عن الحسَنِ بنِ عُلْوانَ .
غ س ق .
الغَسَق مُحرَّكةً : ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ . وقولُه تعالى : ( الى غسَقِ اللّيْلِ ) قال الفَرّاءُ : هو أولُ ظُلْمتِه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ دخولُ أوّلِه وقيلَ : حينَ يُطَخْطِخُ بين العِشاءَيْنِ وذلك حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر . وقال الأخفَش : غسَقُ اللّيلِ : ظُلْمَتُه . وقال غيرُه : إذا غابَ الشَّفَق . والغَسَقُ : شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ كالزُّؤانِ ونَحْوه . قال الفَرّاءُ : يُقالُ في الطّعام : زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ بالهَمْزِ وفيه غسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ كلُّه من قُماشِ الطّعام . وغَسَقَت عينُه كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً بالفتح وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً مُحرّكةً : أظْلَمَت أو دَمَعَت أو انصَبّتْ وهو مَجازٌ . وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً : سالَ منه ماءٌ أصْفَر . وأنشَد شَمِرٌ في الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ : .
أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ أي : سائلٍ وليس من الظُلْمَة في شَيْءٍ . وقال أبو زيْد : غسَقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً وهو هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ . وغَسَقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً : انصبّتْ وأرَشَّت . وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً : انْصَبّ من الضّرعِ . وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح ويُحَرّك وغَسَقاناً بالتّحْريك وأغْسَقَ عن ثعْلَبٍ قال الزّمَخْشَريّ : هي لُغة بني تَميم ومثلُه : دَجا اللّيلُ وأدْجَى أي : انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه ومنه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات : .
إنّ هذا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا